وتلك الأيــام..موسم حصاد

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
لا أدري لماذا يقفز إلى الذهن قول الفنان الكبير محمد محسن عطروش (الشعب يطلب حساب، من بعد موسم صراب) كل ما اتجه الحديث نحو الانتخابات القادمة,الانتخابات - أي انتخابات، نظرياً - هي موسم حصاد مزدوج، إن صح التعبير، فهي من جهة تعتبر نهاية فترة تقدم خلالها الإدارة المنتخبة حصاد أدائها خلال فترة ولايتها المنتهية، ومن جهة أخرى تحصد ثقة الناس بمقدار نتيجة أدائها، وقد تحصد الخيبة بفقدان هذه الثقة إذا كان أداؤها وهمياً ومتلفزاً فقط.

السواد الأعظم من الناس أو الأغلبية الصامتة لا يعنيهم كثيراً العراك الدائر حول حيادية اللجنة العليا للانتخابات ومجمل الآلية الانتخابية برمتها بقدر توقعهم لبدائل تصلح الحال المائل، والأحزاب (سلطة ومعارضة) أوقفت صراعها عند هذه النقطة، الحزب الحاكم يشحذ آلياته المعهودة لضمان الحصول على النتائج المعهودة. وهي بالتأكيد ليست كشف حساب عن فترة مضت على أنها ربما تحمل وعوداً مكررة، وأحزاب المعارضة لا تقدم بدائل تراهن بها على كسب ثقة الناخب بقدر رهانها على تعدد عثرات واختلالات إدارة الحزب الحاكم خلال السنوات الماضية.

جل الأحزاب السياسية تتحدث عن الإصلاح الشامل، والحزب الحاكم يناور بالحديث عن الإصلاح الانتقائي ولا يصلح شيئاً مثل كثير من الاستراتجيات التي ملأت إعلامنا جعجعة ولا نرى لها طحينا.

معاناة الناس ومعاناة الوطن لا نرى لها مكاناً في مجمل الخلافات المشتعلة التي توقفت تقريباً عند كيفية الوصول إلى المقعد ترغيباً للناخب وترهيباً له أو تطفيشاً من هذا الحزب أو ذاك بالإساءات المباشرة للأحزاب وحتى قياداتها.

لسنا هنا بصدد سرد العيوب والأخطاء التي عصفت بنا خلال السنوات الماضية حتى لا ندخل في محذور الدعاية الانتخابية، إلا أن الانتخابات القادمة ستحمل مفاجآت بالتأكيد، فهي تأتي وقد مررنا بعدد من الدورات الانتخابية حملت وعوداً سرابية كثيرة ولم يعد في جعبة أحد ابتكار وعود جديدة، وهي تأتي وقد ارتفع مستوى تعاطي الناس مع العملية الانتخابية، وفوق هذا وذاك فهي قد تخلو من صفقات الغبن التي تفقد الانتخابات طابعها التنافسي، وسيتجاوز الناس شكل ولون وطعم وكرش وجيب المرشح إلى ماذا قدم هو أو حزبه للناس.

الانتخابات القادمة حصاد بغض النظر عن التأثير السلبي لوسائل الترغيب والترهيب العامة، ستحمل رسالة (ما) إلى من يصرون على تجاهل الإصلاح الشامل بحوار وطني عام، على أننا نتمنى أن لا يكون (حصاداً مراً) للوطن وللممارسة الديمقراطية في بلادنا بصفات في اللحظة الأخيرة تؤدي إلى إعادة إنتاج الوضع القائم بوجوهه وأزماته الخانقة التي جعلتنا على حافة الهاوية أو ربما نكون قد بدأنا الانحدار ولم يبق لنا سوى انتظار لحظة الارتطام بالقاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى