> عدن «الأيام» خاص:

​أعلنت إدارة أمن العاصمة عدن اليوم الإثنين وقوفها "الكامل" إلى جانب المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الجنوب، مؤكدة حرصها على حمايتهم ومصالحهم.

لكن هذا "الوقوف" لم يلبث أن اصطدم بسلسلة من التحذيرات المشددة التي أطلقتها إدارة الأمن نفسها ضد أي وقفات احتجاجية أو تجمعات شعبية، إلا بترخيص مسبق وتوضيح للأهداف والمكان، ما يُعد تضييقًا فعليًا على الحراك الشعبي السلمي، خاصة في وقت بلغ فيه الغضب الشعبي ذروته نتيجة الانهيار المعيشي والانقطاع المتواصل للكهرباء في ظل موجة حر أودت بحياة بعض المواطنين.

وبررت إدارة الأمن موقفها بمنع أي فعاليات غير مرخصة بأنها تهدف إلى الحفاظ على السكينة العامة ومنع استغلال الأوضاع الاقتصادية من قبل "أطراف معادية"، وهو خطاب بات يتكرر كلما عبر المواطنون عن احتجاجهم على الأزمات الخانقة التي دفعتهم إلى حافة الجوع والعطش.

وأكدت الإدارة أنها ستتعامل بحزم مع أي فعاليات مخالفة، داعية المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الأمنية والإبلاغ عن "التحركات المشبوهة"، في لهجة أمنية لا تراعي حجم المعاناة اليومية التي دفعت المحتجين للنزول إلى الشارع في الأساس.

ويأتي هذا البيان الأمني في وقت تشهد فيه عدن احتجاجات متواصلة، تُعد انعكاسًا لحالة السخط العام الناتجة عن تدهور الخدمات وانقطاع المرتبات، ما يثير تساؤلات حول جدية الجهات الأمنية في دعم "المطالب المشروعة" للمواطنين، بينما تمنع الوسيلة الوحيدة للتعبير عنها.