كـركـر جـمل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
من الذي لا يتمنى الخير لبلاده.. طبعاً كلنا نتمنى الخير لبلادنا.. ولكن كيف سيجيء هذا الخير لبلادنا إذا كنا لا نعرف ما الذي نريده بالضبط؟.. إننا نتحدث كثيراً عن التنمية وأهميتها في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.. ولكن أين هي التنمية الحقيقية في بلادنا؟.. إذا كانت مشاريعنا في كل المجالات الصناعية والزراعية والصحية والتعليمية والخدماتية والاستثمارية وغيرها ناقصة وغير مكتملة ولا تفي بالغرض المطلوب للنهوض بالتنمية.

< هناك اجتهادات كثيرة للدولة في جذب الاستثمار العربي والأجنبي إلى بلادنا.. ولكن هل هيأنا المناخ الملائم لهذا الاستثمار.. الأمن والأمان والاستقرار والقضاء النزيه والخدمات الضرورية مثل الكهرباء والمياه والتلفون وغيرها.. وهل في استطاعتنا تسهيل الإجراءات السريعة للاستثمار العربي والأجنبي لإنجاز مشاريعه بسهولة وبساطة في يوم واحد من خلال مكتب واحد.. بدلاً من اللّف والدوران حول أكثر من عشرة مكاتب وجمع توقيعات أكثر من عشرين موظفاً.. وقد تطول هذه الإجراءات وتستغرق شهراً أو عاماً كاملاً.. هذا إذا أهملنا أهم المعوقات لجذب الاستثمار العربي والأجنبي وهي الرشوة أو مشاركة المستثمر في مشروعه مقابل الحماية بمراكز القوى أو النفوذ أو القبيلة.

< والذي نفهمه أنه لا تنمية بدون طاقة.. فأين هي الطاقة التي يمكن أن تجذب أو تغري الاستثمار العربي أو الأجنبي على الهرولة إلى بلادنا؟.. إن أول سؤال للمستثمر العربي أو الأجنبي الذي يرغب في الاستثمار في بلادنا.. هو كم هي الطاقة في بلادكم؟.. وهنا لا بد أن نصاب بالخرس.. ولا أحد يستطيع أو يجرؤ على الإجابة.. لأن المستثمر عندما يسمع أن مقدار الطاقة في الجمهورية اليمنية كلها نحو (600) ميجاوات.. وأن محطات الكهرباء في أنحاء اليمن كلها تولّد (600) ميجاوات فقط.. لا بد أن يصاب بالذهول.. ثم يضرب كفاً بكف ويعود إلى بلاده خائباً غير مصدق الدعوات الملحة والترحيب الحار منا للاستثمار في بلادنا.

< ويقال - والله أعلم - أن (مهاتير محمد) رئيس وزراء ماليزيا السابق.. سأل عندما زار بلادنا.. كم هي الطاقة عندكم؟.. ولما سمع الجواب.. لاذ بالصمت تأدباً.. وتوقف عن الحديث مندهشاً.. ومن حقه أن يصمت وأن يضع أصابعه في آذانه لكي لا يسمع هذا الجواب.. فأي دولة مثل اليمن مساحتها 555 ألف كيلومتر مربع وعندها من الكهرباء نحو 600 ميجاوات فقط.. ومن يصدق أن مملكة صديقة مثل (البحرين) مساحتها (خُمس) جزيرة سقطرى اليمنية تقريباً.. وعندها من الكهرباء (3000) ثلاثة ألف ميجاوات.. وهكذا بقية دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية.. عندها الكهرباء بالآلاف من الميجاوات.. وتباع الكهرباء للسكان بسعر التراب.

< ثم أليس من العار علينا أن نكون بعد 44 عاماً من الاستقلال بدون كهرباء.. وأن تنطفئ شوارعنا وبيوتنا في المدن الكبيرة صنعاء وعدن وحضرموت وتعز والحديدة وغيرها.. أكثر من مرة ولفترة طويلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.. أما القرى النائية ربما أنها لا تعرف للكهرباء معنى.. ويكفي أنها تعيش على ضوء القمر ونجوم السماء.

< إن الشعب اليمني يريد أن يحصل على المزيد من التحرر: من الخوف والجوع والمرض والجهل والظلم و(الظلام)<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى