شكوك تطفو الى السطح فيما اذا كان سوق العملات يشهد تحولا

> لندن «الأيام» جيرمي جونت:

> مازال الوقت مبكرا لكن مع تراجع الدولار فان عام 2006 اتسم حتى الان بتحول حاد في اتجاهات بعض العملات عما كانت عليه في العام الماضي. والمهم بالنسبة للمستثمرين هو ما إذا كان هذا التحول مؤقتا أم بداية لتحول يتوقعه البعض منذ فترة طويلة. ووجدت بعض العملات التي تعرضت لضغوط نزولية معظم العام الماضي طلبا عليها في الاسبوعين الماضيين. فقد ارتفع سعر اليورو على سبيل المثال بأكثر من اثنين بالمئة أمام الدولار حتى الان هذا العام مقارنة مع انخفاضه بنسبة 12.69 % في العام الماضي. وانخفض الدولار كذلك بنسبة ثلاثة بالمئة أمام الين مقارنة مع ارتفاعه بنسبة 14.86 % في العام الماضي. وكانت مكاسب الدولار ترجع بدرجة كبيرة إلى فروق أسعار الفائدة في ظل حملة المجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) لرفع الفائدة فيما حافظت بنوك مركزية أخرى بدرجة او باخرى على مستويات الفائدة دون تغيير. وينظر الى فروق أسعار الفائدة على انها تخفي اختلالات هيكلية خاصة عجز ميزان المعاملات الجارية الامريكي. وكان من شأن هذه الاختلالات ان تضعف الدولار.

وفي المقابل تراجع الطلب على العملات منخفضة العائد بصرف النظر عن وضع حسابات دول هذه العملات. وهناك شكوك في بعض الدوائر ان هذا الوضع ربما يكون في حالة تغير. وقال جيم مكورميك رئيس وحدة أبحاث أسواق الصرف في ليمان براذرز "في اعتقادي اننا نشهد بداية نقطة تحول." وقدم باحثون في مؤسسة ستيت ستريت جلوبال ماركتس بعض البيانات التي تدعم تأكيدات بأن الوضع قد تغير في اسواق الصرف الاجنبي على الاقل في الاجل القصير. فقد قارنوا بين أداء عملات دول مجموعة الدول الصناعية العشر في 2005 مع كل من مستويات أسعار الفائدة في نهاية العام وحال ميزان المعاملات الجارية في كل دولة. واتضح ان هناك علاقة تبادلية بنسبة 73 % بين أداء العملة وأسعار الفائدة وعلاقة تبادلية سلبية بنسبة 60 % بين أداء العملة وميزان المعاملات الجارية.

وهو ما يعني بالتالي أن أسعار الفائدة الاعلى دفعت أداء العملة صعودا لكن عجز ميزان المعاملات الجارية لم يكن له أثر. لكن ما يحدث حتى الان هذا العام هو العكس فيما يبدو. وقالت ستيت ستريت "العلاقة التبادلية بين أداء العملة وأسعار الفائدة سلبية حاليا بنسبة 66 % لكن العلاقة بين اداء وميزان المعاملات الجارية تبلغ 58 % ." وقال مايكل ميتكالف رئيس وحدة استراتيجيات الكلية العالمية في ستيت ستريت إن هذا قد يعني إن بعض العملات منخفضة العائد ستشهد أداء أفضل هذا العام. وأضاف ان هذا "سيوجهنا خاصة إلى الكرونة السويدية والين الياباني." وكان العديد من المستثمرين يتوقع تحولا في اتجاهات العملات هذا العام نتيجة انتهاء حملة المجلس الاحتياطي الاتحادي لرفع الفائدة فيما يبدأ البنك المركزي الاوروبي وبنوك مركزية اخرى رفع الفائدة. وهناك دفع بأن انتهاء فروقات أسعار الفائدة سيسمح للمستثمرين بالتركيز مرة أخرى على عجز ميزان المعاملات الجارية الامريكي الذي يتوقع أن يكون سببا في عرقلة العملة الامريكية في المدى الطويل. وقد يشير أداء العملات حتى الان هذا العام إلى ان هذا التحول حدث قبل الوقت المتوقع لكنه قد يكون ببساطة أيضا نتيجة قراءة مختلفة لاوضاع أسعار الفائدة.

ويقول فرانس فينزل كبير المحللين في ايه.اكس.ايه انفستمنت ماندجرز إن المستثمرين كانوا يراهنون على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيوقف حملته لرفع الفائدة قريبا وإن البنك المركزي الاوروبي سيبدأ في رفع الفائدة بمعدلات أنشط مما سينتج عنه تضييق الفروق بين اسعار الفائدة. لكن أيا من ذلك لن يحدث قريبا ومازالت توقعات ايه.اكس.ايه صعودية نسبيا فيما يتعلق بالدولار رغم عجز ميزان المعاملات الجارية. وقال فينزل " نرى حقا هذا النوع من التحول (اختلال) يتصدر الساحة مرة اخرى. ومازالت بعض العملات مرتفعة العائد في اسواق ناشئة مثل بولندا وكوريا الجنوبية تسلك اتجاها صعوديا وربما يدعمها وقف رفع اسعار الفائدة الامريكية بدرجة أكبر. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى