رياضتنا الحالية بحاجة إلى دعم رجال الاعمال

> «الأيام الرياضي» م. أحمد مثنى الغرباني:

> تعاني رياضتنا في الوقت الحاضر وأنديتنا الاهلية بشكل خاص من العديد من النواقص ومقومات النهوض بأنشطتها المختلفة بسبب غياب وشحة توفر المال، الذي يعتبر عصب الحياة ككل، ناهيك عن الرياضة، ولذلك يسرني عبر صحيفتنا الغراء هذه أن أدعو مخلصاً رجال الاعمال والقطاع الخاص في بلادنا إلى دعم المجال الرياضي الى جانب الدولة، علماً بأنه في دول الخليج العربي وبعض الدول العربية الاخرى، لم يتطوروا ولم يسبقوننا الى اخذ مقاعدهم الاولى في صفوف الرياضة الأمامية الا بمبادرة رجال الاعمال عندهم بتوفير مختلف اشكال الدعم للرياضة في بلدانهم، على الرغم من أن حكوماتهم تقوم بتوفير المنشآت الرياضية المتكاملة، وتترك بقية المجالات لأغنيائها ورجال أعمالها كجلب اللاعبين المحترفين من الخارج، وصرف الرواتب الكبيرة للاعبين والمدربين، ومثال على ذلك ماعمله منصور البلوي في نادي اتحاد جدة وغيره من محبي الرياضة والغيورين على كرة قدم بلادهم.. وكل ماعملوه عاد عليهم بالفائدة المادية والشعبية، والاهم من ذلك تسويق منتجاتهم وبضائعهم كتجار، وارتقاء مستوى الدوري في دولهم وتقدم الرياضة عندهم ، ليبلغوا الرقي حتى على المستوى العربي والقاري.

إن رجال أعمال بلادنا الخيرين مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى الى دعم الاندية اليمنية والاتحادات، خاصة وأن بعض اتحاداتنا قد بدأت في تشكيل لجان متخصصة في مجال التسويق والاستثمار، لذا نريدهم أن يحسبوها بعقلية تجارية ورياضية أيضاً ويسهموا في تقدم الرياضة عندنا، ثم ينتظروا المكاسب التي سيجنوها، علماً بأنه هناك بعض رجال الاعمال قد سبقوا غيرهم في هذا الجانب، وقاموا بأدوار يشكرون عليها، حيث قدم بعضهم الكثير للأندية دون أن ينتظروا الفائدة لإيمانهم بأهمية الرياضة ورعاية الشباب، فكسبوا احترام الجميع وحبهم وتقديرهم وخاصة الرياضيين وهذا مكسب كبير.

وعندما ننظر لواقعنا الرياضي ونعلم أن كثيراً من الاندية الاهلية أصبحت تنتظر وصول المخصص المالي الضئيل من الوزارة كي يعملوا على تسيير انشطتها، علماً بأن هذا المخصص لا يفي بكل صرفياتها خلال فصل واحد، خاصة وأنها تشارك في اكثر من عشرة ألعاب في وقت واحد وربما اكثر، الامر الذي يضطر مسؤولوها الى طرق ابواب التجار والمسؤولين الكبار لطلب الدعم والمساندة، وهناك قلة من الاندية يرعاها بعض رجال الاعمال فيوفرون لها كل المستلزمات ورواتب لاعبيها ومدربيها ليتفرغ مسؤولو هذه الاندية لمتابعة مشاكل اللاعبين الاخرى ورفع مستوى الالعاب فنياً للمنافسة فيها وهذا من صلب مهامهم بدلاً من ضياع الوقت في توفير المال.

ونحن مشاكلنا كثيرة ولهذا كان يفترض ان تكون لنا استراتيجيتنا المحلية أولاًَ وبعدها ننافس عربياً وقارياً، علماً انه في الدول المجاورة التي سبقتنا في المجال الرياضي على الرغم من أننا كنا رياضيين قبلها، اصبحت الاندية والاتحادات عندهم عبارة عن مؤسسات قطاع خاص وليس مجلس ادارة يتكون من 9 أشخاص، كما اصبح لديهم ادارة تسويق واستثمار وادارة نشاطات ومركز اعلامي، وكلهم يتقاضون رواتب عالية ونحن يجب ان لا نطمح في الوقت الحاضر كثيراً، لانه علينا أولاً ان نطالب بتغيير القوانين واللوائح المعيقة لتطورنا، لكونها قديمة لم تعد تصلح لجيلنا هذا الذي أصبح اعتماده على (الفلوس) في ظل ظروفنا الاقتصادية والاجتماعية الرديئة جداً، فالكل يريد أن يحسن من مستوى معيشته.

وفي النهاية او في البداية يجب أن نرسي قواعد صحيحة ويكون هدفنا الاسمى رفع المستوى، وهذا في الحقيقة يتطلب مساهمة الكل، وخاصة رجال الاعمال ومدراء المؤسسات في القطاعين العام والخاص.. والله الموفق والمعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى