الإحتراف الحقيقي والآخر الذي عندنا

> «الأيام الرياضي» الكابتن شريف فوز :

> اللاعب المحترف هو اللاعب الذي يتقاضى عن احترافه لعب الكرة مبالغ مالية كرواتب شهرية وبدلات وغير ذلك بموجب عقد يكون قد أبرمه مع النادي الذي سيلعب له، وهذا النوع من الاحتراف بمفهومه المهني يعني التخصصية والتفرغ الفعلي والكامل للعب.. أما عندنا في اليمن فيظن البعض أن الاحتراف ما هو إلاّ وظيفة يشترطها على النادي الذي سيلعب له، وما إن يصل إلى هذه الوظيفة حتى نجده يخلد إلى التمتع بمزاياها واستلام الراتب ليتمرد بعد ذلك على ناديه، فيطالب بالكثير ويضع شروطاً صعبة، مقابل معاملته كمحترف مشهور، فيصبح في برج عاجي، وهذا النوع من الاحتراف لا نأخذ منه إلا مظهره والقشور، وهو احتراف غير حقيقي وغير صحيح وهو المتبع غالباً عندنا، وتعالوا معنا لنرى نموذجاً لهذا النوع من المحترفين عندنا والذي يبدأ بالحضور إلى التمرين في الساعة الرابعة عصراً، والذي يستمر لساعتين، يخرج بعده من الملعب، ليستعد للسهر حتى ساعات الصباح الأولى، يتناول خلاله العشاء ثم يمضغ القات ويدخن ويتابع ما تعرضه القنوات الفضائية، فيما البعض الآخر يتناول ما لذ له وطاب من الوجبات السريعة التي تخلو من أية قيمة غذائية، ثم يجلس لساعات طوال في المقاهي يدخن السجائر والشيشة بالمعسل، ويسهر أمام القنوات الفضائية أو يجلس أمام شاشات الإنترنت.. وهذا هو الاحتراف غير الحقيقي.

أما الاحتراف الحقيقي فيبدأ برنامجه بصلاة الفجر، ثم الإفطار، وبعد ذلك يتوجه المحترف إلى ناديه لممارسة ما أعد من برنامج، وهو التدريب الصباحي الذي يستمر حتى الثانية عشرة ظهراً ويشمل تمارين التقوية الشاملة ومشاهدة مباريات مسجلة تساعد على زيادة الوعي والفكر الرياضي، ويعود بعدها إلى المنزل لتناول الغداء، ثم يرتاح قليلاً، ثم يستعد للذهاب إلى التدريب في الرابعة عصراً والذي يستمر حتى السادسة مساء، يتناول بعده وجبة العشاء ثم القيام بواجباته الأسرية والاستعداد للنوم عند العاشرة ليلاً.. وعلينا جميعاً أن نفرق بين الاحتراف عندنا والاحتراف الحقيقي الذي يوجد خارج اليمن.

والأندية ليست أمكنة لاستيعاب الشباب فقط لبناء العضلات وزيادة اللياقة البدنية ولكنها تعتبر مؤسسات شبابية اجتماعية تربوية ثقافية تساعد في بناء شباب المستقبل وإعدادهم الإعداد الصحيح ليكونوا شباباً نافعين لأنفسهم ووطنهم، فيما يكون للاتحاد العام للقدم دور إيجابي في هذا الجانب وفي وضع لوائح الاحتراف وتنظيم العلاقة بين النادي واللاعب، خاصة فيما يتعلق بالانضباط والالتزام، وبما يوفر الاحترام والسمعة الحسنة لكليهما، ضماناً في التركيز على الأداء، لأن المحترف مطالب بتقديم أرقى المستويات للمحافظة على تميزه ومكانته، وبما يحقق الابتعاد عن كل ما يسيء إلى سمعته كرياضي قدوة في اللعب والسلوك. وفي هذا الاتجاه هل تتذكرون ما حدث من المحترف الفرنسي إيريك كانتونا لاعب مانشستر يونايتد السابق عندما تحول إلى لاعب كاراتيه بعد خروجه مطروداً بالبطاقة الحمراء من مباراة فريقه ضد فريق كريستال بلاس في عام 95م عندما قفز عالياً موجهاً قدميه إلى صدر أحد مشجعي الفريق المنافس بعد أن أهانه؟ وقد كتبت عنه الصحف الإنجليزية حينها أنه شخص غير مرغوب فيه، فيما قال البعض الآخر أنه بدر منه سلوك خطير رغم أنه لاعب كبير، والبعض قال أنه عار كبير على كرة القدم، كما علمنا بقصة اللاعب المحترف الكبير مارادونا الذي انغمس في وحل المخدرات وماذا حدث له بعد ذلك من إيقافات ومشاكل أدت إلى نهاية حياته الرياضية بشكل درامي وهكذا يجب على اللاعب المحترف أن يحافظ على سمعته وهدوء أعصابه حتى ينال محبة خصومه قبل زملائه.

مدرب ناشئة نادي شباب الجيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى