بريطانيا تحذر من فراغ سياسي في العراق

> بغداد «الأيام» روس كولفين:

>
(أسفل): صدام حسين في أواخر الأربعينات، وبداية الخمسينات، ونهاية الخمسينات. (أعلى): عند بلوغه 61 عاما، وبعد القبض عليه، وفي لقاء معه بالحجز، وأثناء استجوابه
(أسفل): صدام حسين في أواخر الأربعينات، وبداية الخمسينات، ونهاية الخمسينات. (أعلى): عند بلوغه 61 عاما، وبعد القبض عليه، وفي لقاء معه بالحجز، وأثناء استجوابه
قال وزير الدفاع البريطاني جون ريد أمس السبت ان تأخير تشكيل الحكومة العراقية يخلق فراغا خطيرا في السلطة في الوقت الذي واصلت فيه قوات امريكية وعراقية عملية تمشيط بحثا عن متمردين شمالي بغداد.

وقال ريد للصحفيين قبل عقد سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء السياسيين بالعراق الذين لا يزالون يخوضون صراعا بشأن من سيرأس الحكومة الجديدة بعد ثلاثة اشهر من الانتخابات ان "الارهابيين يعشقون الفراغ".

وقال الجيش الامريكي ان 83 مسلحا من المشتبه بهم اعتقلوا وان 15 مخبأ للاسلحة ضبطت في (عملية المجتاح) التي بدأت قبل ثلاثة ايام في منطقة ريفية مساحتها حوالي 15 كيلومترا مربعا شمالي سامراء.

ونفذت قوات عراقية وامريكية عمليات تمشيط مماثلة في الشهور الماضية غالبيتها في الغرب والشمال لكن هذه العملية اجتذبت قدرا كبيرا من الاهتمام بسبب وصف الجيش الامريكي لها بانها اكبر هجوم جوي منذ عمليات جوية مشابهة بعد الحرب مباشرة في عام 2003.

ولم يسقط اي ضحايا او يندلع قتال.

وبدأت هذه العملية التي اتسمت اساسا بإنزال الجنود بطائرات هليكوبتر لا بالقصف الجوي قبيل حلول الذكرى الثالثة للغزو الذي قادته الولايات المتحدة واطاح بصدام حسين.

وسارع زعماء عراقيون وأمريكيون بوصفها بأنها تظهر وتنمي قدرات الجيش العراقي الذي دربته الولايات المتحدة فيما يقدم اشارات على ان وراءها اسبابا دعائية.

وقال اللفتنانت كولونيل ادوارد لوميس المتحدث باسم الفرقة 101 المحمولة جوا لرويترز من تكريت "هذه العملية تهدف لتحقيق اهداف عسكرية. لم تكن مناورة علاقات عامة."

وقال مسؤولون في الجيش العراقي ان مسلحين قتلا واعتقل 18 مشتبها بهم في تمشيط آخر قرب بلدة بعقوبة على بعد 65 كيلومترا شمالي بغداد.

ويتوقف انسحاب القوات الامريكية من العراق على قدرة الجيش العراقي الذي حلته السلطات الامريكية في عام 2003 ويعاد بناؤه بشكل سريع الآن على مواجهة تمرد متصاعد وتزايد في جرائم القتل الطائفي.

وقال لوميس انه تم اطلاق سراح 17 شخصا حتى الآن من بين 83 شخصا جرى اعتقالهم في العملية للاشتباه في مشاركتهم في اعمال مسلحة او مساعدة مسلحين. وتشمل الاسلحة التي تم ضبطها 352 قذيفة مورتر و84 قذيفة صاروخية و13 صاروخا و26 بندقية آلية. ومثل هذه المضبوطات شائعة في اجزاء كثيرة من العراق.

وقال "لم تكن هناك مقاومة. حققنا مفاجأة تكتيكية ونضع اعدادا كبيرة من الافراد على الارض بشكل سريع جدا" مضيفا ان الجنود البالغ عددهم 1500 جندي واكثر من نصفهم بقليل عراقيون خفض عددهم الآن الى 900 جندي.

ومضى لوميس يقول ان اكبر انجاز للعملية هو مشاركة القوات العراقية موضحا "قوات الامن العراقية شاركت في تخطيط وتنفيذ هذه العملية. هذا هو اهم نجاح."وقال اللفتنانت جنرال بيتر شياريلي الرجل الثاني في القيادة الامريكية في العراق أمس الأول الجمعة ان هذه العملية "تمثل فعلا تغيرا وتمثل تطورا."

واضاف ان القوات العراقية ستسيطر على نحو 75 في المئة من العراق بحلول اواخر العام الجاري مقابل ما يقل عن 50 في المئة الآن .

لكن ريد اوضح أمس الأول الجمعة انه ولو ان الجنود العراقيين يضطلعون بالمزيد من المهام فإنهم غير مستعدين بعد لتولي مسؤولية عسكرية كاملة عن اي من محافظات العراق البالغ عددها 18 محافظة.

واضاف ريد ان هيئة تضم عراقيين واعضاء من قوات التحالف ستجتمع في الشهر القادم لتقدير التقدم لكن هذا يتوقف على تشكيل حكومة عراقية جديدة.

وقال ريد أمس السبت "بمرور الاسابيع والشهور وجدنا .. الفراغ السياسي يتيح لاصحاب النوايا الشريرة ومن يلجأون للعنف والارهاب الفرصة لملء هذا الفراغ."

وفي الوقت الذي يتصارع فيه زعماء الشيعة والاكراد والسنة بشأن حكومة جديدة يشهد العراق قتالا طائفيا مما يشعل مخاوف من حرب أهلية.

وعثر على اكثر من 100 جثة على ما يبدو انها لضحايا اعمال القتل الطائفية في بغداد وحدها هذا الاسبوع.

واجتمع زعماء عراقيون في محاولة اخرى للتوصل الى اتفاق أمس الأول الجمعة لكن لم تظهر بادرة ملموسة على تحقيق تقدم وهم يقفون امام الكاميرات في مؤتمر صحفي.

الا ان مصادر سياسية قالت انه قد تحدث انفراجة في الايام القادمة مع ابداء الائتلاف العراقي الموحد وهو ائتلاف قوي لكنه منقسم الى اجنحة مزيدا من العزم على التفكير في بديل لرئيس الوزراء ابراهيم الجعفري.

ويريد الزعماء الاكراد والسنة اسقاطه قائلين انه لم يحقق سوى القليل في العام الذي شغل فيه منصب رئيس الوزراء. رويترز...شارك في التغطية مايكل جورجي واحمد رشيد في بغداد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى