الأول من مايو (عيد العمال) عيد وأي عيد مع أربعة من رموز النقابات

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- السيد زين صادق الأهدل: في عالم القرصان .. اذا سألنا التاريخ، والتاريخ استاذ شاهد كما يقولون، أن السيد زين صادق الأهدل (1915 - 1995) رائد العمل النقابي في عدن، بل وفي عموم الجزيرة العربية. انطلق هذا الرجل العصامي، من حارة المظلوم بمنطقة العيدروس، الكائنة فيها ورشة صديق عمره الشيخ علي بن علي النجار والتي احتشد فيها السيد زين، النجار الفنان مع زملاء له من أبناء عدن أمثال الشيخ علي بن علي النجار وطه وصالح الكعكي وبعض النجارين الشباب من عائلات فضل القعر وعائلة الخدشي وسعيد سلوم وإخوانه وصالح حضرمي وآخرين لتأسيس جمعية النجارين عام 1949 وتوسع إطار الجمعية مع محمد صالح سعيد وآخرين وعرف الاطار الجديد بـ «نقابة العمال الفنيين» عام 1955م .

وفي 20 مارس 1956 انضمت (25) نقابة في إطار اتحادي، حيث أعلن في هذا اليوم عن قيام «مؤتمر عدن للنقابات» (ATUK)وأسندت رئاسة المؤتمر للسيد زين صادق الأهدل فيما اسند لعبدلله الأصنج، منصب أمين عام المؤتمر.

تحت وطأة ظروف قسرية غادر أرض الوطن بعد ما رأى فلذة كبده «ذو الكفل» سابحاً في بركة من الدم إثر رصاصات جبانة حاقدة. وعاد بعد الوحدة، التي انتظرها الشعب بفارغ الصبر متعشماً الآمال ولم يكن السيد زين يدري أنه سيتجشم الآلام لأن ممتلكاته أصبحت في خبر كان رغم وثائق أعادة الملكية(بالعقار- المبنى التجاري - رقم 333أ/317 أ.ب، شارع أروى، كريتر).

هكذا يكافأ الرواد الوطنيون والنقابيون!

2- الشهيد علي حسين قاضي: في دنيا النسيان
يعتبر الشهيد علي حسين قاضي من الرموز الرواد للحركة الوطنية والقومية، فهو من مؤسسي فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن وواجهته المدنية والحضارية (عدن). كان الشهيد القاضي رئيساً لنقابة عمال الحكومة والحكومات المحلية ويفضل ألمعيته وصلابة معدنة أصبح رئيس مؤتمر عدن للنقابات.

شهدت المنطقة انعطافاً سيئاً للغاية عندما تحولت الخلافات بالحوار إلى صراعات بالرصاصات وشاعت في الساحة عبارة «وأرداه قتيلاً» واستناداً لـ «الأيام» في عددها الصادر يوم الجمعة، 25 فبراير 1966م «تعرض السيد علي حسين القاضي في الثانية وخمس وخمسين دقيقة من ظهر أمس لثلاث طلقات نارية من مسدس أحد شخصين هجما عليه خارج منزله في منطقة «ج» (القلوعة)، المعلا ونقل إلى مستشفى الملكة (الجمهورية حالياً) بخورمكسر حيث فارق الحياة وقد ترك المهاجمان مسدسيهما بجانب الجثة.» واستناداً لـ «فتاة الجزيرة» في عددها الصادر يوم الأحد، 27 فبراير 1966م أن جثمان الشهيد شيعه أكثر من عشرة آلاف مواطن استقلوا أكثر من (400) سيارة وباص في موكب مهيب من المعلا إلى الشيخ عثمان، حيث واروا جثمان الشهيد في مقبرة العثماني بالممدارة.

هناك صمت مطبق طوال المراحل لف ويلف سيرة الشهيد وكأن الفصل المتعلق بمساهمة الشهيد قد بتر، ولكن كلمة التاريخ هي الأقوى.

3- الشهيد محمد صالح عولقي: في محيط البهتان
الشهيد محمد صالح عولقي من مواليد المصينعة بمشيخة العوالق العليا وتلقى كل مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في عدن والتحق بمصافي عدن في العام 1961 وناضل بضراوة على كافة الجبهات، بدءاً من التحاقه المبكر بحركة القوميين العرب ونشط بعد ذلك في صفوف الجبهة القومية وسطع نجمه في العمل النقابي وأصبح من زعامات النقابات الست وساهم في صياغة أدبيات الحركة النقابية بعد الاستقلال.

شارك الشهيد في المؤتمرات الاربعة الأولى لتنظيم الجبهة القومية، وشغل منصبين وزاريين سياديين: الدفاع والخارجية. كان محمد صالح عولقي أحد ضحايا كارثة طائرة الدبلوماسيين في 30 أبريل 1973، وكانت زوجته حاملاً في شهرها الأول وحملت الأم الحمل وأحزان فقدان زوجها طيلة ثمانية أشهر، ولأن ثمرة الحمل ارتبطت بذكرى استشهاد زوجها، فقد قيدت في شهادة الميلاد «ذكرى محمد صالح عولقي». عكفت أرملة الشهيد العولقي على تربية أولادها مستمدة العون من خالقها ورازقها ومن بعده والدها الذي بر بوعده لابنته وكفاها عن مد يدها لأحد، ووقف أولادها جميعاً على أقدامهم، فهذا طيار وتلك طبيبة عامة وأخرى صيدلانية.

الأرملة الفاضلة تتوسم في الآخرين الوفاء بذكر زوجها بإطلاق اسمه على شارع أو طريق أو قاعة ارتبط بها الشهيد عبر محطات حياته.

4- الفقيد صالح أحمد عرجي: في دائرة الحرمان
الفقيد صالح أحمد عرجي من مواليد الفيحاء «الشيخ عثمان» في 4 مايو 1934م وزامل شقيقه التوأم في مشوار الدراسة والعمل، حيث التحق بأمانة ميناء عدن(بورت ترست) في 6 ديسمبر 1952م، كما زامل توأمه ناصر في لعبة كرة القدم في نادي الهلال الرياضي في الشيخ عثمان وكانا من اللاعبين المرموقين، كما زامل توأمه ناصر في النشاط الحزبي والسياسي والرياضي والنقابي، إلا أن الفقيد صالح كان متميزاً في الحركة النقابية وتبوأ منصب أمين عام نقابة عمال وموظفي أمانة ميناء عدن، وكان عضواً بارزاً في اتحاد المواصلات وعضواً تنفيذياً في مجلس المندوبين، الإطار القيادي لمؤتمر عدن للنقابات، وتعرض للسجن لفترات متفاوتة في ظل الاحتلال البريطاني وفي سجون النظام في عدن وغادر عدن مكرهاً في مارس 1972 . رغم الرصيد النضالي الكبير لهذا المناضل الكبير إلا أنه لم يحظ على امتداد المراحل كلها حتى وفاته في 17 يناير 2004م بأي تكريم يليق بمكانته النضالية أو حالته الصحية، فلا مرتب ولا قطعة أرض ولا مسكن، غير المسكن الذي ورثة عن أبيه، وقال لي توأمه ناصر: حالي بائس وكان حال أخي صالح أكثر بؤساً وإنني على وشك عرض منزلينا المتجاورين للبيع.

لقد دخل الفقيد التاريخ من أوسع أبوابه، إلا أبواب الحكام فإنها موصدة في وجوه المناضلين.+




> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى