أراضي عدن.. ومخيمات الباطل!

> أحمد عمر بن فريد :

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
أعتقد أنه كان على القائد العسكري التابع للقوات الجوية، ألا يكلف خاطره بنصب خيمة كاملة على مزرعة المواطنين: محسن محمد بن عزان وأولاد حديج في منقطة (مصبلة) ببئر أحمد وأن يكتفي (صاحبنا الهمام) فقا لقواعد وأحكام (قانون القوة) السائد حاليا، بوضع قبعته العسكرية فقط، رمزاً للمنطق الذي أراد به (الاستقواء) على الحق الشخصي لأصحاب المزرعة الاصليين من جهة، وانسجاما مع الضمير الصاحي.. الإنساني.. المتحضر الذي يسمح لأصحابه بإضافة (أملاك الآخرين) إلى غنائمهم الكثيرة من جهة أخرى! ولا غرابة بعد ذلك أن يتجه أصحاب الحق إلى جريدة «الأيام» حاملين معهم صورة الخيمة التي تحمل كل مقومات الإدانة للمعتدي على حقهم، وللتدليل العملي على ما ذكرت في الأسطر السابقة من أن القانون السائد حاليا هو (قانون القوة) وليس (قوة القانون) بحسب فلسفة الأستاذ الكبير عبدالرحمن الجفري عافاه الله من مرضه وشفاه.

الحاصل أن الأغلبية الساحقة من مشاكل الأراضي وعمليات البسط عليها، تحدث ما بين المواطن (صاحب الحق) من طرف والقوى العسكرية من طرف آخر، وقلما نسمع أو نقرأ عن مشكلة مماثلة، إلا وكان الطرف الثابت وليس المتغير هو الجانب العسكري!!.. ولست أدري لماذا تضل قوات الأمن وجنودها وقادة المعسكرات طريقها وتنسى أصل مهامها النبيلة، وتلجأ إلى البحث المستمر عن كل ما يمكن أن يمثل (غنيمة) جديدة، يمكن السيطرة عليها وتجييرها إلى الحساب الخاص، بقليل من (الهنجمة) وكثير من (الاستفزاز).

في ظرف أسبوع واحد فقط، وهو الأسبوع المنصرم، انتصبت أمام عيني كما نصب أخونا خيمته، أربع قضايا تتعلق بالأراضي في محافظة عدن، وربما أن هذا العدد لا يمثل الرقم الحقيقي على اعتبار أن ما وصل للصحافة والإعلام يتجاوز ذلك بكثير، فها هم أصحاب مجلس أعيان العقارب يخاطبون محافظ عدن الأخ الكحلاني (أعانه الله) بمذكرة، تحوي بين ثناياها مر الشكوى والتظلم والاستنجاد تجاه أحد المسؤولين، الذي قام -على حد قولهم- بتكسير ما بنوه ومصادرة مضخة البئر وتكسير بركة الماء في مزرعتهم الكائنة في بئر أحمد أيضا!! ومنطقة بئر أحمد هذه، يبدو أنها باتت مسرح (سراة الليل) من الرجال الأشاوس، ويبدو أن بها من عوامل الإغراء والغواية ما يدفع البعض الى نسيان واجبات الوظيفة العامة، والجري وراء وظائف جديدة من نوع خاص جدا!

أما القضية الثالثة، فهي تخص رجلاً لم أشاهد ولم أقابل أودع ولا أهدأ بالاً ولا نفساً منه، رجلاً يحمل كل سمات الوداعة والسلام والسكينة، شاهدني وتقدم إلي بملفه (الأصفر) الذي لم أشك للحظة واحدة أنه يحتوي بين جنباته على رواية (بسط) جديدة على أرضه، وقد كان ما توقعته فعلا. وشكا لي ذلك الإنسان مر الشكوى، من معاناته مع من يريد أن يغتصب أرضه التي اشتراها بحر ماله، وعبر لي عن خيبة أمله في القانون والقضاء، وبدا منهكا ومتعبا من عملية صعوده من عدن إلى صنعاء والعكس، وكيف أنه بقي هنا في بلاده (اليمن) جريا وراء حقه الخاص، مضحيا بعمله في الغربة مخافة أن تضيع منه (تحويشة العمر) التي صبها ودفعها في بقعة الأرض موضع المشكلة.. ولكنه لم يخبرني بأن أحداً ما قد نصب خيمة على (بقعته) حتى الساعة!!

أما أصحاب قضية (مخطط النصر) بخور مكسر، والبالغ عددهم (57) شخصاً من أبناء وسكان مدينة عدن، فقد استمرت معاناتهم تسع سنوات تقريبا مع من وصفوهم بأنهم قيادات أمنية وأصحاب رتب عسكرية عليا!!.. ولكن الشيء المفرح والإيجابي في مأساتهم الجماعية، هو تكاتفهم جميعا في الدفاع عن حقهم وبطريقة حضارية، حتى أنهم تمكنوا من إنشاء موقع إلكتروني خاص يحمل كل تفاصيل ووثائق قضيتهم، التي بدا من الموقع على كثرتها وكأنما هي قضية فلسطين أخرى!!

ولأنه من صميم واجبنا أن نضع أقلامنا في عين الخطأ أيا كان مصدره وموقعه، ومن هذا المنطلق، وكأقل ما يمكنني أن أقدمه لأصحاب هذه القضية، هو وضع عنوان موقعهم تحت أنظار قراء «الأيام» جمعيا.. وهم كما تعلمون عشرات الألوف في اليمن وفي مختلف أصقاع الأرض.. وهذا هو عنوان الموقع لمن يرغب في الاطلاع على قضية هؤلاء:

http://naser95.freewebpage.org

وكان الله في عون جميع المظلومين في عصر (قانون القوة) عسى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه وداعا إلى غير رجعة لهذا القانون وأبطاله.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى