متمردو دارفور يكافحون لحسم امرهم بشأن اتفاق سلام

> أبوجا «الأيام» استيل شيربون :

> تسعى الفصائل السودانية المتمردة أمس السبت للتوصل الى اجماع حول ما اذا كانت ستؤيد او ترفض اتفاقا للسلام في اقليم دارفور بغرب السودان قبل انتهاء مهلة الاتحاد الافريقي اليوم الاحد.

وتزايدت الضغوط الدولية على جميع الاطراف في السودان لقبول مسودة تسوية سلمية لانهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي وصفه الرئيس الامريكي جورج بوش بانه "ابادة جماعية".

ورغم ان الحكومة السودانية ابدت بعض الشكوك فقد اشارت الى انها مستعدة لتوقيع مسودة تسوية تقع في 85 صفحة اعدها وسطاء الاتحاد الافريقي بعد عامين من المفاوضات الشاقة المتعلقة بالامن والمشاركة في السلطة وتقسيم الثروات.

وقال المتمردون انهم يحاولون التوصل الى اجماع في الرأي,وقال ميني اركوا ميناوي زعيم الفصيل الرئيسي بحركة جيش تحرير السودان المتمردة "مازلنا نناقش الامر. نحتاج الى مزيد من الوقت ولكننا سنعطي ردنا الليلة."

ولم يرد المتمردون رسميا بعد على المسودة لكن عدة زعماء قالوا انهم غير راضين عنها.

ومشكلة المتمردين الرئيسية هي ان الوثيقة لا تلبي مطالبهم بحصول دارفور على منصب جديد لنائب الرئيس واقامة حكومة اقليمية جديدة. كما ان لديهم اعتراضات اخرى بشأن امور تتراوح بين التعويضات ونزع السلاح.

وفي العاصمة النيجيرية ابوجا حيث تجرى المحادثات يكثف دبلوماسيون جهودهم لاقناع المتمردين بالتخلي عن بعض مطالبهم بينما الضغط في الولايات المتحدة على حكومة السودان لانهاء العنف.

وقال بوش "الابادة الجماعية في السودان غير مقبولة." واقر سلسلة من المسيرات المقرر ان تجرى في انحاء الولايات المتحدة غدا الاحد تحت اسم "انقذوا دارفور" والتي ينظمها ائتلاف يضم اكثر من 160 جماعة دينية وانسانية.

واضاف بوش "اريد ان تدرك الحكومة السودانية ان الولايات المتحدة الامريكية جادة بشأن حل المشكلة."

وتقول ادارة بوش انها تولت دور القيادة الدولية فيما يتعلق بالسودان لكن العديد من الخبراء يقولون انها لم تكن صارمة بالقدر الكافي تجاه الخرطوم ولم تنجح في الحصول على دعم قوى كبيرة مثل روسيا والصين.

واعلن بوش عن عقوبات جديدة الخميس ضد اشخاص يشتبه في ضلوعهم في الابادة الجماعية في دارفور.

وقال وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي امس الاول الجمعة انهم على استعداد لزيادة المساعدات في دارفور لكنهم اتفقوا على ان اي وجود سيكون محدودا ومن اجل دعم الاتحاد الافريقي او جهود الاتحاد الاوروبي فحسب.

وقال مصدر دبلوماسي يشارك عن كثب في المفاوضات ان زعيمي الفصيلين التابعين لجيش تحرير السودان يجريان محادثات مباشرة مع الحكومة حول المسودة وهذه دلالة تبعث على الامل بانه سيتم التوصل الى اتفاق.

واضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "شعوري الداخلي هو اننا سنشهد اتفاقا."

ويمثل اتخاذ القرار مهمة صعبة بالنسبة للمتمردين المنقسمين الى حركتين وثلاثة فصائل ولها تاريخ من المشاحنات الداخلية.

وانضم قادة ميدانيون من دارفور الى فرق التفاوض في ابوجا فيما تسعى الفصائل الى توحيد موقفها تجاه اقتراح التسوية.

وقال مجذوب الخليفة رئيس وفد التفاوض الحكومي ان الحكومة السودانية قبلت الوثيقة من حيث المبدأ رغم ما لديها من تحفظات.

واضاف انه اذا لم يتم حل جميع الخلافات قبل التوقيع فانه بالامكان ترك بعضها للحوار الداخلي بين ابناء دارفور او لمرحلة التنفيذ.

والحوار بين الاطراف في دارفور يعد احد الاليات للتوصل الى حل للصراع حسبما تدعو التسوية المقترحة.

وحمل المتمردون من اقليم دارفور الذي يعيش فيه خليط عرقي السلاح في بداية عام 2003 بسبب ما يعتبرونه اهمالا من جانب الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب.

ويتهم المتمردون الحكومة باستخدام ميليشيات عربية لسحقهم ولكن الخرطوم تنفي ذلك.

وقتل عشرات الالاف كما فر أكثر من مليوني شخص من ديارهم الى مخيمات في دارفور وتشاد المجاورة بسبب عمليات القتل والنهب والاغتصاب.

وقال الاتحاد الافريقي الذي ينشر سبعة الاف جندي في دارفور انه على الرغم من توقيع هدنة في عام 2004 الا ان كل الاطراف لاتزال تواصل القتال. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى