عباس يقطع زيارته لاوروبا بعد هجوم الجيش الاسرائيلي على سجن اريحا

> ستراسبورغ «الأيام» ا.ف.ب :

>
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء امس الثلاثاء ستراسبورغ عائدا الى الاراضي الفلسطينية بعد اقتحام الجيش الاسرائيلي لسجن اريحا واعتقال الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، كما افاد مراسل فرانس برس.

وقال عباس للصحافيين لدى خروجه من الفندق الذي التقى فيه المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر ورئيس البرلمان الاوروبي جوزيب بوريل "قطعت زيارتي للعودة الى الوطن".

وقرر عباس اختصار جولته التي زار خلالها امس النمسا.

وكان يفترض ان يزور مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل، ويلقي كلمة اليوم الاربعاء امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ.

كما الغى ابو مازن لقاءه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس الذي كان مقررا الجمعة المقبل وزيارة الى كل من مصر والاردن، وفق المسؤولين الفلسطينيين.

اندلعت اشتباكات ضارية بعد ظهر أمس الثلاثاء في محيط سجن اريحا في الضفة الغربية الذي تحاصره القوات الاسرائيلية ويحتجز فيه معتقلون فلسطينيون، حسب مراسل وكالة فرانس برس.

وشهدت الاشتباكات اشتداد اطلاق النار بصورة متواصلة من الفلسطينيين داخل السجن منذ داهمت القوات الاسرائيلية مبنى المقاطعة الذي يضم السجن صباح أمس.

وجاء ذلك عقب اطلاق القوات الاسرائيلية وابلاً من طلقات مدافع الدبابات على مبنى السجن.

وكثفت القوات الاسرائيلية من دعواتها للمعتقلين داخل السجن بواسطة مكبرات الصوت الى الاستسلام او مواجهة الموت.

وحاصر الجيش الاسرائيلي المجمع ثم قام بتجميع عدد من المعتقلين بملابسهم الداخلية تحت الشمس، في حين كانت جرافة عسكرية تهدم جدارا من الاسمنت.

وحلقت طائرتان مروحيتان فوق السجن مع سماع طلقات اسلحة رشاشة ودوي قذائف الدبابات.

واكد الشرطي فيصل برهم الموجود داخل السجن في اتصال اجرته معه وكالة فرانس برس انه موجود مع مجموعة من 120 شخصا من افراد قوات الامن والمعتقلين وبينهم "احمد سعدات الواقف الى جانبي".

واضاف برهم وسط دوي مدفعية الدبابات "نحن في ساحة المقاطعة. يمكننا رؤية الجنود الاسرائيليين".

وشوهد عشرات من رجال الشرطة بلباسهم الاخضر يخرجون من المجمع رافعين ايديهم فوق رؤوسهم لينضموا الى المعتقلين الذين اخرجهم الجنود منه قبل وقت قصير.

ودعا الجنود الاسرائيليون عبر مكبرات الصوت المعتقلين الفلسطينيين في الداخل الى الاستسلام. ولكن دون ان تنتظر ردا، سرعان ما بدأت الجرافات عملية الهدم.

ويسود الموقع جو من التوتر الشديد.

ووصلت أم الى المكان مؤكدة ان ابنها البالغ من العمر 15 سنة اصيب في صدره برصاص جنود اسرائيليين اثناء قيامه برشقهم بالحجارة على بعد نحو 200 متر من المجمع.

وفي الداخل، اكد احمد سعدات عبر الهاتف لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية انه لن يستسلم. وقال "لن نستسلم. خيارنا هو المواجهة او الموت".

ولاحقاً قال مسؤولو أمن فلسطينيون إن احمد سعدات استسلم للقوات الاسرائيلية بعدما اقتحمت سجنه بالضفة الغربية.

وقالوا إن سعدات كان ضمن مجموعة من السجناء خرجوا من السجن وهم يرفعون أياديهم بعد الحصار.

وعلى بعد عشرة كيلومترات في غزة اعلن ديفيد غرين مدير المركز الثقافي البريطاني لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان المركز في غزة الذي تعرض صباح أمس الثلاثاء لهجوم من قبل ناشطين فلسطينيين "اصيب باضرار جسيمة".

وقال ان "الطابق الارضي والطابق الاول احرقا بالكامل" موضحا انه تم اجلاء جميع العاملين فيه في اللحظة الاخيرة.

وكان مئات الاشخاص اقتحموا المركز الثقافي بعد ان بدأ الجيش الاسرائيلي بمحاصرة سجن اريحا. وانتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس المراقبين الاميركيين والبريطانيين المتمركزين في السجن لانهم غادروا المبنى قبيل بدء العملية الاسرائيلية.

وقال غرين "دخل ملثمون مسلحون ظهرا بالتوقيت المحلي الى المبنى وبدأوا باطلاق النار على مركزنا".

واضاف "استدعينا العسكريين وخلال ثلاث دقائق وصلت مجموعة كبيرة من الحرس الرئاسي لتولي زمام الامور والسيطرة على الوضع".

ومضى يقول انه "وصل متظاهرون وكان عدد منهم يحمل السلاح. ويبدو ان الحرس الرئاسي لم يتمكن من السيطرة على الوضع. وبدأ المتظاهرون بتخريب المبنى واحرقوا سيارة واشتعلت النيران في المبنى بكامله".

وبحسب غرين كان معظم العاملين في المركز من الفلسطينيين.

وأوصت وزارة الخارجية البريطانية أمس الثلاثاء جميع البريطانيين "الذين لا يحظون بحماية امنية كافية ومستمرة" بمغادرة الاراضي الفلسطينية.

وأكد مسؤول فلسطيني كبير ان الادارة الاميركية ابلغت الجانب الفلسطيني انها لا تعارض الهجوم الاسرائيلي الذي نفذ على سجن اريحا وانتهى باعتقال الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الشكف عن اسمه "جرى اتصال بين مسؤولين فلسطينيين واميركيين بشأن الهجوم على سجن اريحا وابلغ الاميركيون الجانب الفلسطيني انهم لا يعارضون الهجوم الاسرائيلي ولكنهم يتحفظون على مسألة التعرض لحياة المعتقلين ويفضلون خيار اعادة اعتقالهم ونقلهم الى معتقلات اسرائيلية".

وبدأت العملية الاسرائيلية بعد مغادرة حراس اميركيين وبريطانيين يتولون الاشراف على سجن اريحا مواقعهم.

وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تزور اندونيسيا انه "تم سحب الحراس بسبب مخاوف على سلامتهم".

واضاف "نحن على اتصال مع الاسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم من الاطراف في المنطقة للحث على الهدوء وضبط النفس".

واضاف "نود ان نرى حلا سريعا وسلميا لهذه المسألة باسرع وقت ممكن".

المساجين الفلسطينيون يمشون نحو القوات الاسرائيلية التي امرتهم بالتقدم لاعتقالهم بعد خلع ملابسهم
المساجين الفلسطينيون يمشون نحو القوات الاسرائيلية التي امرتهم بالتقدم لاعتقالهم بعد خلع ملابسهم
وفي لندن برر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس الثلاثاء قرار لندن سحب الحراس البريطانيين المكلفين بالاشراف على سجن اريحا بالضفة الغربية قبل شن الجيش الاسرائيلي عملية لاقتحامه.

واعلن سترو في بيان خطي في مجلس العموم ان "بريطانيا والولايات المتحدة ابلغت مرارا السلطة الفلسطينية بمخاوفها بشأن امن مراقبينا".

وقال "لسوء الحظ لم يطرأ اي تحسن. وبعثنا بالتالي رسالة مشتركة بريطانية اميركية الى الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس في الثامن مارس 2006".

وادلى سترو ببيانه بعد ان ندد عباس أمس الثلاثاء بالعملية العسكرية الاسرائيلية على سجن اريحا محملا المسؤولية للحراس الاميركيين والبريطانيين المكلفين الاشراف عليه.

وحملت القيادة الفلسطينية أمس الثلاثاء الاميركيين والبريطانيين مسؤولية اقتحام القوات الاسرائيلية سجن اريحا في الضفة الغربية لاعتقال ناشطين فلسطينيين بعد انسحابهم "بدون علم السلطة" من مواقعهم.

واعتبرت السلطة الفلسطينية في بيان صدر عن مكتب رئيسها محمود عباس ان "انسحاب المشرفين البريطانيين والاميركيين بدون علم السلطة هو نقض للاتفاق الذي تم التوصل اليه في 2002 ويلقي على عاتق المشرفين مسؤولية ضمان حياة (المعتقلين) وحمايتهم في سجن اريحا".وذكر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس الثلاثاء ان اسرائيل نسقت الغارة التي شنتها مع بريطانيا والولايات المتحدة اللتين سحبتا مراقبيهما من السجن قبيل شن الغارة.

وقال موسى لتلفزيون الجزيرة عن طريق الهاتف انه من الواضح وجود قدر من التنسيق فسحب المراقبين الامريكيين والبريطانيين يثير علامات استفهام.

وتابع موسى انه على اتصال بالزعماء السياسيين على الصعيدين العربي والدولي وبينهم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لانهاء هذا التدخل الاسرائيلي الخطير والغريب نهاية سريعة وكاملة.

واضاف ان هذا مؤشر خطير على سياسات اسرائيل المستقبلية.

احمد سعدات
انتخب احمد سعدات الذي اقتحم الجيش الاسرائيلي أمس الثلاثاء سجنه في اريحا امينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 2001 قبل ان تعتقله السلطة الفلسطينية في العام التالي بناء على طلب اسرائيل.

وخلف سعدات الذي امضى جزءا كبيرا من حياته منذ بلوغه عامه السادس عشر متنقلا بين المعتقلات ابو علي مصطفى الذي اغتاله الجيش الاسرائيلي بصاروخين اطلقتهما باتجاهه مروحيتان وهو يجلس في مكتبه برام الله في اغسطس من العام 2001 . وكان سعدات اعتقل في 15 يناير 2002 من قبل السلطة الفلسطينية مع اربعة من اعضاء الجبهة الشعبية عقب تبني هذا التنظيم مسؤولية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في احد فنادق القدس.

وفرضت السلطات الاسرائيلية حصارا على مقر ياسر عرفات في المقاطعة برام الله مطالبة بتسليم سعدات ورفاقه الذين وضعهم الرئيس الفلسطيني الراحل تحت اشرافه مباشرة.

وفي مايو 2002، توصلت السلطة الفلسطينية واسرائيل الى اتفاق باشراف دولي يقضي بان ينقل سعدات ورفاقه الى سجن أريحا تحت اشراف أميركي وبريطاني رفعت بموجبه اسرائيل الحصار الذي استمر 35 يوما عن مقر عرفات. ووضع سعدات مع رفاقه في قسم خاص في سجن اريحا باشراف الشرطة الفلسطينية وتحت حراسة اميركية وبريطانية.

ورشحت الجبهة الشعبية امينها العام سعدات على رأس قائمتها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الاخيرة في يناير الماضي، وفاز بمقعد برلماني من ضمن ثلاثة مقاعد حظي بها التنظيم.

ومنذ اعتقاله، واصلت الجبهة الشعبية مطالبتها السلطة الفلسطينية باطلاق سراحه مع رفاقه، خاصة وان محكمة العدل العليا الفلسطينية كانت اصدرت قرارا قضائيا باطلاق سراحهم.

ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا على المطالبة باطلاق سراح سعدات بانه على استعداد لذلك "شريطة ان تعلن الجبهة الشعبية مسؤوليتها عن ضمان حياته بعد الافراج عنه، وان لا مسؤولية على السلطة".

وكان يعرف عن سعدات الذي عمل مدرسا لمادة الرياضيات "هدوءه وهروبه من الاضواء" حسب ما يصفه مقربون، الى ان تم انتخابه امينا عاما للجبهة الشعبية.

ولد احمد سعدات عبد الرسول في مدينة البيرة عام 1953 وعاش فيها وأنهى دراسته في معهد المعلمين في رام الله وتخصص في الرياضيات حيث عمل مدرسا في مدارس السلطة الفلسطينية حتى انتخابه امينا عاما.

اعتقل أكثر من مرة لدى السلطات الاسرائيلية وكانت المرة الأولى في فبراير 1969 حيث اوقف لمدة ثلاثة شهور، ولم تمض شهور قليلة حتى اعتقلته اسرائيل مجددا في أبريل 1970 وأمضى 28 شهرا في السجن.

وفي مارس 1973 اعتقل وامضى عشرة أشهر في السجن، واعيد اعتقاله للمرة الرابعة في مايو 1975 لمدة 45 يوما وفي مايو 1976 اعتقل للمرة الخامسة وحكم عليه بالسجن مدة اربع سنوات. واعتقل كذلك في نوفمبر 1985 لمدة عامين ونصف، وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى (1987) اعيد توقيفه فأمضى في الاعتقال الاداري تسعة أشهر.

وعام 1992 امضى 13 شهرا في الاعتقال الاداري.

وبعد توقيع اتفاقية اوسلو بين الفلسطينيين والاسرائيليين قامت السلطة الفلسطينية باعتقال أحمد سعدات ثلاث مرات لفترات وجيزة، في ديسمبر 1995 ويناير 1996 .

وفي مارس 1996 تولى سعدات مسؤوليات متعددة داخل السجون وخارجها، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية التي اسسها جورج حبش عام 1967 في المؤتمر الرابع العام 1981، وفي المؤتمر الخامس عام 1993 انتخب عضواً في المكتب السياسي اثناء وجوده في الاعتقال الاداري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى