> محافظات «الأيام» خاص:

  • محتجون: المحافظات المحررة تعاني المجاعة
  • محتجات: سلموا البلاد للتحالف وارحلوا
  • اللجنة الأمنية تمنع المظاهرات في عدن
> بوتيرة متسارعة توسعت دائرة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية المطلبية من مدينة عدن صوب محافظات لحج وأبين وتعز، تعبيرا عن الرفض الشعبي لتفاقم انهيار الأوضاع المعيشية والخدمية إلى مستويات كارثية وغير مسبوقة في الجنوب وباقي المناطق المحررة.


وشهدت العاصمة عدن يوم أمس الجمعة مظاهرة نسوية ثانية في ساحة العروض بخورمكسر عبرت خلالها جموع غفيرة من نساء عدن عن استمرارهن في التظاهر ضد الفشل الحكومي في إدارة أوضاع عدن والمحافظات المحررة وإيصال المواطنين إلى المجاعة وانعدام الخدمات ومكابدة المعاناة ليل نهار منذ سنوات عديدة دون وجود بارقة أمل في تنفيذ معالجات حقيقية، مطالبين الحكومة بالرحيل وتسليم عدن والمحافظات المحررة إلى دول التحالف العربي طالما أنهم عاجزون عن إدارتها وتلبية أبسط مطالب واحتياجات المواطنين فيها.


وفي مجمل اللقاءات التي أجرتها "الأيام" لعدد من المتظاهرات قلن "إن المرأة أصبحت في عدن مضطرة للخروج من منزلها إلى السوق لكي تعمل وتوفر لقمة عيش لأولادها، وهناك من النساء من لا يستطعن تقديم الطعام لأبنائهن جراء الفقر المدقع الذي أصابهن"، مبدين استغرابهن من حكومة لا تستطيع إيجاد الكهرباء، وعندما يُطلب منها ذلك ترد بأنها ستستعين من الأشقاء، إذًا فليأتوا هم ليحكمونا بدلًا من حكومتنا التي تعيش خارج البلاد.


وتحدثن أخريات قائلات "إن الشباب يجلسون في الشوارع بسبب عدم حصولهم على أعمال، لقد عجزنا عن إطعام أبنائنا، فنحن لا نستلم رواتب بالريال السعودي ولا نستلم بالدرهم الإماراتي، وليس لدينا مصادر دخل حتى بالريال اليمني، وهناك أناس يتناولون الطعام من القمامة"، وطالبن الحكومة أن تعطي للشعب من خيرات هذا البلد الغني بثرواته، وليس من أرصدتهم ولا من حساباتهم البنكية.


ورفضن عدد منهم الستين الألف الريال الراتب الذي يتلقاه الجندي الواحد مؤكدات أن هذه الستين ماذا عساها أن تفيدهم في ظل الغلاء الفاحش الذي لا يرحم، وأضفن: من أين ستأكل الأرملة أو المطلقة؟ وكيف ستحصل على قوت يومها؟، متسائلات: هل المسؤولون والوزراء يعيشون نفس حياتهن؟ وهل أبناء الوزراء جوعى مثل أبنائهن؟ وهل منازل القيادات بدون كهرباء كمنازلهن؟ وهل منعوا أبناءهم من الرفاهية والبذخ مقابل أن أذاقوا أولادنا أصناف العذاب في هذه الحياة؟


وأضافت إحداهن أنها أزالت إبرة التثبيت أو ما تعرف بالإبرة الفراشية من يدها وجاءت إلى ساحة العروض للتعبير عن غضبها من الظلم الحاصل في بلادها وقالت "على المسؤولين أن يتقوا الله عز وجل ، فأولادهن لا يأكلون السمك ولا الدجاج ولا اللحم، حيث نشأوا على الجوع والحرمان، وهم يعيشون في مدينة تمتلك أهم ثاني ميناء في العالم، داعيًة أي مسؤول لا يستطيع خدمة مواطنيه إلى ترك الكرسي لغيره.


وأكدن معظمهن أنهن لم يأتين إلا للمطالبة بحقوقهن التي كفلها لهن الدستور وهي صرف الرواتب كل شهر بانتظام، وتوفير خدمات: الكهرباء، والماء، والتعليم، والصحة، ودعم المواد الغذائية الأساسية للمواطنين وغيرها الكثير، مشيرًة إلى أن كثيرا من الشباب ممن يمتلكون شهادات جامعية باتوا يبيعون بطاطس "شيبس" في الأسواق، والمدارس مغلقة في وجوه الطلاب والطالبات بسبب الإضراب وعدم تلبية مطالب المعلمين، إلا إذا كان المواطن غنيًا فإنه سيدخل أبناءه في مدارس خاصة ومعظم أبناء الأُسر الفقيرة سيعيشون جهلاء بعقول خاوية -للأسف الشديد-.



عدن كانت أيضا اليوم السبت ساحة لمظاهرات نفذها رجال المدينة في عروض خورمكسر، وهتفوا خلالها بمطالب المواطنين بخدمات الكهرباء والمياه التي باتت مقطوعة انقطاعا شبه كلي عن المواطنين.


وأكد المتظاهرون في ساحة العروض تمسكهم بمطالبهم الحقوقية والخدمية بعيدا عن أي مناكفات سياسية معلنين رفضهم قيام أي جهات بحرف مسار المظاهرات صوب الفوضى لوأد مطالب الشارع، مؤكدين بأن كل الجهات الموجودة في العاصمة عدن تتشارك اليوم مسؤولية الأوضاع الكارثية التي وصلت إليها عدن والمواطنون فيها.



حوطة لحج بدورها شهدت اليوم مظاهرة نسوية شاركت فيها المئات من النساء من مختلف الأطياف السياسة الجنوبية والمستقلات وكبار السن عقب دعوات أطلقتها عدد من الناشطات لإقامة فعالية احتجاجية سليمة للمطالبة بحقوقهن في توفير الخدمات والعيش بحياة كريمة وسط تعزيزات أمنية لتأمين الفعالية شارك فيها عدد من التشكيلات الأمنية والشرطة النسائية.


ورفعت المشاركات بالفعالية الاحتجاجية النسوية التي تعد الأولى في مدينة الحوطة العديد من الشعارات والمطالبات بحياة كريمة وتوفير خدمات المياه والكهرباء وانتظام صرف المرتبات، معلنات سخطهم تجاه عدم تحرك الحكومة في تحسين الخدمات، إضافة إلى رفع الفوانيس والمراوح العزفية كتعبير عن وضعهم مع الكهرباء.


ورفعت نساء لحج شعارات عدة منها:
- نحن أبناء الوطن ولسنا عبيد للمعاناة
- نريد خدمات الشعارات.. نريد كرامة

- إيجاد الحلول لتدهور العملة
- لا سعودي ولا دولار نحن شعب مش تجار


- احلم بالعيش الكريم
- لا نريد صدقات نريد خدمات
- مجلس رئاسي معانا وحكومة ما أكثرهم.. خدمات مش معانا


تقول إحدى المشاركات بالفعالية الاحتجاجية "خرجنا من أجل المطالبة بحياة كريمة فنحن في لحج لا توجد خدمات ولا مرتبات كأننا كباش العيد قبل ما يجي العيد، رسالة نوجهها من هذي الفعالية الاحتجاجية النسوية إلى الحكومة وكل مسؤول لماذا تهميش لحج من حيث الخدمات اليوم نحن حاملون الفوانيس والمراوح العزف، نريد خدمات نريد تعليم نعاني الجوع والعطش لقد انتهى الصبر".


وظهرت في الفعالية الاحتجاجية مشاركة أوسع لنساء يحملن أعلام الجنوب وهو ما أثار حفيظة بعض المشاركات في الفعالية الاحتجاجية التي سبق أن أعلنت بأنها ستكون مطلبية وبعيدة عن شعرات سياسية.


وبمديرية زنجبار عاصمة محافظة أبين، نفذت المئات من النساء بمحافظة أمس السبت وقفة احتجاجية أمام بوابة المجمع الحكومي بمدينة زنجبار للمطالبة بتوفير الخدمات الكهرباء والمياه ورفع الظلم على كاهل المواطن الجنوبي في المحافظات المحررة الذي يتعرض لحرب خدمات.


ورفعت المتظاهرات العديد من اللافتات التي تطالب بالأمن والأمان وتحسين المعيشة ورفع المرتبات مع ما يتناسب مع الوضع المعيشي والاقتصادي، نحن نساء الجنوب نطالب بتوفير الكهرباء والماء وانتظام الرواتب والتعليم والصحة وعدم التهميش والمطالبة بتوفير الكهرباء والماء والمرتبات وتسوية العملة.

ويأتي تنفيذ هذه الوقفة الاحتجاجية ضمن الوقفات التي تنفذهن نساء الجنوب للمطالبة بحقوقهم في العيش الكريم وتوفير أبسط الخدمات مثل الكهرباء والماء بعد أن وصلت الأمور إلى لا ما يحمد عقباه نتيجة حرب الخدمات التي تنفذها الحكومات المتعاقبة ضد أبناء الجنوب في ظل تردي الأوضاع المعيشية وانهيار العملة المحلية ووصل المواطن إلى خط الفقر نتيجة ارتفاع الأسعار التي أثقلت كاهل الشعب الصابر والصامت على هذه المعاناة.

وقال العديد من حرائر أبين في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" إن تنفيذهن لهذه الوقفة الاحتجاجية من أجل إسماع الرأي العام المحلي والعالمي بمعاناتهن نتيجة سياسة التجويع والإفقار الذي يمارس ضد شعب الجنوب البطل من خلال حرب الخدمات.


وأكدن أنهم اليوم يوصلن رسالتهن إلى من به صمم نتيجة المعاناة والخذلان من مجلس الثمانية الذي لم يقدم أي شيء للمواطن الجنوبي أي شيء وأنه حان الأوان لطرد الرئيس العليمي من معاشيق عدن كونه المسؤول الأول فيما يمر به المواطن من معاناة ما بعدها معاناة.


ولفتن إلى أن الأوضاع المعيشية أصبحت لا تطاق بعد أن وصلت الأمور إلى الكارثية ولم تلح في الأفق أي بوادر لحلحلة الأمور وعمل الحلول المناسبة لهذه القضايا الشائكة لا مرتبات والشعب يموت جوعا ومجلس العليمي لا يكترث لهذه المعاناة التي أنهكت المواطن بعد أن وصل الفقر إلى كل منزل.


وتابعن: "هذه الوقفة الاحتجاجية ستتبعها وقفات وثورات كبيرة حتى يتم طرد كل الفاسدين الذي ينهبون خيرات أبين خاصة والوطن الجنوبي عامة، كفاية ضحك على الذقون، هرم الشعب من الشعارات الهزيلة وحان الأوان ليقول الشعب كلمته: نساء أبين لن يسكتن إطلاقاً مثل أخواتهن في العاصمة الجنوبية عدن وأنها لثورة حتى قلع الهوامير".


وبمدينة تعز، خرجت جموع من النساء في تظاهرات حاشدة بمدينة تعز، تطالب مجلس القيادة الرئاسي بالوفاء بوعوده المتعلقة بتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية في المحافظة، التي تعاني أوضاعا مأساوية منذ سنوات بسبب الحرب والحصار المفروض من جماعة الحوثي.


وجاءت التظاهرات في ظل أزمة حادة تشهدها تعز، تتمثل في نقص حاد في مياه الشرب، وانقطاع كامل للكهرباء منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى تردي الخدمات الصحية والتعليمية، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة وسط انهيار اقتصادي واسع.


ورفضت المتظاهرات استمرار تدهور الأوضاع التي أثقلت كاهل السكان، وطالبن باتخاذ إجراءات فورية لتحسين توفير المياه والكهرباء، وتأمين الخدمات الأساسية التي تدهورت بشكل كبير، كما دعت إلى محاسبة المسؤولين عن التقصير.


وأكدت النساء أن استمرار الأزمة يعكس فشلا واضحا في إدارة الأزمة من قبل الجهات المعنية، مطالبة الرئيس العليمي بوضع حلول جذرية تعيد الأمل للمدينة وسكانها الذين يعانون من تبعات الحرب والحصار.

وتأتي هذه التظاهرات ضمن موجة احتجاجات نسائية متزايدة في العاصمة عدن ولحج وأبين، تعبر عن الغضب الشعبي جراء الانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات، في وقت يزداد فيه الضغط على السلطات المحلية لاتخاذ خطوات فعلية لإنقاذ الوضع.


إلى ذلك، أصدرت اللجنة الأمنية في العاصمة عدن بياناً مساء أمس بشأن الأحداث التي رافقت الفعالية الجماهيرية في ساحة العروض بمديرية خورمكسر.

فيما يلي نص البيان:
"في إطار التزام الأجهزة الأمنية الراسخ بحماية حقوق المواطنين، وعلى رأسها الحق في حرية الرأي والتعبير، وحرصها المستمر على تمكين كافة فئات المجتمع من إيصال أصواتهم ومطالبهم بالطرق السلمية، فقد قامت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن بتوفير كل التسهيلات اللازمة للتظاهرات التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، كما أمنت مواقع التجمعات، ووفرت الحماية الكاملة للمشاركين فيها دون تمييز، وتعاملت بكل مهنية واحترافية مع هذه الفعاليات، في ظل ظروف معقدة ومتغيرة، وبذلت جهودًا كبيرة للحفاظ على الأمن العام وتجنب أي احتكاكات أو تصعيد، بما يعكس روح المسؤولية والانضباط التي تتحلى بها المؤسسة الأمنية، إلا أن في ختام التظاهرة التي شهدتها ساحة العروض عصر أمس قامت مجموعة من العناصر المندسة بين صفوف المتظاهرين بمحاولة الاعتداء المباشر على الأطقم الأمنية وأفراد قوات الأمن، إضافة إلى إثارة أعمال الشغب، وإغلاق الطرقات، في تصرفات خارجة عن إطار السلمية، تهدف إلى تعكير صفو الأمن واستغلال الحريات المكفولة لأغراض تتنافى مع القيم المدنية والنظام العام.

وتؤكد اللجنة الأمنية أن هذه الأعمال المرفوضة تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المواطنين واستقرار العاصمة، ولا تخدم سوى الأجندات التخريبية التي تسعى لزعزعة السلم الأهلي وجهود ترسيخ الأمن والاستقرار.

وعليه، وحرصًا على المصلحة العامة، وسلامة المواطنين، وحماية الممتلكات، تعلن اللجنة الأمنية في العاصمة عدن، منع تنظيم أي تظاهرات أو فعاليات جماهيرية في الوقت الراهن، إلى حين التأكد من توافر الظروف التي تضمن سلميتها والتزام منظميها بالضوابط القانونية.

تؤكد اللجنة أن الأجهزة الأمنية ستواصل أداء مهامها بمهنية، ولن تتهاون في التصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار تحت أي ذريعة، كما تجدد دعوتها لجميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي عناصر مشبوهة، حفاظًا على أمن العاصمة واستقرارها، وتفويت الفرصة على كل من يسعى لنشر الفوضى والخراب.

صادر عن اللجنة الأمنية في العاصمة عدن".