رئيس وفد الجمعيات والمراكز الدنماركية ينفي تقديم الصحيفة أو المسؤولين اعتذاراً رسمياً..اتحاد القساوسة وأدباء وسياسيون ويهود دنماركيون يدينون التطاول على النبي

> «الأيام» عن « الوطن» السعودية:

>
موقع صحيفة «بولاند بوست» الدنماركية
موقع صحيفة «بولاند بوست» الدنماركية
تواصلت ردود الأفعال في الدنمارك على جميع المستويات تقريبا حول قضية الإساءة التي اقترفتها بعض الصحف الدنماركية وعلى رأسها صحفية "يولاند بوسطن" في حق خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، من نشر رسومات مسيئة جداً لشخصه الكريم بصفة خاصة، وللإسلام والمسلمين بصفة عامة.

وتبدت بعض الحقائق التي تقف وراء الفضيحة الدنماركية المرتكبة في حق سيد البرية من خلال آراء عدد من الدنماركيين غير المسلمين و المحايدين في هذه القضية التي اتفق الجميع على أنها إساءة عظمى توجب الاعتذار للمسلمين.

وقال الأديب الدنماركي المعروف كلاوس غيسبا لـ"الوطن" : "إن ما حدث من إساءة للرسول عبارة عن وطنية أخذت شكلا عنصريا"، مؤكدا أن "مثل ذلك ما كان يجب أن يحدث داخل الدنمارك"، مطالبا الدنماركيين بـ"التفكير مليا فيما يقولونه لتجنب الإثارة العنصرية أو الكراهية".

وقال أحد أعضاء الجالية اليهودية في الدنمارك وهو المعلق السياسي هيربيت بونيك لـ"الوطن": " إن ما فعلته الصحيفة الدنماركية هو أشبه بصعود أحد الأشخاص إلى ما يصل 40 مترا في الهواء، ثم قيامة بالقفز بحذاء من حديد على إظفر"، ويقصد أن هذه الإهانة لرسول المسلمين لا تتضمن أي رحمه إنسانية، وطالب الدنماركيين بـ"ضرورة فهم العقلية العربية والإسلامية لعدم تكرار ما حدث".

من جهته دان اتحاد القساوسة في الدنمارك هذه الإهانة، حيث سبق أن تعرض أيضا السيد المسيح لإهانة مماثلة، وأكد القساوسة مجتمعين رفضهم لكل إهانة أو مساس بالأديان السماوية أو بالأنبياء والرسل.

كما وجه الرئيس السابق لحزب " فيستر" رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء ليسجل إدانته ورفضه لهذه الإهانة الموجهة للإسلام رغم كونه مسيحيا دنماركيا.

وأكد لـ"الوطن" خبير شؤون الإسلام والذي زار دمشق مؤخرا في أعقاب هذه الفضيحة الدنماركي يان بيك سي مونسن "أنه كان ينبغي على رئيس الوزراء الدنماركي أن يتدخل لحسم هذه الإهانة وتقديم الاعتذار قبل أن يتفاقم الأمر، وكان عليه التحرك بصورة أكثر سرعة وإيجابية وعدم الانتظار لهذا الوقت".

من جانبه أكد لـ"الوطن" رئيس وفد الجمعيات والمراكز الإسلامية الدنماركية إلى مصر والناطق الإعلامي باسم الوفد وعضو اللجنة العليا للتنسيق بين الجمعيات والمراكز الإسلامية في داخل الدنمارك والذي يشغل أيضا وظيفة حكومية كإمام في السجون الدنماركية الإمام الدنماركي من أصل سوري الشيخ محمد الخالد سمحة زيف ما تردد عن تقديم الدنمارك إعلاما أو حكومة لمثل هذا الاعتذار حيث قال: "لقد وجهت لجنه الدفاع عن خير البرية رسالة إلى إخواننا في العالمين العربي والإسلامي بعد تزايد الحديث عن أن الدنمارك قدمت اعتذاراً للمسلمين، وأظهرنا فيها أننا لم نتلق أي اعتذار ومازال الموقف كما هو دون تغيير، سوى زيارات يقوم بها السفراء الدنماركيون في العديد من العواصم العربية والإسلامية، للمؤسسات الرسمية والحكومية لمحاولة تغيير الصورة عن الدنمارك والإيحاء بأن الحكومة الدنماركية قد أدانت ما فعلته الصحيفة وأن الحكومة الدنماركية تحترم حرية الاعتقاد والتدين، وفي الحقيقة أن الذي يقرأ تصريحات رئيس الوزراء الدنماركي في داخل الدنمارك، وما يقوله السفراء الدنماركيون في عواصم الدول العربية والإسلامية يجد بينهما بَوْنا شاسعا، وكأن هناك محاولة من الخارجية الدنماركية لتصحيح صورة الدنمارك خارجياً في العالم الإسلامي، بينما بقيت الحالة كما هي عليه داخل الدنمارك، وهذا له دلالات غير جيدة في مصداقية الموقف الرسمي الدنماركي".

وعن آخر التطورات القانونية والإعلامية يقول سمحة لـ"الوطن": بعد رفض المدعي العام الدنماركي طلب الدعوى بحجة أنها لا تستحق النظر إليها أمام المحاكم الدنماركية، تم الاتفاق على استئناف رفع الدعوى إلى جهات قضائية عليا عن طريق محام دنماركي، وقد قمنا باتخاذ اللازم في إتمام هذه الإجراءات. أما التطورات الإعلامية، فقد قمنا بإجراء مؤتمر صحفي الجمعة الماضية بتاريخ 20-01-2006 حضرته وسائل الإعلام الدنماركية في مقر الوقف الإسلامي في مدينة " أودنسة"، وتحدث الناطق الرسمي باسم اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية لوسائل الإعلام الدنماركية عن تسلسل الأحداث والخطوات وبين لهم موقفنا وهو الاستمرار في المطالبة بموقف واضح من الصحيفة كرد اعتبار للإهانة التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم، وأجاب رئيس اللجنة على أسئلة الصحفيين والتي تركزت في معرفة ماذا بعد ؟ هل نريد التصعيد أم التهدئة ؟ وهل ننوي السفر إلى تركيا والسعودية؟ وكانت إجابات الناطق الرسمي دبلوماسية إلى حدٍ كبير لأننا نعلم علم اليقين أن كل كلام جيد سيقوله لن يوبه له وسيتم اقتطاع فقرات من حديثه وربما يساء استخدامها. ويضيف قائلا : "كذلك تمت كتابة رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء".

الشيخ محمد الخالد سمحة زيف
الشيخ محمد الخالد سمحة زيف
وحول بداية قصة الكاريكاتير المسيء للرسول يقول الشيخ سمحة " لقد قام مؤلف دنماركي بتأليف كتاب للأطفال عن الإسلام، وأراد صورة للنبي صلى الله عليه وسلم ليجعلها على غلاف الكتاب، وحاول مع العديد من الرسامين فلم يفلح في إقناعهم برسم صورة فانبرت له صحيفة " يولاند بوسطن " وأخذت على عاتقها تشجيع الرسامين، واستطاعت أن تقنع 12 رساماً كاريكاتيرياً برسم اثنتي عشرة صورة للنبي صلى الله عليه وسلم كلها تتسم بالحقد والسوداوية والنظرة الخاطئة لنبي الإسلام والمسلمين، وهكذا بدأت القصة في الدنمارك بتاريخ 30-09-2005، وأخذت تداعيات الحدث تتزايد داخل الدنمارك حتى اضطررنا للسفر إلى مصر.

وبعد نشر الصور بأسبوعين تقريباً قامت صحيفة دنماركية أخرى بنشر صور أخرى لا تقل قبحاً عن الصور الأولى، وهكذا فقد تشجعت الصحف حتى رأينا صحيفة نرويجية تأخذ نفس صور صحيفة يولاند بوسطن وتنشرها واختارت لها أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهناك حزب عنصري سويدي صرح بأنه يفكر بأن يحذو حذو الصحيفة الدنماركية".

أما الموقف الذي اتخذه العلماء والدعاة فور نشر هذه الرسومات فيقول سمحة: "لقد تحرك العلماء والدعاة في الوقت الصحيح وبالطريقة الصحيحة ليقطعوا الطريق على أي عمل فيه عنف أو إرهاب ضد الدنماركيين، حيث تعاملنا مع ما حصل في هولندا حين قتل فان كوخ من قبل شاب مسلم متحمس بشيء من التعقل والإنكار، ولكن الكارثة كانت على رؤوس الجالية المسلمة بأسرها، ولهذا فإننا نحاول ضبط الساحة الإسلامية وعدم انفلات الحل من أيدينا لأنه سيقع في يد من لا يحسن الحوار للوصول إلى الحق المنشود".

وعن ما تردد حول الموقف غير الواضح من قبل شيخ الأزهر تجاه هذه الإساءة، قال الشيخ سمحة لـ"الوطن" : "أنا شاهد على ردة فعله أمام الله ويقول الحق تبارك وتعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين". ومن منطلق العدل و الإنصاف أحب أن أوضح بصفتي رئيس وفد الجمعيات والمراكز الإسلامية في الدنمارك الذي زار مصر والتقى بمعاون وزير خارجية مصر والأمين العام لجامعة الدول العربية وشيخ الأزهر ومفتي مصر وكلهم كانوا متميزين في مواقفهم وتفاعلهم مع القضية، وفي الحقيقة فإني أنا من قابل فضيلة شيخ الأزهر ومعي أعضاء الوفد وكنا خمسة تشرفنا بمقابلة فضيلة شيخ الأزهر في مكتبه وكان اللقاء طيباً شرحنا له فيه تفاصيل القضية، وعرضنا عليه الصور المسيئة وطلبنا منه النصيحة فيما يجب أن نقوم به مستقبلاً، وما إن انتهيت من كلامي حتى أخذ فضيلته الكلام ورحب بنا وأثنى على خطواتنا وحكمتنا في التفاعل مع القضية، وقال هذا ليس واجباً، بل هو فرض على كل مسلم أن يهب لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن ما حصل لا يندرج تحت حرية الرأي في شيء، بل هو قلة أدب. ثم اتصل بالهاتف بأحد مساعديه وطلب منه أن يدعو مجمع البحوث في الأزهر الشريف لاجتماع عاجل وطارئ وحدد الزمان والمكان ( يوم الخميس بعد الظهر) وأكد فضيلته على مساعده أن كل عالم لا تجده ولم يبَلَّغ يجب أن تتصل به بالهاتف لتعلمه ( ضروري الكل يحضر )، ثم أنهى مكالمته والتفت إليَّ وقال: نريد منك أن تشرفنا يوم الخميس لتصلي معنا الظهر في مشيخة الأزهر ثم تحضر معنا إلى قاعة الاجتماعات لتشرح للسادة الأفاضل علماء الأزهر ومجمع البحوث قضية الصور. وفعلاً حضرت في الزمان والمكان ودخلت قاعة الاجتماع وكان الجميع قد حصل على نسخة من ملف الصور بيده، وأخذت أشرح للعلماء الأجلاء حيثيات القضية وتطوراتها وأجبت على بعض الأسئلة التي وجهت إلي من بعضهم، وخرجت من الاجتماع تاركاً لهم حرية التداول حول القضية، واستمر اجتماعهم حوالي ساعة ونصف تقريباً، وخرج الجميع وقد اتفقوا على بيان باسم مجمع البحوث في الأزهر الشريف. وعندما عدنا إلى الدنمارك عرضنا على الجمعيات والمراكز الإسلامية التي خولتنا بالسفر ما تم إنجازه في جمهورية مصر العربية. ونثمن عالياً موقف شيخ الأزهر، ومفتي مصر والخارجية المصرية والجامعة العربية، ونشكرهم على ما قاموا به، ولقد تعلمنا من منهج النبوة أن نقول الحق والعدل في الغضب والرضا وفي الحب والكره وأن لا نبخس الناس أشياءهم وقد أمرنا ربنا في كتابه العزيز"يا أيها الذين آمنوا لا يجرمنكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا .. اعدلوا هو أقرب للتقوى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى