قبرصية - تركية تقدم ترشيحها الى انتخابات البرلمان القبرصي اليوناني

> نيقوسيا «الأيام» كيري شريدان :

>
انتخابات البرلمان القبرصي اليوناني
انتخابات البرلمان القبرصي اليوناني
منذ نعومة اظافرها قيل دوما لنيشي ياسين ان القبارصة اليونانيين هم اعداؤها بيد ان هذه الشاعرة وهي اول مرشحة من القبارصة الاتراك تتقدم الى انتخابات البرلمان القبرصي اليوناني منذ 40 عاما، تعلمت ان ترفض المشاعر القومية التي ادت الى تقسيم الجزيرة.

وتؤكد المرشحة في حديث مع وكالة فرانس برس ان "ترشيحي بمثابة تحد لتصاعد المشاعر القومية لانني ادعو القبارصة اليونانيين للتصويت لقبرصية تركية".

وتضيف "ما اريده لقبرص هو التوحيد" بين شطريها القبرصي التركي والقبرصي اليوناني.

وتعي هذه المراة التي تبلغ من العمر 47 عاما ان محاولتها الانخراط في العمل السياسي يمكن ان لا تؤدي الى اي نتيجة مرجوة وسط جو الانقسام القائم.

ويقول ميكيس شانيس الامين العام لحزب الديموقراطيين المتحدين الصغير المؤيد لتوحيد الجزيرة والذي ترشحت ياسين على قوائمه في انتخابات 21 ايار/مايو تمثل نيشي ياسين الناس المتعبين الذين يحلمون ويحاولون ويملكون نظرة لاعادة توحيد الجزيرة"ويضيف ان انتخابها، اذا حصل، سيشكل "انقلابا في الوضع القائم".

وطبعت طفولة الشاعرة بجو العنف المحيط بها. فقد اختطف جنود قبارصة يونانيون والدتها الحامل، كما روت، خلال جولات العنف التي دارت في نيقوسيا عام 1963,ثم اجبرت على وضع وليدها تحت تهديد السلاح فاطلقت على ابنها اسم "سافاش" اي "حرب" بالتركية.

وتتابع ياسين سرد ذكرياتها فتقول "في ما بعد كنا تعساء لان والدتي لم تتمكن من تجاوز هذه الصدمة. تملكني شعور باننا الضحايا وهم المسؤولون" عن هذه الجرائم.

بيد ان نظرتها بدات بالتحول تدريجيا بعد اجتياح شمال البلاد من قبل الجيش التركي عام 1974 ردا على انقلاب هدف الى الحاق الجزيرة باليونان نفذه قبارصة يونانيون قوميون مدعومون من الجنرالات الذين كانوا استولوا قبل ذلك على الحكم في اثينا.

واضطر مئات الالاف من الاشخاص من شطري الجزيرة الى الهرب بعد الاجتياح. واعيد اسكان عائلة ياسين في منزل تعود ملكيته لقبارصة يونانيين. وتقول ياسسين " كنت افكر بهؤلاء الاشخاص".

وتقول "تملكني شعور باننا لصوص استولوا على ممتلكاتهم واعتبارا من هذا الوقت بدات اشك بالرواية الرسمية لتاريخ قبرص. ساعدني ذلك على ان اتغير".

واستقرت نيشي ياسين عام 1997 في الشطر الجنوبي من الجزيرة حيث تقوم الجمهورية القبرصية المعترف بها عالميا بعد ان تعرضت لمضايقات من قبل الشرطة القبرصية التركية اضافة الى تعرضها للاعتقال لفترة وجيزة في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة,وتتابع ياسين "ارادوا تخويفي لاتخلى عن افكاري بيد انه كان لذلك اثر معاكس".

ويعطي الدستور القبرصي القبارصة الاتراك الحق بالتصويت فقط للمرشحين القبارصة الاتراك الذين كانوا يحوزون على 30% من مقاعد البرلمان. وبقيت مقاعدهم اضافة الى منصب نائب الرئيس شاغرة منذ العام 1963.

واقر البرلمان القبرصي (56 مقعدا) هذا العام قانونا يسمح للقبارصة الاتراك الذين يقيمون في الشطر الجنوبي من الجزيرة المشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا,واصبح الشطر اليوناني من قبرص عضوا في الاتحاد الاوروبي منذ العام 2004.

وتستطيع الشاعرة ان تعتمد على اصوات 270 ناخبا قبرصيا تركيا مسجلا على قوائم الناخبين في جنوب الجزيرة بيد ان دعم الناخبين القبارصة اليونانيين لها ليس اكيدا.

وكشف استطلاع للراي اجري في اذار/مارس ان غالبية القبارصة اليونانيين لا سيما الشباب منهم يفضلون ان يبقوا منفصلين عن القبارصة الاتراك.

ويقول عالم الاجتماع نيكوس بيريستيانيس "هؤلاء الشباب لا يعرفون شيئا عن الشطر الاخر" من الجزيرة. ويضيف "هم يسمعون اهاليهم يتحدثون عنه. كيف تريدون ان يملكوا اي عواطف تجاه جزء لا يعرفونه؟".

وتعي ياسين ان ترشيحها "مبادرة رمزية" في جزيرة صوتت غالبية سكانها من القبارصة اليونانيين ضد مشروع اعادة توحيد الجزيرة الذي وضعته الامم المتحدة,بيد انها تقول "اذا انتخبني الناس فسيشكل الامر شيئا جديدا". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى