بمناسبة يوم الصحافة العالمي: هيهات لكم أيها العسكر أن تغيروا مسارنا

> نجيب محمد يابلي:

> عصر الخميس 27 أبريل 2006م (يوم الديمقراطية) وفي أحد المحلات العامة (بالقرب من مكتبة السامعي في الشيخ عثمان) تصادف وجودي مع أحد العسكر، الذي جن جنونه وخرج عن طوره عندما سمع أنني من «الأيام» وباشر بالهجوم: هؤلاء خونة، فمارست حق الدفاع عن النفس، الذي تكفله تعاليم شريعتنا السمحاء وأوضحت في سياق ردي أننا لا ولن نسكت على أي عمل من أعمال العربدة التي تطال حقوق الناس، من ضحايا العسكر أو غيرهم.

اعتبرتها سحابة صيف ونسيت ما حدث لأنها سنة الحياة، إلا أنني فوجئت في عصر الخميس 4 مايو 2006م (الذكرى الثانية عشرة لإطلاق شرارة حرب صيف 1994م) بما نما إلى علمي أن عامل بدالة «الأيام» تلقى مكالمة من محافظة حضرموت وكان الصوت نشازاً عن الصوت الحضرمي، لقد كان صوت أحد العسكر الذي راح يكيل الشتائم على نجيب يابلي، بما لم ينزل الله به من سلطان، وفور علم الزميل هشام باشراحيل بالأمر، اتصل بالرقم الذي ظهر على الشاشة (309212-05) واستفسر عن صاحب المكالمة التي انطلقت من هذا الرقم وكال له الصاع صاعين والبادئ أظلم.

يلاحظ من التاريخين المذكورين أن العسكر يتعاملون بثقافة الاستهتار والثأر، لأن اليوم الأول هو يومي ويوم المثقفين والمستنيرين والأحرار، لأن (ديموس) معناها الشعب (وكراسيا) معناها الحكم أي حكم الشعب، وليس حكم الجيش.

أما اليوم الثاني فهو يوم الثأر، يوم تفجير الحرب، الذي شاركت فيه عدة أطراف في جر الاشتراكي إلى نهايته المحتومة ولذلك آثر ذلك العسكري كيل الشتائم لشخصي.

ما أود قوله لهذا العسكري وأمثاله من المكلفين بإيذاء خلق الله: هل تعتقد أن مثل هذه التصرفات مجدية ونافعة للنظام في الجانب التكتيكي، أما الجانب الاستراتيجي فسيظل غائباً حتى إشعار آخر؟

كما أقول لهذا العسكري ومن يكلفونه: إنكم توسعون رقعة العداء والخصومة على الحكام وسيختلط الحابل بالنابل، وأقول لهم: إن كل هذه الأساليب لا تسمن ولا تغني من جوع، لأننا مؤمنون برسالتنا ولن نحيد عنها ولو تكسرت أقلامنا.

أود أن أسال هذا العسكري ومن يكلفونه: ماذا تقصدون بالخونة والخيانة؟ هل هم الذين يخونون الأمانة؟ هل هم الذين يخونون العهد؟ هل هم الذين خانوا الله ورسوله؟ سأضعكم أمام عينتين نقيتين من القرآن الكريم وأخريين من السنة المشرفة:

1- يقول تعالى في الآية (105) من سورة النساء: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما آراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} (أي لا تنصر من خانوا الأمانة).

2- يقول تعالى في الآية (58) من سورة الأنفال: {وإما تخافن من قوم خيانة فأنبذ إليهم على سواء. إن الله لا يحب الخائنين}، (أي إذا خشيت خيانة بدرت من جماعة فتنصل عن العهد الذي وثقوه معك، فالله لا يحب أمثال هؤلاء). أود أن أسألكم: من الذي خان الدستور؟ من الذي تنصل عن وثيقة العهد والاتفاق؟

3- أما الحبيب المصطفى فقد أرشدنا في صحيح سنته: «أد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك».

4- وقال صلوات ربي وسلامه عليه: «آيات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان»، وفي حديث آخر: «وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر».

المال العام أمانة وممتلكات الدولة أمانة ومصالح الرعية أمانة وحق الناس في الدفاع عن ممتلكاتهم أمانة في رقاب أصحابها، لأن من مات دون ماله فهو شهيد.

كفوا أيها العسكر عن هذه الأساليب لأن نتائجها سلبية ولا تغرنكم الخروقات التي مارستموها في أعمال القيد والتسجيل التي شملت عساكر وصغاراً من الجنسين، وصحف المعارضة قدمت الشيء الكثير عن تلك الخروقات المدعمة بالصور وحبل الكذب قصير والظلم ظلمات وكل ما هو مخالف لسنـة الطبيعـة مـآله إلى الاندثار.

كلمة أخيرة: دعوا القافلة تسير، بل وستسير وعودوا إلى معسكراتكم وأدوا واجباتكم وتقربوا من الله واجتنبوا طريق الشيطان، ولن ترهبنا أصواتكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى