المسرح في عدن.. وتجربة تحت الأضواء
> «الأيام» محمد حمود أحمد:
> لقد صار من البديهي القول إن ريادة عدن في مجال المسرح (أبو الفنون)، منذ عقود طويلة، ولا زالت تختزن طاقات كبيرة لو تم إطلاقها واستثمارها على الوجهة الصحيحة، وسخرت للمسرح الإمكانيات اللازمة لتمكنت من النهوض بالمسرح، وليس ذلك ببعيد، فعدن أم الفنون والآداب وحاضرة الثقافة .
ولا نقول ذلك جزافاً، فأمامنا شواهد من التاريخ القريب للنهضة المسرحية التي كانت، ويمكن أن تنبعث لو أطلقت طاقات المسرح لدينا وتحطمت قيود الإمكانيات. ذلك الطرح هو مدخل للحديث عن إحدى التجارب المسرحية التي وضعت تحت الأضواء في الاحتفاء بالمسرح في يومه العالمي وتكريم واحد من نجومه العديدين في عدن في فعالية ثقافية تكريمية نظمها منتدى باهيصمي وحضرتها جمعية مسرح عدن، ونجوم المسرح ولفيف من المثقفين. وأكدت كلمة رئيس المنتدى أننا اليوم نكرم في شخص عمر مكرم، النجم المسرحي المعروف كل النجوم والكوادر المسرحية التي خدمت المسرح على امتداد ثلاثين عاماً.
وعمر مكرم - كما قدمه أحمد السعيد الذي أدار الأمسية - هو واحد من جيل المسرحيين الشباب في رعيله الثاني، وله تجربة ونجاحات ومتاعب مع المسرح هي اليوم في متناولنا في هذه الأمسية الاحتفالية بهذه الشخصية المثقفة، ممثلاً ومخرجاً، شاعراً وكاتباً صحافياً. ثم تحدث المسرحي عمر مكرم شاكراً الحضور قائلاً: «قصتي مع المسرح بدأت منذ مستهل السبعينات وحتى أوائل التسعينات وكانت فترة خصبة، لأنها كانت في ظل مسرح مزدهر ليس على مستوى عدن، وإنما في المحافظات الأخرى أيضاً. وفي واقع الأمر كثيرون من المسرحيين أسهموا في نهضة المسرح، ولعل الأخ فيصل بحصو، رئيس جمعية مسرح عدن أحد شهود تلك البذرات الأولى للمسرح.
بدأ نشاطي في المركز الثقافي بالمنصورة الذي كان يتبنى الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، ولا أنسى دور المسرح المدرسي والأستاذ أبوبكر القيسى في مدارس مديرية الشعب - حينها- وكان في نظرنا البداية الحقيقية والطبيعية لأي نشاط مسرحي متجدد. وقد استهواني المسرح منذ البدء فأصبحت أحد مشرفي الأنشطة المسرحية، وفي عام 1973م التحقت بمعهد الفنون الجميلة، وكان ممن درسوا لي الأستاذ أحمد الشميري والمحاضر المصري سامي عبد النبي، وكنت أحد المشاركين في أول إنتاج مسرحي لمعهد الفنون الجميلة، وهذا العمل لفت الانتباه إلى المسرح ودور معهد الفنون، ثم قدمنا في معرض المعارض بالمعلا العمل المسرحي (القاعدة والاستثناء) للكاتب الألماني الشهير برتولد بريخت وكانت هذه بداية الانطلاق نحو النجاح والشهرة، شاركت أيضاً في برنامج(مشكلة وحل) في التلفزيون من خلال تقديم مشاهد تمثيلية وهو من إعداد زين عيدروس ونجيب إبراهيم وتشترك معي الممثلة ذكرى أحمد علي، وأيضاً هناك برنامج آخر قدمناه هو (لو كنت مكاني) وقد كان البرنامجان شهيرين ومحل إعجاب الجمهور في عدن، بدأت في هذه الفترة أمارس نشاطي المسرحي في فرقة أكتوبر كهواية وليس كمحترف على يد المخرج العراقي إسماعيل خليل في مستهل الثمانينات، وقدمنا (الملك هو الملك) و(عبيدو والصراط) و(الفيل يا ملك الزمان).
في عام 1982م بدأت التفرع للمسرح في فرقة المسرح الوطني، واستفدت كثيراً من الخبير الروسي (أفلاطون نعمت زادة) ولا أنسى هنا دور الأخوة علي أحمد يافعي وعلي الرخم وعبدالله صالح المسيبلي وعمر عبدالله صالح، الذين أضافوا إلى معارفي الشيء الكثير وقدمت (الشيخ عباد)، و(عطيل) لشكسبير وغيرهما، وكنت طموحاً في تطوير معارفي، فذهبت لمواصلة الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان علي أن أضحي بالوظيفة في سبيل الدراسة.
وفي الكويت اكتشفنا أن ما قدمناه كان ينقصه الكثير من المعارف والأسس العلمية ووجدت في أساتذتي الأجلاء أنور رستم وأحمد عبد المعطي وخليل الدخيل وعثمان عبد المعطي من جمهورية مصر المعين الذي لا ينضب من المعارف وساعدوني كثيراً، وقد تفوقت في الدراسة إلى الحد الذي جعل أستاذي أنور رستم يختارني كمساعد مخرج ويشهد زملائي حين قدمنا العمل المسرحي (الثرثرة) وحاز على الجائزة الأولى في مهرجان المسرح في الكويت، وبعد التخرج قدمنا (المحاكمة) تأليف وإخراج على يافعي، وأتذكر أننا شاركنا في مهرجان (قرطاج) بتونس بالعمل المسرحي (الفيل يا ملك الزمان) عام 1992م وحاز النجاح وهو من إخراج إسماعيل خليل، وقال أحد حكام المهرجان: «لو كان هناك جائزة جماعية لكانت مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) استحقت هذه الجائزة».
وبعد عام 1993م منذ مهرجان باكثير توقف المسرح عن النشاط، وفي منتصف التسعينيات أسسنا جمعية مسرح عدن لتفعيل النشاط المسرحي، وقدمنا عمل (لا للعنف والإرهاب) في صنعاء و(أبو البنات) والعمل الاستعراضي (ربان السفينة). وهذا ما أسعفتني به ذاكرتي في اللحظة الاحتفالية الراهنة، راجياً أن نتعاون جميعاً في الـنهوض بمسـرحنا، متكاتفين، يسند بعضنا بعضاً في سبيل ازدهار المسرح في اليمن.
ولا نقول ذلك جزافاً، فأمامنا شواهد من التاريخ القريب للنهضة المسرحية التي كانت، ويمكن أن تنبعث لو أطلقت طاقات المسرح لدينا وتحطمت قيود الإمكانيات. ذلك الطرح هو مدخل للحديث عن إحدى التجارب المسرحية التي وضعت تحت الأضواء في الاحتفاء بالمسرح في يومه العالمي وتكريم واحد من نجومه العديدين في عدن في فعالية ثقافية تكريمية نظمها منتدى باهيصمي وحضرتها جمعية مسرح عدن، ونجوم المسرح ولفيف من المثقفين. وأكدت كلمة رئيس المنتدى أننا اليوم نكرم في شخص عمر مكرم، النجم المسرحي المعروف كل النجوم والكوادر المسرحية التي خدمت المسرح على امتداد ثلاثين عاماً.
وعمر مكرم - كما قدمه أحمد السعيد الذي أدار الأمسية - هو واحد من جيل المسرحيين الشباب في رعيله الثاني، وله تجربة ونجاحات ومتاعب مع المسرح هي اليوم في متناولنا في هذه الأمسية الاحتفالية بهذه الشخصية المثقفة، ممثلاً ومخرجاً، شاعراً وكاتباً صحافياً. ثم تحدث المسرحي عمر مكرم شاكراً الحضور قائلاً: «قصتي مع المسرح بدأت منذ مستهل السبعينات وحتى أوائل التسعينات وكانت فترة خصبة، لأنها كانت في ظل مسرح مزدهر ليس على مستوى عدن، وإنما في المحافظات الأخرى أيضاً. وفي واقع الأمر كثيرون من المسرحيين أسهموا في نهضة المسرح، ولعل الأخ فيصل بحصو، رئيس جمعية مسرح عدن أحد شهود تلك البذرات الأولى للمسرح.
بدأ نشاطي في المركز الثقافي بالمنصورة الذي كان يتبنى الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، ولا أنسى دور المسرح المدرسي والأستاذ أبوبكر القيسى في مدارس مديرية الشعب - حينها- وكان في نظرنا البداية الحقيقية والطبيعية لأي نشاط مسرحي متجدد. وقد استهواني المسرح منذ البدء فأصبحت أحد مشرفي الأنشطة المسرحية، وفي عام 1973م التحقت بمعهد الفنون الجميلة، وكان ممن درسوا لي الأستاذ أحمد الشميري والمحاضر المصري سامي عبد النبي، وكنت أحد المشاركين في أول إنتاج مسرحي لمعهد الفنون الجميلة، وهذا العمل لفت الانتباه إلى المسرح ودور معهد الفنون، ثم قدمنا في معرض المعارض بالمعلا العمل المسرحي (القاعدة والاستثناء) للكاتب الألماني الشهير برتولد بريخت وكانت هذه بداية الانطلاق نحو النجاح والشهرة، شاركت أيضاً في برنامج(مشكلة وحل) في التلفزيون من خلال تقديم مشاهد تمثيلية وهو من إعداد زين عيدروس ونجيب إبراهيم وتشترك معي الممثلة ذكرى أحمد علي، وأيضاً هناك برنامج آخر قدمناه هو (لو كنت مكاني) وقد كان البرنامجان شهيرين ومحل إعجاب الجمهور في عدن، بدأت في هذه الفترة أمارس نشاطي المسرحي في فرقة أكتوبر كهواية وليس كمحترف على يد المخرج العراقي إسماعيل خليل في مستهل الثمانينات، وقدمنا (الملك هو الملك) و(عبيدو والصراط) و(الفيل يا ملك الزمان).
في عام 1982م بدأت التفرع للمسرح في فرقة المسرح الوطني، واستفدت كثيراً من الخبير الروسي (أفلاطون نعمت زادة) ولا أنسى هنا دور الأخوة علي أحمد يافعي وعلي الرخم وعبدالله صالح المسيبلي وعمر عبدالله صالح، الذين أضافوا إلى معارفي الشيء الكثير وقدمت (الشيخ عباد)، و(عطيل) لشكسبير وغيرهما، وكنت طموحاً في تطوير معارفي، فذهبت لمواصلة الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان علي أن أضحي بالوظيفة في سبيل الدراسة.
وفي الكويت اكتشفنا أن ما قدمناه كان ينقصه الكثير من المعارف والأسس العلمية ووجدت في أساتذتي الأجلاء أنور رستم وأحمد عبد المعطي وخليل الدخيل وعثمان عبد المعطي من جمهورية مصر المعين الذي لا ينضب من المعارف وساعدوني كثيراً، وقد تفوقت في الدراسة إلى الحد الذي جعل أستاذي أنور رستم يختارني كمساعد مخرج ويشهد زملائي حين قدمنا العمل المسرحي (الثرثرة) وحاز على الجائزة الأولى في مهرجان المسرح في الكويت، وبعد التخرج قدمنا (المحاكمة) تأليف وإخراج على يافعي، وأتذكر أننا شاركنا في مهرجان (قرطاج) بتونس بالعمل المسرحي (الفيل يا ملك الزمان) عام 1992م وحاز النجاح وهو من إخراج إسماعيل خليل، وقال أحد حكام المهرجان: «لو كان هناك جائزة جماعية لكانت مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) استحقت هذه الجائزة».
وبعد عام 1993م منذ مهرجان باكثير توقف المسرح عن النشاط، وفي منتصف التسعينيات أسسنا جمعية مسرح عدن لتفعيل النشاط المسرحي، وقدمنا عمل (لا للعنف والإرهاب) في صنعاء و(أبو البنات) والعمل الاستعراضي (ربان السفينة). وهذا ما أسعفتني به ذاكرتي في اللحظة الاحتفالية الراهنة، راجياً أن نتعاون جميعاً في الـنهوض بمسـرحنا، متكاتفين، يسند بعضنا بعضاً في سبيل ازدهار المسرح في اليمن.