صمود شبوة .. الثقافة أولاً

> «الأيام الرياضي» أحمد بوصالح:

> منذ فترة ليست ببعيدة، سار نادي الصمود بصعيد شبوة عكس تيار الأندية الرياضية الأخرى، ليس في شبوة فحسب بل في عموم الوطن، فالأندية معظمها إن لم يكن كلها تضع على لوحاتها المنصوبة على بواباتها ما يوحي بوجود نشاط ثقافي في أروقتها إلى جانب النشاط الرياضي (نادي.... الرياضي والثقافي) ولكنها في الحقيقة لا تعمل ما يمت للثقافة وأنشطتها المختلفة بصلة، فهي - أي الأندية - منهمكة إلى درجة الذوبان بالرياضة فقط، وكما أسلفت فنادي الصمود خالف تلك القاعدة، وشذ عنها واختار لنفسه طريقاً مغايراً، وأعطى لهذا الجانب (الثقافي) أهمية كبيرة إن لم يكن الأولوية في نشاطه، فمن خلال اللجنة الثقافية والمكونة من كوكبة من الشباب المثقفين برز بجلاء النشاط الثقافي في هذا النادي، فتم تأسيس فرقة للمسرح وفرقة للموسيقى وفرقة للرقص الشعبي وتقوم هذه الفرق بإحياء الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية في المناسبات الدينية والوطنية، أضف إلى ذلك إصدار نشرة شهرية بانتظام تتضمن مجمل أنشطة النادي والفرق الشعبية التابعة له، ونشر كتابات المبدعين الشباب، ناهيك عن المسابقات الثقافية السنوية، ومسابقة القرآن الكريم (حفظا وتلاوة) وغيرها، وآخر المشاركات للنادي عرض مسرحية فكاهية هادفة في عاصمة المحافظة بعنوان (النصاب البارع وأمية العم فارع)، وذلك بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية.

وتعكف الآن الفرقة المسرحية على عمل البروفات لعرض عمل مسرحي يدين أعمال الاختطاف في الحفل الفني التوعوي الذي أعد له مكتب الثقافة والسياحة بالمحافظة وسيقام خلال الأيام القليلة القادمة. عموماً النشاط الثقافي الملحوظ الذي يلمسه المرء في نادي الصمود يدعو للفخر والاعتزاز ويساهم بقدر كبير في نشر الوعي الثقافي في أوساط المجتمع، ويقوم بواجبه في تقديم الرسالة الإنسانية والوطنية للأندية، ودورها الحقيقي في المجتمع، ومن الملفت للنظر حقاً أن الأنشطة الثقافية المكثفة للنادي تقام بإمكانيات النادي المحدودة، وعلى أكتاف أبنائه من الشباب الذين نذروا أنفسهم لخدمة ناديهم ومجتمعهم دون انتظار أي عائد مادي، في ظل غياب لا غبار عليه من السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة والمكاتب ذات الاختصاص.

إنني هنا ومن على منبر «الأيام الرياضي» أحيي هؤلاء الشباب وأدعوهم إلى الاستمرار في نشاطهم الذي يحظى بمتابعة الكثيرين من أبناء المحافظة ومباركتهم، وأؤكد لهم أن ديمومة واستمرارية ذلك النشاط سيفرض على من يتجاهلهم الاعتراف بالحق والالتفات لهم، وبالتالي نيل حقوقهم المشروعة، وقبل أن أقول لشباب الصمود (الله يوفقكم) أقول لبقية الأندية في الوطن عامة احذوا حذو الصموديين الصعايدة واجعلوا من الأندية منابر للإبداع والعلم والمعرفة فألف قبلة حب واعجاب واحترام على جبين كل مشارك في تنظيم واقامة فعاليات نادي صمود شبوة الثقافية، وتحية وقبلة خاصتين للاخوين علي أبوبكر الباني وسالم رويس عطبوش، ووفقكم الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى