نتائج المنتخب بين تحليل الفنيين وعواطف الصحفيين

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> وسأبدأ مقالي من آخر العنوان، من عواطف الصحفيين التي تفيض بها أعمدتهم وتحليلاتهم التي تصاحب مباريات المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، والتي غالباً ما يجانبها العاطفة، واستنزاف الألفاظ والمعاني والعبارات في كلام بعيد عن الواقع والبيئة والحقيقة الفنية، وليت شعري هل مادة الأسبوع تفرض عليهم، أن تكون جديدة، ومن أحداث الأسبوع أم أن ذاك ما ينضح به إناؤهم.

فالنتيجة التي تصدم توقعاتهم وتبعد عن هوى رغباتهم يشبعونها لطماً وشتماً، ويأخذون في طريقهم المدرب واللاعبين والإداريين، متناسين كل ما له ارتباط وتأثير بجو المباراة من مراحل الاستعداد ومشاكل اللجنة ومستوى الدوري اليمني والظروف الخاصة باللاعبين السرية والعلنية، غير واضعين في اعتبارهم الخصوم وتقييمهم، مما يسوقهم إلى عبارات وألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان.. فأربعة من المنتخب السعودي (مرمطت) بالمدرب واللاعبين، وسلت عليهم السيوف والسياط، بل وجعلت الحبر دما يسيل على الورق، فذاك يصف المباراة بالمهزلة، والآخر يصفها بالكارثة، ومطالب يطالب بإيقاف المشاركات، وناعق يستنجد بالرحمة.. ثم كفى حرقاً للأعصاب.. ونسوا أن الذي هزمنا هو بطل آسيا، ومندوب العرب في كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي.. والسعودية بلد فيها دوري منظم ومحترفون بالملايين وملاعب تسحر العيون، عطفاً على استقرار معيشي واقتصاد متنام ونظام إداري و..و.. الخ.. بينما لدينا نحن العكس من كل ذلك.

وعلى النقيض.. أعجبتني آراء بعض المدربين والفنيين في إجاباتهم على أسئلة وجهت إليهم عقب المباراة ونتيجتها، حيث أن تحليلاتهم كانت نابعة عن فهم ودراية ومنطقية، أخذت في طياتها كل عوامل التأثير في أداء المنتخب، والتماس العذر للمدرب واللاعبين أولاً، ثم طرح بعض السلبيات التي كان بالإمكان تلافيها.. فحالة مثل حالتنا لا تحتاج إلى أبواق تصم الآذان، وأصوات عالية مزعجة، تقلق الوجدان وتزلزل الأركان، لذا فلابد من التوازن في التعامل مع تحليل مثل هذه المباريات، بعيداً عن العاطفة وبما يحافظ على بقاء الروح مرتفعة لدى لاعبينا وجهازهم الفني، فهم في معترك بطولة كبيرة، وأمامهم مباريات صعبة ضد منتخبات قوية وعريقة، وظروفنا التي نحن فيها واضحة وجلية وهي (تصعب على الكافر).

وبرأيي أننا في اليمن لا يمكننا أن نحاسب منتخبنا إلا بعد أن نعطيه الفترة الكافية للإعداد والتجهيز بما لا يقل عن سنتين أو ثلاث سنوات، بحيث لا نترك له مجالاً يلتمس منه عذر الإخفاق، أما وضعنا القائم فلن تزيده هذه التنهيدات والحسرات والأصوات المرتفعة إلا بؤساً واسوداداً.. فرفقاً حملة الأقلام بشباب نبتوا بين الأشواك وعملوا في ظل العقبات والصعاب، فنتيجة المنتخب أمام السعودية ثقيلة، ولكنها في الوقت الراهن مقبولة، وأرجو ألا يكون ذلك دافعاً للتكاسل والخمول من قبل لاعبينا وجهازنا الفني والإداري، بل حافزاً يدفعهم لتحقيق إنجاز يسجل بإسمهم ويحسب لوطنهم..

وأخيراً نبارك لشبابنا الانتصار الكبير على منتخب الهند، ومزيداً من الإصرار والعزيمة في باقي المباريات وبالتوفيق إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى