د.ياسين: لم تقدم السلطة معالجات لآثار الحرب سوى اللعب على ورقة الصراعات القديمة والاستعانة برفات الموتى

> صنعاء «الأيام» خاص :

>
د. ياسين سعيد نعمان
د. ياسين سعيد نعمان
أكد د. ياسين سعيد نعمان، الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني ،ضرورة خروج الحزب من مأزق الانغلاق على نفسه وان يستفيد مما تقدم له الحياة السياسية من شروط كافية لأن يغدو عنصرا فاعلا في المعادلة السياسية.

وقال: «اذا أراد هذا الحزب ان يصبح مؤسسة حية ومؤثرة في تفاعلها مع ما تمر به من منعطفات هامة فإن عليه مغادرة الثرثرة الداخلية التي أدمنها على نحو لم نترك له مساحة ولو صغيرة للحوار مع الجماهير».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الاخ أمين عام الاشتراكي في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثانية للجنة المركزية التي بدأت أمس بصنعاء وستقف أمام عدد من القضايا والتقارير حول نشاط الحزب على الصعيد التنظيمي الداخلي وفي المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ووجهة نظر الحزب ازاء تطورات الاوضاع عربيا وعالميا.وقال أمين عام الاشتراكي: «ان الخروج من مأزق الانغلاق على النفس والذي يتجه بالحزب نحو المجهول يتطلب البدء بالاصلاح من الآلية التي تنظم تداول قيادة الحزب بدءا برأس الحزب ورؤوس المنظمات الحزبية في المحافظات بحيث يتم تداول هذه المواقع دوريا ولمدة لا تزيد عن دورتين للجنة المركزية بالنسبة لمنصب الامين العام (أي لمدة سنة) و3 دورات للجنة المحافظة بالنسبة لسكرتيري لجان المحافظات».

واضاف قائلا: «ان تحريك هذه المواقع على نحو دوري سيسمح بالتجديد وسينهي حالة الاتكالية وصناعة الاصنام وأكلها وسيوفر الحوافز الضرورية لتفعيل الهيئات والشروط المناسبة للتعامل مع هذه المواقع باعتبارها تأدية لمهام مؤقتة في سياق نشاط الحزب دون حاجة لتحويلها الى موضوعات للصراع او محاور للمواجهة وتصفية الحسابات ..كل واحد يؤدي دوره في موقعه ويذهب والمنصب الحزبي الوحيد الذي يرتبط بالمؤتمر العام هو عضوية اللجنة المركزية».

واوضح د. ياسين نعمان ان تحريك هذه المواقع سيولد فرصا لاكتشاف طاقات جديدة في الحزب من ناحية وسيقتل روح الاتكالية برفع قيمة الهيئات في الحياة الداخلية للحزب.

وقال :«سيرى البعض ان هذا يتعارض مع النظام الداخلي وأقول ان الحاجة متجددة والنصوص التي لا تصمد أمام ضروورات هذه الحاجة لا معنى لها»..واضاف :«انني أدعوكم لدراسة هذا المقترح بمسؤولية واثقا انكم ستجدون فيه اجابة لعدد من الاسئلة المحيرة للوضع الذي وصل اليه الحزب ولتأكيد ذلك استسمحكم العذر ان أطبق هذا المقترح بهذا المبدأ سيخلق انفراجا حقيقيا داخل الحزب ينهي حالة التوتر التي تسود أوساطه بسبب الاعتقاد بديمومة هذه المواقع».

وشدد أمين عام الاشتراكي على أهمية تعزيز النضال السلمي الديمقراطي وسط الجماهير وجعلها القوة الرئيسية في عملية الاصلاح من خلال الضغط السياسي وصناديق الاقتراع وأشار الى ان ذلك «يتطلب من الحزب ان يؤدي دوره الذي ينتظره منه الناس وان يغادر الجحور الضيقة التي صممها له الآخرون ..وراح هو بالمقابل يصغر نفسه الى مستواها في استجابة غير واعية لهذا الفخ الذي سينتهي به الى التلاشي».

وقال :«على هذا الحزب ان يغادر هذه الجحور الى الساحات الاوسع حيث سيحمل رسالته بإصلاح مسار الوحدة وتصفية آثار الحرب والانخراط في المشروع الوطني الكبير شريطة ان يكون الالتزام بقرارات الهيئات هو المنظم لإيقاع حركة وعمل الحزب وان نتحاور ولكن ليس بالاسلوب الذي يتحول معه الحوار الى ثرثرة لا معنى لها».

واضاف :«لقد نادى حزبنا بالحوار وجسده عمليا في مؤتمره العام الخامس الذي شدد على التمسك بالحوار مع كل اطراف العملية السياسية ومن هذا المنطلق دعونا الى الحوار مع كل الاطراف وكانت حواراتنا مع المؤتمر الشعبي العام على قاعدة انهاء الخصومة وتصفية آثار حرب 1994م قد فتحت نافذة لحوارات أشمل في الحياة السياسية تمثلت في الحوارات التي تجري اليوم بين المشترك والمؤتمر لإصلاح آلية ادارة الانتخابات وتوفير الشروط السياسية والادارية والفنية لإجراء انتخابات تنقل الحياة الديمقراطية خطوة الى الامام».وأكد قائلا :«ان حوارات الحزب مع المؤتمر وان لم تنته الى نتيجة تذكر حتى اليوم الا اننا نرى ان على حزبنا التمسك بالحوار وقد بادرت هيئات الحزب القيادية بوضع مشروع لآلية هذا الحوار الذي وردت مفرداته في التقرير السياسي المقدم الى الدورة الحالية للجنة المركزية».

وأشاد د. ياسين سعيد نعمان بالنشاط السياسي لأحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة الماضية والتي برهنت على صيغة متقدمة في الحياة السياسية اليمنية استلزمتها ضرورات الانتقال بالعمل السياسي الوطني الى مراحل متطورة وأكد ان وثيقة أحزاب اللقاء المشترك للاصلاح السياسي والوطني تعد برنامجا يمثل القواسم المشتركة لنضال هذه الاحزاب من اجل اصلاح النظام السياسي وحماية المشروع الديمقراطي كما انها ليست بديلة لبرامج الاحزاب الموقعة عليها بل هي دعوة لنضال مشترك يعيد التوازن للحياة السياسيةوالذي لا غنى عنه لتسوية الملعب امام فرقاء الحياة السياسية.

وأشار أمين عام الاشتراكي الى ان الحزب تحمل على عاتقه مسؤولية الدعوة لاصلاح مسار الوحدة وتصفية آثار الحرب من منطلق ينم عن ارتباط عميق بمشروعه الوطني التاريخي ومسؤوليته الاخلاقية والمعنوية تجاه المضامين الوطنية لوحدة 22 مايو 95م.

وأوضح ان لهذه الدعوة في نضال الحزب جذورها الثقافية التي لايمكن ان تكون الا جزءا من تاريخ كفاحه الوطني وان التمسك بها يعني مقاومة كل ما أنتجته الحرب من ثقافات وآثار مأساوية على صعيد الوطن اليمني وفي الجزء الجنوبي منه على وجه الخصوص والذي استهدفته الحرب وتركته مثقلا بتبعات آثارها ومثخنا بجراح عميقة تتسع كل يوم وتزداد عمقا وقال :«ان السلطة التي ترفض الاعتراف بطبيعة المشكلة في هذا الجزء من الوطن وتتعامل معها باستعلاء وتلويح بالقوة التي لم تستطع ان تنتج مشروعها الوطني حتى اليوم وتعمل بقصد على تعفن هذه الجراح، هي وحدها من يتحمل مسؤولية ما سيتمخص عن ذلك من نتائج على الارض».

واضاف د. ياسين :«ولم تجد هذه السلطة ما تقدمه من معالجات لآثار الحرب سوى اللعب على ورقة الصراعات القديمة والاستعانة برفات الموتى لتغطية اخفاقها في مواجهة الحقيقة في مشهد مأساوي ينم عن عمق الافلاس الذي يكتنف مفاصلها مما يجعلنا نفقد أي أمل ولو ضئيل في قدرتها على الاستجابة لتحديات اصلاح الاوضاع ووضع البلاد على طريق الخروج من مأزق الصراعات والتخلف وفخ الحروب ونرجسية القوة».

وأشار الى ان السلطة لم تستوعب روح التسامح والتصالح التي عبر عنها ابناء الشعب اليمني في أكثر من مكان لدفن ماضي الصراعات خلف ظهورهم بأمل أن يحملهم العصر على عقرب الساعة السريع للحاق بالامم فراحت تفتش في ماضي الصراعات لتعيد فرز الجراح ومعها مسدسات الانتقام ذلك لأن غياب مشروعها الوطني لا يسعفها في التعامل مع هذه التحولات بتناغم مع حاجات اليمن كلها الى التسامح ونبذ الصراعات والحروب».

وحول الصعوبات التي يواجهها الحزب الاشتراكي ومشروعه الوطني أوضح أمين عام الحزب في كلمته ان الصعوبات التي تأتي من خارج الحزب تزيده صلابة أما التي تنشأ من داخله فقد ظلت مصدر ضعفه الدائم منذ ان شغل بإنتاج واعادة انتاج الصراعات والازمات داخله على النحو الذي شهده خلال السنوات الماضية..واضاف :«لقد تمثل هذا فيما شهدناه خلال الفترة ما بعد المؤتمر بتجميد بعض منظمات الحزب في المحافظات والتي يعول عليها في تحريك نشاط الحزب، لقرارات الهيئات بل ورفضها والعمل خارجها في عمل تعبوي انقسامي ينم عن ضعف خطير في البنى الحزبية الداخلية والاحتماء بحائط الاختلافات التي زرعت داخل الحزب لغرض تبرير مثل هذا الوضع التفكيكي للحزب بين الجماهير وصار يتحول يوما عن يوم الى نخب معزولة تحاور نفسها وتعيد انتاج الخلافات فيما بينها ولأن الحوار لا يفضي الى شيء فإنه يغدو بعفونة ماء النافورة الآسن الذي لم يستبدل لسنوات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى