كيف نحقق الإنجاز ونحافظ عليه؟

> «الأيام الرياضي» شكيب راجح:

> يؤكد خبراء الرياضة على أن للإنجاز أركاناً هي أساس التطور، ومن دون توفرها يبقى كل ما تحققه الرياضة ما هو إلا عبارة عن ضربة حظ ليس إلا.. ويؤكد هؤلاء الخبراء في أكثر من مناسبة على أن تنمية تلك الأركان وحدها هي التي تعمل على مواصلة الإنجاز والارتقاء والمحافظة على الإنجاز المحقق لكونه جاء بفضل برنامج علمي مدروس، وتلك الأركان باختصار شديد تتمحور في الآتي: وجود الإدارة الناجحة والموارد المالية، والتخطيط والبرمجة، ووجود المدرب الكفؤ والناجح، ووجود الأدوات والمعدات الرياضية، وتوفر المنشآت الرياضية كالصالات مثلاً، وبصرف النظر عن أهمية ترتيب أركان البطولة فإن توفرها كاملة يعني تحقيق البطولة والمواصلة بالتألق، فيما توفر بعضها يحقق الإنجاز بشكل متواضع، بينما عدم البحث عن باقي الأركان يهدد ذلك الإنجاز ليشكل معه منعطفاً جديداً يهد ما تحقق من تطور.

ولعل رياضة بناء الأجسام اليمنية استطاعت أن تجد لنفسها مكاناً داخلياً وكذا خارجياً حيث لم تعد تلك الرياضة مجرد اسم في خارطة وزارة الشباب والرياضة، وإن ما حققته رياضة القوة والجمال هذه كان ناتجاً عن توفر بعض ركائز البطولة، فيما ظلت بقيتها غائبة، وهو ما يهدد اللعبة حالياً، لأن ما حققته داخلياً وخارجياً جاء في الوقت الذي قدمت فيه بعض الأوراق الهادفة تغطية النقص في تلك الركائز، فمثلاً بالنسبة لغياب التخطيط والبرمجة قدمت رؤية استراتيجية للنهوض برياضة بناء الأجسام، وكانت ورقة بديلة لغياب ركيزة التخطيط والبرمجة لغياب المختصين، حيث اشتملت الرؤية الاستراتيجية على محاور عديدة تهدف لخلق حالة من التطور مع الركائز الموجودة، بحيث تكون هناك رؤية تتماشى مع الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لرياضتنا اليمنية، مما يحقق الإنجاز والحفاظ عليه، بل والارتقاء إلى منصات التتويج العربية والعالمية.

ولعل المؤسف هنا أن تواجه تلك الدراسة أو الرؤية برد فعل بارد لا يعكس القلق السائد من وجود مؤشرات تشير إلى وجود أمواج عاتية تهدد إبحارها الذي اتسم بالتصاعدية، بل كانت توصيات مجلس الإدارة بطبع تلك الاستراتيجية وتقديمها لاجتماع مجلس الإدارة القادم الذي كان مقرراً في نهاية ديسمبر الماضي 2005م لإقرارها كخطة عمل للدروة الانتخابية الحالية 2005-2008م حبراً على ورق، وبدلاً من ترجمة ذلك على أرض الواقع، جاءت خطة الموسم الحالي 2006م لتؤكد حاجتنا الماسة لفهم معنى التخطيط وأهميته في الرياضة، وهنا لا أقصد الإساءة لأحد، لكوني واحداً من الذين يتحملون المسئولية باستمرار لمثل هكذا وضع، رغم اقرار الخطة دون معرفتنا بها، إلا بعد توزيعها على فروع الوزارة، حيث اقتصر اجتماع مجلس الإدارة على الأعضاء المقيمين في العاصمة صنعاء.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن ذلك الحال سيدفع ثمنه الجميع، وستكون رياضة بناء الأجسام هي الخاسرة الأولى والأخيرة، فالمؤشرات بالتراجع قد بدأت تظهر في الأفق، وبداية هذا التراجع كان في محافظة عدن، حيث كشفت بطولة النخبة الأخيرة في حضرموت غياب اللاعب المميز، فقد اكتفت محافظة عدن بذهبية واحدة وخيبة أمل.. هذا المنطق الخطير كان ناتجاً عن سوء قيادة ولا مبالاة في التعامل مع ظروف التراجع، وإذا كانت عدن تفتقر للاعب المميز في بناء الأجسام وهي التي أنجبت أبطالاً أعادوا الاعتبار لرياضة بناء الأجسام داخلياً وخارجياً، واليوم تعيش هذا الفراغ، فإن الكارثة لا محالة قادمة إذا استمر الحال على ما هو عليه، وقد يعتبر البعض بطولة الجمهورية للأندية التي ستقام في عدن الشهر القادم، وحصول نادي الميناء على فرصة إثبات أنه لا يزال في مقدمة هذه اللعبة، وأن عدن لا تزال تتبوأ مكانة غير عادية فيها، لكن ذلك لا يعني إلا شيئاً واحداً وهو أن تغطية عين الشمس بمنخل سيكون عنوان المرحلة القادمة، لأن بطولة الأندية هي أضعف بطولات بناء الأجسام.. والله على ما أقول شهيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى