في مدارسنا حمامات غابت عنها النظافة

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
جانب من الحمامات
جانب من الحمامات
تصرف الدولة مليارات لبناء المدارس وللنهوض بمستوى التعليم الذي يعتبر ركيزة أساسية للتنمية، والذي به تبنى الأجيال، وذلك من خلال تحسين مستوي التعليم ومستوى دخل المدرس لتدور عجلة التنمية في الرقي بمستوي التعليم، ولكن رغم كل هذه الجهود فإن العديد من الطلاب وأولياء الامور اشتكوا من تدني مستوى النظافة خاصة في حمامات المدارس سواء في المدارس الثانوية او الاساسية، فأين نحن من المقولة المشهورة التي نرددها دائما (النظافة من الإيمان) وهي ما يحثنا عليها ديننا الاسلامي، فالنظافة فيها الكثيرمن الفوائدة والعبر وهي الأساس السليم لصحة الانسان .. كاميرا «الأيام» رصدت العديد من حمامات المدارس والتقت بالعديد من الطلاب وأولياء الامور لطرح شكواهم ومعانات المدارس من مشكلة انعدام النظافة .

< التقيت أثنا خروج الاطفال بعد انتهاء الدوام المدرسي مجموعة من طالبات المستوى الأول والثاني الاساسي رنا ومها ونسرين، تقول رنا ببراءة الأطفال: «لا نستطيع ان ندخل الحمام والسبب (العرف رمة)، ولا نستطيع ان نتحمله» وتقول زميلتها مها: «إني ما ادخل الحمام، امسك البول لمان اروح البيت واروح اجري بسرعة ادخل الحمام في بيتنا»، بينما تقول نسرين: «في المدرسة حمامان واحد حق الطلاب والثاني حق المدرسين وهو نظيف، ساعات نبكي من الألم و نقول للست يا ست بندخل الحمام يخلونا ندخل»، قاطعهتا رنا: «لا لا بس هم يخلو عيال المدرسات يدخلوا الحمام حق الستات مش العيال كلهم».

< طالبه اخرى في الصف التاسع تقول: بصراحة المدرسة نظيفة وإدارة المدرسة تبذل مجهودا كبيرا عشان المدرسة تكون نظيفة بس الحمامات ساعات تكون قذرة وخاصة من حيث الرائحة لا نستطيع تحملها.

< طالب في الصف الاول ثانوي يقول: «من الضروري النظر الى اوضاع الحمامات المدرسية فعدم وجود النظافة وقلة الحمامات لا تتناسب مع الكثافة الطلابية في المدارس، كما تعاني مدارسنا ليس عدم نظافة الحمامات فقط بل عدم وجود ابواب ما عدا الباب الرئيسي»، ويضيف: «إدارات المدرسة كل ما تنزل لجنة الى المدرسة يطلعونها على أوضاع الحمامات، ونحن طلاب نضطر ان نستخدم هذا الحمامات فليس من المعقول لطالب ثانوي ان يقضي حاجته في الشارع ولكن المدرسين يستخدمون الحمام الموجود في مكتب الإدارة».

< الطالبة سمية في الثانوية قالت بسخرية: «النظافة في مدرستنا حدث ولا حرج، فاليوم الذي تكون فيه الساحة والحمامات نظيفة في مدرستنا نعلم بان لجنه من التربية او وفد قادم للمدرسة في هذا اليوم تكون المدرسة نظيفة. نحن نعاني من عدم النظافة في المدرسة وخاصة الحمامات».

< الاخت ميادة عبدالرقيب، إعلامية من وكالة انباء (سبأ) تقول: «الحمامات في المدارس لا ترتقي الى الحد الادنى من النظافة وقذرة بصورة لا يتحملها الكبير فما بالكم بطفل صغير، اولادنا في المدارس يجدون صعوبة في قضاء حاجتهم في داخل المدارس». وتضيف: «أوجه سؤالا الى وزير التربية والتعليم ومدير التربية والتعليم في عدن، أين هي مخصصات النظافة؟ اليس هناك صندوق الترميمات ونظافة المدارس؟! لماذا لا يتم توظيف عمال نظافة بصورة رسمية بدل ان يقوم اولادنا بتنظيف الصفوف وساحات المدرسة؟!! اضافة الى تبرعاتهم لطلاء المدارس وطلبات بعض إدارة المدارس من الاطفال بجلب المكانس وفي بعض الاحيان طلب التبرع بالمال لتنظيف مدارسهم، والتي من المفترض ان تكون عنوانا للنظافة، للاسف حمامات مدارسنا غاية في القذارة فالطفل إما ان يعملها في الشارع او يحجزها حتى يعود الى المنزل، وهذا فعل خطير ومضر ان يحجز الطفل البول ساعات طويلة» وتتسأل لا ادري حقيقة هل اولادنا يذهبون للمدارس لتلقي التعليم او ليعملوا عمال نظافة في هذه المدارس». وتشير الاخت ميادة عبدالرقيب إلى ان هذا الاهمال يعود الى ادراة المدرسة نفسها والتي تتحمل كل ما يجري لاطفالنا من امراض.

< الاخ محمد احمد ثابت ولي أمر طالبتين في إحدى المدارس يقول: «حمامات المدارس قضية نوقشت اكثر من مرة في العديد من الندوات والمشاريع، اضافة الى اللقاءات مع الاخوة في ادارات التربية، ولكن للاسف هذه المشكلة تكررت اكثر من مرة ولا زالت قائمة حتى يومنا هذا.. أنا لدي طفلتان إحداهما في الصف الثامن والاخرى في الصف الثاني، وبصراحة يشعرن بكثير من الضيق بسبب الحمامات في مدرستهما لعدم التنظيف وللاهمال من ادارة المدرسة» ويضيف: «كنا نتمنى من إدارة المدرسة التي اهملت هذا الجانب ربما لعدم وجود بند مخصص للترميمات، ان تهتم ولو قليلا بهذا الجانب، فهذا الجانب مهم جداً لصحة الطالب فكثير من الطلاب والطالبات يتضايقون بسبب عدم القدرة على قضاء حاجاتهم، نأمل من الجهات المختصة في مكتب التربية والتعليم وإدارات التربية ضرورة القيام بترميمات المدارس وإعطاء هذا القضية اهتماماً اكبر وبعدا انسانيا اكبر، ونتمنى ان يتفاعل الباحثون النفسيون والاجتماعيون في هذه المدارس فأي تاخير لقضاء الحاجة يعكس العديد من الأمراض منها أمراض الكلى (ترسبات، أملاح..) نرجو الاهتمام بهذه القضية من خلال التنسيق مع بعض الجمعيات الخيرية وتفعيل دور مجلس الآباء للإسهام في حل هذا القضية».

< الأخ أنيس همشري، مدير عام الاعلام والعلاقات العامة بديوان محافظة عدن، يقول عن تدهور النظافة في الحمامات المدرسية: «هذه مسؤولية اساسية تقع على عاتق الإدارات المدرسية، والإدارة المدرسية الناجحة تبدأ من الحمام والمقصف في المدرسة، وهذا هو الأمر الذي يهم أولياء الامور في الحفاظ على صحة أبنائهم باعتبار ان المدرسة مجتمع مصغر يتربى فيه الطفل، وإذا تربى الطفل على اموار صحيحة منها انه يتحصل على مقصف نظيف وحمام نظيف تخف العديد من المشاكل». ويؤكد ان «عدم الاهتمام بنظافة الحمامات يؤدي الى العديد من الاوبئة في المدارس من خلال تكاثر البعوض والذباب ومن خلال بعض الاشياء التي تضر الطفل بدرجة اساسية منها حصار البول الى آخر الدوام المدرسي، الذي يؤدي الى مشاكل صحية مستقبلية للطفل، فكل ما نتمناه من ادارات المدارس وهي المعنية بالدرجة الأساسية أن تهتم بهذه القضية وأولياء الامور جاهزون للتعاون مع أي ادارة مدرسية».

< الاخ عبدالله أحمد زيد لديه ثلاثة من الابناء يدرسون في مراحل مختلفة، يقول: «إن انعدام النظافة في الحمامات المدرسية يعود الى غياب الوعي الصحي لدي إدارات المدارس، اضافة الى انعدام الرقابة والإشراف من قبل مكتب التربية بعدن، فمن الضروري ان تكون هناك جهة متخصصة في مراقبة الاوضاع الصحية والنظافة، ليس في المدارس وحسب بل في جميع المرافق الحكومية لأن هناك العديد من الامراض التي تحدث بسبب انعدام النظافة، والحمامات من الاشياء الضرورية للطالب».

< الاخ صالح ناجي المفلحي، أب لثمانية طلاب يدرسون في مختلف المراحل الدراسية يقول: «بالنسبة لحمامات المدارس الوضع مزر، وهذه أمانة فنحن في مجلس الآباء نحاول قدر الامكان ان نجلس مع إدارة المدرسة ونذهب الى ادارة المدرسة دون أي جدوى، فالحمامات قذرة وكل ابوبها مكسرة ولا توجد فيها المياه اضافة الى انحدار مستوى التعليم والنظافة الى أدنى مستوى.. نتمنى ان يطرح هذا الموضوع على المحافظ الجديد لنجد حلاً للمشكلة التي يعانيها أبناؤنا في اغلب مدارس المديريات».

< ولمعرفة الأضرار المترتبة من احتباس البول الذي يعاني منه الطلاب؛ سألنا مختصاً في مجال امراض الكلية هو د. علي عبدالملك - مستشفى عدن العام، فقال: «احتباس البول لفترة طويلة يتسبب بمضاعفات عديدة منها اتساع غير طبيعي للمثانة وإمكانية ترسب محتويات البول والضغط المستمر للبول على الحالبين». ويضيف: «احتباس البول وخاصة عند الأولاد يؤدي الى الضغط على شرايين الخصيتين وعدم القدرة على التحكم بالبول مما يؤدي الى التبول اللا إرادي في الليل بسبب ارتخاء جهاز التحكم في عنق المثانة، وترسب محتويات البول يؤدي الى تكون الحصوات التي تسبب حدوث التبول مع الدم بسبب خروج الحصوات من المجرى، والضغط المستمر يؤدى الى ارتداد البول في الحالبين بمعنى حدوث العكس حيث يعود البول أثناء الاحتباس من المثانة الى الكلية مما يسبب تورماً في الحالبين والمثانة والكلية يصيب الكلية بالتهابات قد تكون خطيرة تصل الى حد الفشل الكلوي في حالة إهمالها وعدم معالجتها في الوقت المناسب».

ويضيف د. على عبدالملك أن كل هذه الاعراض تؤدي مستقبلاً الى حدوث دوالي الخصية وزيادة الحرارة في الخصية وخاصة في الخصية اليسرى تودى الى دوالي الخصية الذي يتسبب بموت عدد كبير من الحيوانات المنوية، وهذا يسبب مضاعفات على المدى البعيد قد تؤدي الى العقم .

وينصح د. علي عبدالملك، الإدارات المدرسية «ان تكون عند حسن ظن الآباء فنحن سلمنا ابناءنا أمانة لهم، ويشدد على ضرورة أن لا يفرق المدرسون بين الطلاب من خلال السماح لأبناء المدرسات والمدرسين باستخدام حمامات المدرسين في حين يمنع باقي طلاب الطبقة الفقيرة من استخدامها، فالاطفال كلهم سواء ومن الصعب ان يمسك الطفل البول لفترة طويلة. كما أن على الجهات المعنية ليس في محافظة عدن فقط بل في جميع محافظات الجمهورية أن ينتبهوا إلى هذه المسألة ويعملوا على ايجاد حمامات نظيفة لقضاء الحاجة حتى لا يؤدي ذلك الى مضاعفات نحن في غنى عنها».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى