الجنوب السوداني يواجه تحدي الامية بعد انتهاء الحرب

> جوبا «الأيام» بوغونكو بوسيريه :

>
الجنوب السوداني يواجه تحدي الامية بعد انتهاء الحرب
الجنوب السوداني يواجه تحدي الامية بعد انتهاء الحرب
بعد اكثر من عام على اتفاق سلام وضع حدا لحرب اهلية استمرت 21 عاما في جنوب السودان، تواجه هذه المنطقة تحديا هائلا يتمثل في الامية التي تطاول غالبية السكان وتعتزم منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) مكافحتها باطلاق حملة واسعة لزيادة الانتساب الى المدارس.

واوضحت اليونيسف التي اطلقت حملتها امس الاول السبت في جوبا عاصمة جنوب السودان ان الامية تطاول اكثر من 80% من سكان المنطقة البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة.

وبحسب اليونيسف، فان 22% فقط من نحو 2،2 مليون طفل في سن الدراسة منتسبون الى مدرسة ابتدائية في جنوب السودان وعدد الاولاد بينهم اربعة اضعاف عدد البنات.

وثمة حاليا 8600 استاذ فقط يعلمون في الفي مدرسة في منطقة جنوب السودان التي اتت الحرب الاهلية على نظامها التعليمي، وغالبية هؤلاء الاساتذة متطوعون غير مدربين على هذه المهنة,ومن المتوقع بدء الموسم الدراسي في جنوب السودان الاثنين.

وعند اطلاق حملة اليونيسف، اعلن نائب الرئيس السوداني سالفا كير يوم الاول من نيسان/ابريل "يوم التعليم" الذي سيتم الاحتفال به كل سنة من الان فصاعدا.

وقال متحدثا في جوبا "اننا نواجه اليوم حربا مغايرة، حربا ضد الامية (..) وامامنا فرصة لاستعادة ما فقد خلال الحرب".

وحث كير الاساتذة الذين هاجرون على العودة الى السودان لمساعدة تلامذة بلادهم.

من جهته قال وزير التربية لجنوب السودان مايكل ملي حسين لوكالة فرانس برس "اننا واثقون من ان النقص في التعليم بين السكان سيضر بنا".

واعتبرت مساعدة المدير التنفيذي لليونيسف ريما صلاح ان مستقبل السلام والازدهار في هذه المنطقة المنكوبة والتي تعاني من التخلف يقوم على التعليم.

وتعتزم اليونيسف توزيع اللوازم المدرسية على 6،1 مليون تلميذ خلال هذه الحملة.

وتعمل في هذا الاطار على توزيع حوالى 8،3 ملايين من الكتب المدرسية وكتب الاساتذة وستة ملايين كراس (دفتر) وغيرها,كذلك باشرت اليونيسف بناء حوالى 1500 مدرسة.

وافادت المنظمة انها جمعت حتى الان 22 مليون دولار (2،18 مليون يورو) لهذه الحملة، مشيرة الى انها بحاجة الى مبلغ مماثل لتحقيق كل اهداف الحملة للعام 2006.

وبالرغم من عيوب النظام التعليمي وقلة التوعية السائدة، يبدو ان سكان جنوب السودان لديهم تصور واضح للمستقبل السياسي في منطقتهم.

وقال جوزيف ماني احد سكان جوبا متحدثا لوكالة فرانس برس "حتى لو كنت لا احسن الكتابة والقراءة، فسوف اصوت من اجل حرية" جنوب السودان.

وتم توقيع اتفاق سلام في كانون الثاني/يناير 2005 وضع حدا لحرب اهلية استمرت 21 عاما في جنوب السودان بين حكومة الخرطوم والمتمردين الجنوبيين السابقين واسفرت عن 5،1 مليون قتيل واربعة ملايين نازح.

وينص اتفاق السلام الذي وقع في التاسع من كانون الثاني/يناير بين نظام الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية السابقة على تقاسم السلطة والموارد.

كما ينص على فترة انتقالية من ست سنوات يتمتع فيها الجنوب الغني بالنفط بالحكم الذاتي وينظم في نهايتها استفتاء على الوحدة مع السودان او الاستقلال.

وعلق دبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس انه بعد اكثر من عام على توقيع اتفاق السلام "لم تنشأ بعد علاقة حبية بين الخرطوم وجوبا".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى