يوم من الأيــام..تكذبني وتصدق حماري

> علي محمد يحيي:

>
علي محمد يحيي
علي محمد يحيي
كثر اللغط منذ أمد. ومعظم هذا اللغط من الكلام سمعناه ونسمعه كثيراً في مجالس القات والمنتديات وغيرها، من أن اليمن تصدر الذهب إلى بورصات الذهب في الخارج.. وكان بديهياً أن يكون المتحدثون والمستمعون بين مصدِّق ومكذب. المصدقون يعزون قناعاتهم إلى أنهم سمعوا هذا الإشاعة من أناس يثقون بهم ولا دخان من غير نار. والمكذبون متوجسون من صحة الخبر، لأن لا حديث ولا تصريح للحكومة عنه، ولا لأي جهة معنية بالثروات المعدنية يؤكد توجسهم أو ينفيه.

المصدقون لهذه الأخبار عن صحة وجود الذهب في بلادنا وعن تصديره يزيدون في الحديث أن مناجم «وادي مدن» للذهب هي المكمن الرئيس في البلاد غير مواقع أخرى لا يعلم عنها المواطن.. لأن الدولة تعتبرها ضمن دائرة أسرارها العليا (Top Confidential) ولا يمكن أن يتداول معلوماتها إلا القلة القليلة أو المحظيون عندهم وهم قلة أيضاً لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة.

في يونيو 1999م، كنت في زيارة عائلية لدولة الإمارات.. خلال صيف دبي التي صنفها خبراء بيوت المال التجارة في العالم مجمعين على أنها ضمن أهم مدن العالم للتجارة والمال، وأولى مدن العالم بالنسبة للذهب، وقد أطلق عليها منذ زمن مدينة الذهب. كما أعلنتها حكومة دبي أيضاً ورسمياً مدينة الذهب، أي البورصة العالمية لتجارة الذهب.

وعند تهيؤي للعودة إلى أرض الوطن، وفي مكتب طيران اليمنية بجانب دوار الساعة في وسط المدينة، وأنا أقوم بإجراءات الحجز .. لفت انتباهي مجلة دورية تصدرها إدارة البحوث والدراسات بغرفة التجارة والصناعة بدبي اسمها «مجلة التجارة والصناعة» عددا إبريل/ مايو المدمجان لعام 1999م المجلد (24) العددان 279/280. وأثناء تصفحي لها إلى حين يأتي دوري لاستلام تذكرة السفر بعد التصديق عليها للعودة، وقع بصري على الصفحة (34) من النسخة الإنجليزية تحت عنوان (مؤشرات سوق دبي- أسواق دبي بالأرقام - فبراير 1999م) وفي أسفل الصفحة مربع معني بواردات الذهب إلى دبي صادرة معلوماته عن «إدارة جمارك وموانئ دبي» وقد بلغ إجمالي وارداتها- واردات دبي - لشهر فبراير 1999م من الذهب الخام 482.22 كيلوجراماً من خمس عشرة دولة تحتل اليمن المرتبة العاشرة في التصدير إلى دبي، وقدر حجم التصدير للذهب اليمني للشهر ذاته بنحو 131 كيلو و520 جراماً، أي ما يوازي 1578 كيلو جراماً من الذهب لتلك السنة، إذا كان معدل التصدير الشهري بالوتيرة نفسها، أي إذا لم تطرأ أي زيادة في حجم التصدير خلال بقية أشهر العام نفسه.

هذا الخبر الصاعق في دورية تجارة وصناعة دبي يجرنا لان نتساءل اليوم.. منذ متى ونحن نصدر الذهب؟ ماهي التطورات التي طرأت في زيادة وحجم هذا التصدير؟ ولم لم تعلن الحكومة عن هذه الثروة وما تصدره منها؟ وأين يذهب ريعها، الا يحق للإنسان اليمني أن يفرح ويصدق المكذبون منهم عن وجوده؟

وبعد قراءة هذه الدورية.. من نصدق؟ ومن نكذب؟ يبدو أننا مجبرون أن نأخذ بالمثل القائل «تكذبني وتصدق حماري».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى