دار تريم تقوم بطباعته قريبا .. العثور على الجزء الثاني من تاريخ الدولة الكثيرية

> «الأيام» محمد سالم باحمدان:

> تعتبر دار تريم إحدى دور النشر الحضرمية التي أوجدت لها مكاناً خاصاً في قلوب مريديها.. واليوم تنفرد صحيفة «الأيام» بنشر هذا الحوار في محاولة منها لتسليط الضوء على تاريخ هذه الدار، وقد كان الحوار هادئاً ولطيفاً مع مؤسسها الشيخ علي أبوبكر بلفقيه، وخرجنا بهذه الحصيلة النافعة.

< كيف جاء ارتباطك بالكتاب كطريق مؤدية إلى الثقافة والعلم والمعرفة؟

- جاء عبر ثلاث مراحل هي:

المرحلة الاولى:

تبدأ بتأثير الوالد الذي كنت أهابه كثيراً، فقد كان نسخة من علوي بن عبدالله بن شهاب- عليهما رحمة الله- إذ تمتعا بالمصداقية والالفة والمحبة، وتجلى دوره في هذه المرحلة في حمايتي من الانجراف والانحراف تجاه الافكار القومية المنتشرة.

المرحلة الثانية:

تبدأ في 1386هـ 1966م، وذلك عندما التحقت بالعمل في مكتبة الأستاذ أحمد سعيد حداد، ثم في صحيفة (الطليعة) لصاحبها الاستاذ أحمد عوض باوزير، ثم في (المطبعة الأهلية) التابعة لـ (الشركة الاهلية)، وكان يديرها الاستاذ الاديب والمؤرخ عبدالقادر محمد الصبان، وعبدالمجيد الكثيري، حيث احتككت بالوسط الثقافي أكثر، وجالست الأدباء والشعراء مثل: حسين عبدالرحمن السقاف وعبيد بركات، وأحمد عبدالقادر باكثير وعمر محمد باكثير، حيث اغترفت من معينهم المزيد من آفاق الثقافة.

المرحلة الثالثة:

تبدأ من 1387هـ 1967م وذلك عندما هاجرت إلى العربية السعودية والتحقت بالعمل في مكتبة الثقافة بالطائف، وهي ملك الأخ صالح كمال الأديب المشهور وأخيه أحمد، وكانت المكتبة بمثابة مدرسة، خصوصاً وأن روادها من عمالقة رجال الدين والأدب مثل: أحمد السباعي، ومحمد محمود الصواف، ومحمد أحمد باشميل، وحامد أبوبكر المحضار، و كانت جلساتهم أشبه، بل هي محاضرات ومناظرات ثقافية راقية، وقد وجدت في ذلك الحضور وتلك الجلسات ما يشبع رغباتي وميولي ، ثم شغلت منصب (المدير العام) لمصنع الصناعات الورقية في (جدة) لصاحبه محمد علي مغربي، وهكذا تشكلت لدي خبرة ثقافية عن الكتاب قراءة وكتابة وتأليفا وطباعة، وقد تراكمت لدي تلك الخبرة.

< على الرغم من تراكم الخبرة الا أن توجيهها تم في فترة لاحقة، ما هو السبب في ذلك؟

- سبب ذلك هو إرضاء الوالد في العودة والاستقرار في الوطن قبل الوحدة حيث أتجهت إلى العمل التجاري، إذ كنت أنوي فتح دكان لبيع الادوات الكهربائية وفعلاً شرعت في استخراج رخصة مزاولة العمل.

< ترى ما الذي غير ذلك المسار؟

- غير ذلك المسار نصيحة إخوان لي وهم: العلامة الداعية أبو بكر المشهور العدني، وعبدالقادر خره، وعلى عمر الكاف، ود. عبدالرحمن السقاف، وذلك بالتوقف عن بيع الأدوات الكهربائية وفتح مشروع المكتبة، خصوصاً وأن كتاب سلفنا قد اختفى.. إضافة إلى امتلاكي من الخبرة ما يؤهلني لذلك، فتحمست للفكرة وعدت إلى سابق عهدي إلى الكتاب إلى مفتاح الثقافة، وبالفعل تعاملت مع مكتبة الثقافة في عدن، والإرشاد في صنعاء.

< من المعروف أن لكل بدايات جادة صعوبات وعوائق، فما الذي وقف في طريقكم منها؟

صاح الأستاذ علي بلفقيه بحرقة وألم قائلاً: الحسد.. ومحاولات صرفنا عن هذا العمل، ولا زلنا نعاني من ذلك إلى اليوم.

< وبالنسبة لفكرة الدار، كيف تم استلهامها؟

- تم استلهام تلك الفكرة من خبرتي، إذ وجدت في موروث وتاريخ حضرموت ما يشجع على ذلك، وقد عرضت الفكرة على ابني عبدالرحمن في عام 2000م، وهو الذي اهتم بها وطورها.

< كيف تقيم ميول الجمهور؟

- يميل أكثرية الجمهور إلى كتب الفقه والسيرة، ثم كتب التاريخ، وبالذات تاريخ حضرموت.

< هل شاركتم في المعارض؟

- شاركنا في المعارض المحلية، أما في الخارج فإنه يشارك من يمثلنا، ونطمح أن نشارك في المعارض الخارجية إذا دعينا إلى ذلك ولن نتوانى، وبالمناسبة فقد وجهت لنا دعوة من سلطة عمان بمناسبة عام الثقافة.

< إلى أي مدى وصل توزيع كتاب دار تريم؟

- وصل إلى الخليج، خاصة عمان، كما وصل إلى مصر بواسطة عملائنا، كما أقمنا اتصالات مع دار المنهاج، وها نحن نسعى في مد جسور التواصل مع دار الفكر، وفي هذه الفترة يجرى أحد الاخوان اليابانيين اتصالات مع الدار بغرض الترتيب والتهيئة لتوزيع كتبنا في اليابان.

< كيف جاء اختياره لكم؟

- جاء ذلك الاختيار على اثر وقوع بصره على أحد كتبنا، وكان يتصدر الغلاف صورة إحدى القبب، فشده ذلك إذ أدرك أن المقبور بها رجل مهم، وبالمناسبة فإن نجاح الاتصال يعتمد على الاتفاق والتفاهم.

< ما هي التطلعات المستقبلية للدار؟

- لا شك أنها كثيرة وكبيرة، وأهمها البحث عن المخطوطات لا للاحتفاظ والتباهي بها، وإنما لأجل إخراجها مطبوعة للناس حتى تعم الفائدة وتخدم التراث، وهذه المسألة ليست سهلة كما يعتقد البعض، وإنما تعتريها العوائق والصعوبات.

< ما هي أهم هذه العوائق والصعوبات؟

- تتجلى في الحصول على المخطوط نفسه، وإذا حصلنا عليه، فقد يكون في حالة رثة، ما يتطلب معالجته، خصوصاً تلك التي أصابت منها الأرضة ما أصابت.

< هل حققتم شيئاً مما تصبون إليه؟

- نعم، فقد بحثنا عن الجزء الثاني من كتاب الدولة الكثيرية لابن هاشم وقد صدمنا عندما وجدنا الأرضة قد قضت عليه، لم نيأس وواصلنا البحث، وبتوفيق من الله عثرنا على المسودات، وحالياً نقوم بمعالجتها تمهيداً لطباعتها في القريب العاجل، كما أننا نطبع أكثر من سبعة مخطوطات ومن بينها مؤلفات العلامة البحاثة عبدالله بن حسن بالفقيه، وذلك بعد أن بذلنا جهوداً مضنية في العثور عليها.

< كلمة أخيرة؟

أشكركم وأتمنى لكم دوام التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى