مشاريع رياضية على الورق فقط

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> دهشت وكدت أجن من تلك الأرقام المرصوصة رصا على اليمين، والمتعلقة بالبنية التحتية للرياضة اليمنية من خلال مشاريع كبيرة وصلت إلى أكثر من 60 مشروعا، شملت الاستادات الرياضية والصالات الدولية والمضمار والإنارة وبناء مقرات الأندية، وتسوير أراضي الشباب وغيرها، والتي سيتم افتتاحها بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لقيام الجمهورية اليمنية، وبعضها سيتم الانتهاء من تجهيزها بنهاية هذا العام بتكلفة وصلت إلى المليارات وليس الملايين، فالناظر والمتتبع لتلك المشاريع ولغة الحديث التي تكلم بها الأخ وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع المنشآت لصحيفة "صوت الشباب" العدد (42)، سيقول إن بلادنا ولله الحمد قد صنفت من البلدان المتقدمة والمتطورة التي تمتلك بنية رياضية تحتية وأنها الآن تتجه إلى التأهيل والتخطيط والإعداد لمنتخباتها وأنديتها لتحقق الانتصارات وتحطم الأرقام، وأن خليجي 20 أو غيره من الاستحقاقات التي تسعى بلادنا إلى استضافتها سيكتب لها النجاح بدرجة كبيرة تفوق الوصف، لكون ليس عندنا أي مشكلة في جانب المنشآت أو الملاعب التي تزيد عن (الستة) استادات رياضية ضخمة، مع أن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن هذه الاستادات والمنشآت الأخرى ليس بمقدورها استضافة حتى مباراة واحدة دولية، فما بالك ببطولة لكأس الخليج لكثرة ما فيها من عيوب، لكونها لا تواكب الطفرات الهندسية التي نشاهدها في ملاعب العالم.. ضف الى ذلك أنها وقبل ان تسلم تظهر عيوبها الفنية بدرجة مخيفة، وهي التي استهلكت ملايين الريالات.

وحتى لا نوصم بأننا نطلق الكلام على عواهنه عليكم بمراجعة سريعة لتلك المشاريع التي تم ذكرها، وسترون العجب العجاب، لكون معظمها قد مر على وضع حجر أساسها دهرا من الزمن، وهي لحد اليوم لم تفتتح، وما استاد مدينة إب ببعيد عنا، بقدر ما يتم إدراج المشاريع في كل مناسبة للتباهي والزينة.. إضافة إلى ما نسمعه من تقارير هندسية تؤكد أن الفساد قد تغلغل في هذه المشاريع ونخر فيها والتي تبنى بسرعة السلحفاة.

أما ما أضحكني وأبكاني هو ما تطرق إليه الأخ الوكيل فيما يخص استاد سيئون والصالة المغلقة، فالاستاد الذي وضع حجر أساسه في عام 2002م لا يزال (عظما) في إحدى واجهاته الأربع فيما البقية لا عظم فيه ولا لحم، فكيف سيتم الانتهاء منه والعمل فيه متوقف، وإن استمر فهو على طريقة سير السلحفاة.

أما الصالة الدولية التي قيل سيتم الانتهاء منها هذا العام، فهي الأخرى ما تزال أرضا بيضاء بلا قواعد، لكون توقيع اتفاقية بنائها قد جرى نهاية شهر أبريل من عامنا هذا، وهو المشروع الذي ظل يحلم به لاعبو وجماهير الوادي وطياروه لأكثر من 16 عاما كانت خلالها الطائرة الحضرمية حاضرة بقوة.

إنني هنا لا أريد أن أفسد فرحة الأخ الوكيل لقطاع المنشآت وجميع الشباب والرياضيين بهذه المشاريع التي نشكر عليها حكومتنا، بقدر ما أريد منه أن لا يعتمد على التقارير وأن (كل شيء تمام)، إذ أن عليه النزول إلى الواقع، حتى يرى بنفسه ويطلع شخصيا على المشاريع التي تم إنجازها ، والتي سيصرف عليها الملايين ، بل مليارات الريالات من ميزانية الشباب والرياضة والرياضيين، للتأكد هل هي أقيمت؟. وهل التزم المقاولون بالشروط الفنية والهندسية؟.

أم أنها مشاريع تكتب وتنجز على الورق فقط؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى