الحرف الكبير

> عبود الشعبي:

>
عبود الشعبي
عبود الشعبي
منذ (سمكة) الدكتور ياسين، وربما قبلها والناس تحفظ كلمات وعبارات الرجل الذي ينطق بلسان الخبير العارف بزمانه، ولأننا لم نر بعد السمكة التي كان ينبغي أن تلقف حجر الرئيس الذي رمى به عشية إعلانه في خطاب تاريخي عزمه عدم الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، إلا أننا ربما رأينا الآن (الحوت) الذي يريد أن يلتقم الدكتور والسمكة (المتحفزة) بجنابه التي تغريها عبارات الرجل حيث يبدو (سباحا) ماهراً.

إن الوطن يسع الجميع وليس لأحد أن يمنح صكوك الوطنية كيف يشاء أو يوصم المخالفين في الرأي بلفظة (الاحتياط) الجاهزة :(الانفصالية) عندما تفحمهم عقول الرجال لأن مثل هكذا سلوك لعبيد أسيادهم من أهل (الزور) إنما يعني استقدام (الكلمة الموحشة) المسنودة بلعلعة الرصاص، وحين يصير ذاك سنتذكر أن آراء الشخصيات المتزنة المعارضة كالدكتور ياسين إنما هي (حمامات سلام) وليست دعاية ضغينة، فلقد قيل: «وبضدها تتميز الأشياء».

لقد كان شعار ياسين سعيد نعمان، وهو يعود إلى الوطن من بعد غربة وتغريب: «عسرك وطنك، أطيب من يسرك في غربتك» فقد آثر العودة إلى عاصمة الوحدة على عواصم الاغتراب الثرية، ويكفي ما نراه من عسر في الوضع حتى نضيف إليه (إرهابا) لنحجر على العقل الخواطر ونخاطر بأمن وطن.

وإلا أنشدنا للرجل:

إذا البلاد تغيرت عن حالها

فدع المقام وبادر التحويلا

ليس المقام عليك فرضاً واجباً

في بلدة تدع العزيز ذليلا

وحينها يمسك العالم بذقنه:«الله المستعان».. بلد (الحكمة) يطلق الحكمة ويهجر أبناءه. حذار أيها الناس من المضي في هذا النفق، فإنما المحب الناصح، ولا خير في امرئ لا يبصّر بالعيوب أو يتملق السلطة، بينما يقودها إلى جرف هار. إن الصدق قوة وأمان.. ألم نسمع إلى الحكمة القائلة:

الصدق في أقوالنا أقوى لنا

والكذب في أفعالنا أفعى لنا

وإذن فإن تهديد الأوفياء الذين فضلوا العودة إلى الوطن ويتحدثون تحت الشمس، من أولئك الذين يقذفوننا من وراء جدر ويؤلبون علينا الخصوم، دليل عجز عن الرد بالكلمة، ونفخ في النار التي لن يسلم منها حتى الظانون أنهم مانعتهم حصونهم! فليمض أهل العقول برؤاهم ونصحهم.. إننا مع (الكلمة) ولسنا مع (الرصاصة) ولرعاة العنف نقول: «كفوا أيدكم» عن رمز له في نفوس أبناء اليمن مكان، ولكل شخصية وطنية تؤمن بالحرف تنقشه كبيراً ليستأنس به الأحرار، نقول:

لا يضر البحر أمسى زاخراً

إن رمى فيه غلامٌ بحجر

ليكبر بك الوطن أيها الحرف الكبير.. ولكل أجل كتاب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى