الحركة الرياضية النسائية إلى أين؟

> «الأيام الرياضي» نزار الحافرة:

> الرياضة النسائية في اليمن كحركة نامية في طور التطور والتواجد تعاني من قلة فرص الاحتكاك ولا يمكننا أن نغفل مدى أهمية التقابل والاحتكاك مع مستويات فنية متنوعة، وما يحدثه من تغيير وتطور في المستوى الفني والمهارة والأداء، كما كان بالامس القريب وتحديداً أثناء حقبة السبعينات والثمانينات التي شهدت تقدما كبيراً وانتشاراً واسعاً في لعبة الكرة الطائرة النسائية، وخصوصاًفريق الميناء للفتيات الذي استطاع أن يكسر القيود، ويعبر الكثير من حواجز المستحيل، ويصل إلى مستوى من الإدراك والتدريب والإنجاز والمنافسة، حيث أحرزن بطولة الدوري عشر مرات متواصلة منذ عام 75م وحتى 1985م بالإضافة لعدة بطولات أخرى في جمهورية اليمن الديمقراطية آنذاك، أما أبرز اللاعبات اللواتي أحرزن بطولة دوري الطائرة للفتيات لموسم 84/1985م فهن: نادية يوسف أحمد "قائدة الفريق"، لواحظ، فتحية عبده عبدالله، ابتهال اسماعيل كوكني، ضحى محمد سلام، زهرة عبده ديرية، ميرفت بشير كوكني، منال فيصل محمد علي، فائزة احمد حرسي، خزانة ورابعة سالم ربيع، هويدا حسن عبده زيد، نادية عبدالرحمن سعيد وغزة محمد مقبل. ولا نملك مع تحيتنا هذه إلا أن نسجل بالاعتزاز دور نادي الميناء الذي كان الراعي الوحيد للرياضة النسائية، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم ماذا بعد؟!

لقد وصلت الرياضة النسائية اليوم الى نقطة لم تعد تستطيع معها أن تتقدم أو أن تتطور بعدها، رغم ظهور مقر جديد واتحاد رياضي للفتيات، وهذا المقر الذي يتميز بخصوصية ذات المواصفات العالية والأجنحة الخاصة لكل لعبة، إلا أنه إنجاز في طور التطور والتواجد، ويوجد المقر في العاصمة صنعاء، ولكن ماذا عن بقية المحافظات فالبنية التحتية لها تحت الصفر، كما أن بقاءها طويلاً عند هذا الحد قد يخلق روحاً سلبية، لعدم وجود الحافز وعدم وجود هدف من التمرين والتدريب وبرامج الإعداد المختلفة، التي تتلقاها قلة من الأندية الممارسة لهذه الألعاب الرياضية.

نحن لم نزل نتساءل عن السر وراء تعمد الحاق الاخفاق بأية محاولة جادة لوجود رياضة نسائية متقدمة في اليمن.. وإن هذا التجاهل المستمر لأهمية الدور الذي يمكن أن تشكله المشاركة النسائية في مسيرة الحركة لا نستطيع ان نقبل به مادام هناك حركة رياضية ومجتمع متغير متطور ومنشآت رياضية. إن الحاجة لتكوين منتخبات وطنية نسائية في كرة الطائرة خطوة رائدة تحتاج لأكثر من دعم وتشجيع من أكثر من جهة مع رصد إمكانات مادية وعمل مخططات مدروسة وخطط مبرمجة للارتقاء بهذا الجانب الخامل ظاهرياً كما يريدون له أن يكون، والضرب بعرض الحائط بكل القدرات الموجودة والمواهب التي تحتاج الى من يحتضنها ويرعاها وبعد ما ستستغرقه عملية إعداد المنتخبات المنافسة يأتي دور توجيه هذه المنتخبات ورعايتها بما يخدم الحركة سبب مقنع.. فهل من المقبول بعد أن تأكدنا من وجود مواهب شابة قادرة على التألق والابداع ويكون هذا الاجحاف لبقية محافظات الجمهورية باستثناء العاصمة صنعاء. والتي تملك حالياً منشأة رياضية في غاية الروعة ستستفيد منها القلة من اللاعبات اليمنيات.

أما اللاعبات في مناطق أخرى فقد يلحق بهن الضرر، وبحقهن المشروع في المشاركة الايجابية في الحركة الرياضية؟

أعتقد أنه آن للمرأة اليمنية أن تناقش قضية جديدة هي أساس المشكلة كلها مع أعمدة الحركة الرياضية اليمنية وهي مسألة الثقة بكل معانيها، وعلى مختلف الأصعدة، ومن خلال انجازات قديمة وحاضرة لأنه يجب معالجة الخلل الآن ليعود التوازن المنطقي لهذه الحركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى