روبرت فيسك: ليس صدام للحضارات انها بالاحرى صبيانية الحضارات

> «الأيام» عن «بي بي سي»:

> يثير موضوع الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) في الصحف البريطانية جدلا كبيرا,وفي الصحف الصادرة أمس السبت بلغ الحد درجة نشرت معها بعض الصحف رأيين متعارضين في الموضوع في مكان واحد.

في صحيفة الأندبندنت يرد الكاتب الصحافي المخضرم روبرت فيسك على أولئك الذين قالوا بوجود "صدام للحضارات" ويقول "إنها بالأحرى صبيانية الحضارات".

فالأمر لا يتعلق برأيه بمواجهة بين الإسلام والعلمانية. لأن "المسلمين بكل بساطة ينظرون إلى نبيهم على أنه الرجل الذي اصطفاه الله لتلقي الوحي بينما ننظر نحن (في الغرب) إلى أنبيائنا على أنهم جزء من العهود التاريخية السحيقة لا يتلاءم مع حقوق الإنسان الحديثة".

ويضيف فيسك: " إن المسلمين ، وخلافا لنا نحن، يعيشون ديانتهم على الوجه الأكمل. وقد تمكنوا من الحفاظ على عقيدتهم رغم مطبات الدهر. "

ويقول: "لم يعد هنالك عدد كبير من المسيحيين في أوروبا. والحل لا يكمن في أن نهاجم ديانات العالم الأخرى ونتساءل لماذا لا يحق لنا أن نتهكم على النبي محمد".

ويهاجم فيسك أيضا القادة السياسيين الذين تذرعوا- برأيه- بالقول إنه ليس بإمكانهم التدخل في السياسية التحريرية للصحف، ويقول: " لو كانت تلك الصور تحمل رسما لحاخام يهودي يرتدي قبعة في شكل قنبلة لقامت الدنيا ولم تقعد ولصكت آذاننا من كثرة الحديث عن المعاداة للسامية، تماما كما يشتكي الإسرائيليون من الرسوم المعادية للسامية في الصحف المصرية".

ويضيف أن تشريعات بعض الدول ومن بينها فرنسا وألمانيا والنمسا تمنع نكران وقوع المحرقة اليهودية والآرمنية.

ويتابع روبرت فيسك قائلا إن الوقت غير مناسب لتسخين وجبة صمويل هنتينجتون حول صراع الحضارات. "فإيران يحكمها الأئمة. وكذلك الشأن في العراق الذي لم يكن يتوقع أن تؤدي فيه الانتخابات الديمقراطية إلى صعود حكومة أئمة، ولكن ذلك ما يحدث عندما تطيح بالطغاة.

وفي مصر فازت حركة "الإخوان المسلمون" ب 20 % من المقاعد في الانتخابات التشريعية الماضية. والآن لدينا حماس في "فلسطين". أليس في كل هذا رسالة معينة فحواها أن السياسات الأمريكية بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط لا تؤتي أكلها؟ فهؤلاء الملايين من الناخبين فضلوا الإسلام على الأنظمة الفاسدة التي فرضناها عليهم. وأن تأتي قضية الرسوم وتصب زيتها على هذه النار المشتعلة فإن الأمر في غاية الخطورة."

ويقول فيسك في النهاية إن المسألة ليست هي تصوير النبي محمد لأن القرآن لا يحرم ذلك، على حد تعبيره، بل إن ملايين المسلمين هم الذين يحرمونه. و إن أخطر ما في الأمر هو أن تلك الرسوم صورت النبي محمد بصورة العنف على الشكل الذي يصور به بن لادن وأعطت صورة عن الإسلام بأنه دين عنف، والأمر غير ذلك. إلا إذا كنا نريد أن نجعله كذلك."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى