> لم يأت شهر فبراير من عام 1960م حتى كانت الأندية الرياضية في مدينة عدن أكثر تصميماً على تعديل قانون الجمعية الرياضية العدنية، وإدخال بعض المواد الجديدة والتي تشمل بصفة خاصة نظام التعيين في الجمعية وتعريب جهازها الإداري. وما دفع هذه الأندية الرياضية على إجراء هذا التعديل وإدخال المطالب الجديدة هو أن هذه الأندية الرياضية وطوال الأربع سنوات الماضية لم تكن تعرف بل وتجهل تماماً ميزانية الجمعية والتي ظن ممثلو الأندية بأنها لابد وأن تكون مبالغ كبيرة، حيث كانت المفاجأة المذهلة عندما عرفوا أن مالية الجمعية ولمدة أربع سنوات هي 17864 شلناً و 91 سنتاً.

تعريب الجمعية الرياضية العدنية:
ففي نفس الشهر فبراير 1960م عقد السيدان مصطفى عبد الكريم بازرعة ويوسف حسن السعيدي وبالاتفاق مع مندوبي الأندية عقدا اجتماعين خلال شهر فبراير 1960م في المعهد التجاري العدني، وقد أسفر هذين الاجتماعين عن التعديلات المقترحة لقانون الجمعية الرياضية العدنية وعلى النحو التالي:

تعديل المادة (2) بحيث تقرأ على النحو التالي: «يجب أن تعتبر اللغتان العربية والإنجليزية اللغتين الرسميتين وأن تستعملا في كتابة السجلات والمحاضر والجلسات العامة والحسابات والمواصلات والبيانات والإعلانات وفي مختلف الأمور المتعلقة بالرياضة».

تعديل المادة (5) فقرة (ب) بحيث تحذف وتستبدل بما يلي: «يتكون مجلس إدارة الجمعية من عشرة أعضاء رئيس وسكرتير يجيدان اللغة العربية والإنجليزية كتابة ونطقاً، وأمين مال يعين من قبل الرئيس الفخري وسبعة أعضاء تنتخبهم الهيئة العامة كما يلي: ثلاثة من منطقة كريتر، اثنان من منطقة التواهي، واحد من منطقة المعلا وواحد من منطقة الشيخ عثمان».

المادة (5) فقرة (ج): «استبدال شهرين بشهر».

المادة (2) إضافة ما يلي:

«نشر أي قرار ذي صبغة عامة في الصحف المحلية».

المادة (8) الفقرة (أ) تستبدل هذه الفقرة بما يلي:

«يجب أن يعقد الاجتماع العام في خلال شهر فبراير برئاسة رئيس الهيئة العامة للجمعية وفي حالة غيابه ينتخب الأعضاء الحاضرون رئيسا من بينهم».

المادة (13) الفقرة (ج) تحذف عبارة «وأيضا سيحرم من إعطائه الميادين».

المادة (18) يضاف إلى هذه المادة ما يلي: «يجب أن يهدى الفريق الفائز كأساً محترماً يطلق عليه كأس البطولة ويصبح الكأس في ملكية النادي».

كما أقر المجتمعون إضافة مادة جديدة على قانون الجمعية الرياضية العدنية وتقرأ كالتالي:

«هذه المواد قد يضاف إليها جديد وقد تلغى أو تعدل بقرار يتخذ في أي اجتماع سنوى عام أو اجتماع طارئ عام مع العلم أن تكون له صلاحية المصادقة بأغلبية من الأصوات لا تقل عن ثلثي المقترعين الحاضرين».

إلا أن عام 1960م انتهى دون أن يحدث في قانون الجمعية الرياضية العدنية أي تغيير واستمرت تمارس نشاطها المعتاد وبواسطة أعضاء هيئتها الإدارية التالية أسماؤهم.: 1) إس. جي. سالدتن - رئيسا للجمعية، 2) عثمان صديق شمو - سكرتيرا وأمين مال، 3) إم. إتش. يونج - عضوا إداريا، 4) يوسف حسن السعيدي- عضوا إداريا، 5) مصطفى عبدالكريم بازرعة- عضوا إداريا، 6) محمد أحمد فارع- عضوا إداريا، 7) توفيق عمر خان- عضوا إداريا. وجاء شهر فبراير من عام 1962م وأصر مندوبو الأندية على تجديد مطالبهم إلا أن سكرتير الحكومة وتحت ضغط الإحراج أعلن عن تأجيل مناقشة هذه المطالب إلى أجل غير مسمى تفادياً للإحراج الذي ستقع فيه الجمعية الرياضية العدنية.

جهاز إداري عربي للجمعية الرياضية:
إلا أن مندوبي الأندية لم يقتنعوا بهذا التأجيل وأجروا انتخاباً يمثل الأندية في الجمعية ففاز الآتية أسماؤهم:

1) السيد مصطفى عبدالكريم بازرعة- ممثلاً عن منطقة كريتر، 2) السيد يوسف حسن السعيدي - ممثلاً عن منطقة كريتر، 3) السيد عبدالملك إسماعيل- ممثلاً عن منطقة التواهي، 4) السيد معتوق خوباني- ممثلاً عن منطقة المعلا، 5) السيد إدريس أحمد حنبلة- ممثلا عن منطقة الشيخ عثمان. وما إن تسلمت الهيئة العربية الجديدة لمجلس الجمعية مهامها حتى سارعت بتغيير بعض النظم الإدارية ووضعت لوائح وقوانين جديدة للعبة كرة القدم، ولن نبخل عن التاريخ بتسجيل نقطة واحدة ومهمة وهي أن السيد عبده علي أحمد سكرتير الجمعية قد قام بمجهود كبير في سبيل تلك التغييرات الإدارية، الأمر الذي جعل الوسط الرياضي يشهد بعض التقدم الملموس في محيط لعبة كرة القدم التي حظيت باهتمام سكرتير الجمعية نفسه والذي عقد النية على انتشالها مما هي عليه من ركود وفوضى، فكان ذلك إيذاناً ببداية علاقات حسنة بين مجلس إدارة الجمعية والأندية الرياضية والتي شهدت عام 1962م صوراً من مظاهر النشاط الرياضي مختصرة بما يلي:

مسابقات في كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة وتبرز منها المواهب وكفاءات ممتازة وصحف تظهر اهتماماً بأنباء الرياضة وتخصص لها أبواباً ثابتة، ونقاد رياضيون يقومون بالتعليقات على مباريات كرة القدم وإصلاحات طفيفة في ملاعب كرة القدم.