درع الطائرة في القطن قاطن

> «الأيام الرياضي» محمد بن عبدات:

>
قلبي في القطن قاطن

والشف شف العينين

لا تنكرونه مواطن

له نخل فيها وطين

هكذا تغزل الشاعر الكبير حسين المحضار بمدينة القطن الساحرة التي تقع على ضفاف الوادي الاخضر وتحتضنها بكل هدوء جبال هضبة حضرموت الجنوبية، ناهيك عن أنها اول مدينة تستقبل الزائر إلى الوادي من جهة الغرب، هذه هي القطن التي اظهرت لنا هذه المرة فتية لا يعرفون اليأس يحملون الشعار الاخضر والأبيض الذي يرمز لناديها الوحيد الشباب، فقهروا بعزيمتهم كل الصعوبات والعراقيل بل وذوبوا الفوارق بصورة رائعة عكست قوتهم وأداءهم الرائع هذا الموسم في ملاعب الكرة الطائرة في عموم البلاد، بعد أن فرضوا اسم ناديهم بقوة بين نخبة أندية الطائرة اليمنية بل وسجلوه بأحرف من ذهب بعد أن انتزعوا الذهب نفسه وطيرانهم بدرع الدوري الى المدينة المتيمة بفنون كرة الطائرة والتي أصبحت من خلال ذلك الدرع المزين والمرصع ببطولات أندية اخرى قاطن في القطن مثله كمثل قلب شاعرنا الكبير، وبالتالي فإن أبناء القطن المسحورين بعشق فريقهم من حقهم أن يعلنوا الأفراح وأن يرقصوا حتى الصباح، ويغنوا كيفما شاؤوا وسيرددون:

يا أسد يا أبن الاسود ** اجتزنا طريق مسدود

اخذنا درع الدوري ** والشرطة علينا شهود

وحقيقة تستحق الطيور الخضراء المغردة على ترانيم وانغام الدان الحضرمي ما وصلت إليه في نهاية المطاف برغم المقاومة غير المتوقعة من صقور الحالمة تعز، الذين حبسوا انفاس لاعبي ومحبي أسود الوادي التي افترست في الاخير الصقور الجارحة وألقتها أرضا بعد طيران امتد لأكثر من ساعتين في سماء موقع المباراة الحاسمة، حيث ابلوا بلاء حسنا وقدموا فواصل رائعة في فنون لعبة الكرة الطائرة طيلة مشوار الدوري، وأعتقد أنه لو حصل غير ذلك وذهب درع الدوري لمكان آخر، فإنه ليس منصفا بحق ما اظهره لنا زملاء المرعب عواد الحمد والمبدع سعيد باعطوه والصاعد الواعد خليل دويل وزملاؤهم السودانيون النفاثة مجاهد الريح والطائر المغرد محجوب بدرالدين الذي تمنيت أن يكون حضرميا يمنيا وليس سودانيا مع احترامي بطبيعة الحال لاخواننا السودانيين ونيلهم الازرق والابيض وعاصمتهم المثلثة وللمريخاب الذي احبهم والهلاليب المتيم بأدائهم ولهذا فإن القطن سعيد بهم والذين لهم بصمة قوية في احتضان المدينة درع الدوري لأول مرة في تاريخ ناديها العريق وإبداعه في ألعاب مختلفة أخرى على مستوى الجمهورية الا أن الطائرة طارت به بسرعة البرق الى فوق هامات السحاب لينشر للآخرين درسا في فنون الطموح والتحدي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى