الفصائل المتناحرة تضع الفلسطينيين على شفا حرب أهلية

> غزة «الأيام» نضال المغربي:

> الميليشيات المتناحرة التي تحرس الشوارع وإطلاق النار المتقطع ومحاولات الاغتيال تعد دلائل واضحة على الصراع الداخلي المتنامي في غزة,ولم تعد المسألة تتعلق بما إذا كانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس مقبلتين على حرب أهلية شاملة بل بما إذا كان مازال من الممكن ان يعيدهما أحد عن هذا الطريق.

وقال توفيق الطيراوي من قادة فتح ونائب رئيس المخابرات العامة الفلسطينية بعد هجوم بقنبلة على رئيس المخابرات وأحد حلفاء عباس البارزين "نحن على شفا كارثة كبرى." وأضاف "إن لم تكن هذه حرب أهلية فماذا هي إذن." ويتنامى الصراع على السلطة منذ ان فازت حماس على فتح في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير الماضي منهية هيمنة فتح منذ عقود على السلطة الفلسطينية.

وفي حين تولت حماس الحكومة بشكل سلمي في مارس الماضي إلا انها وجدت صعوبة في فرض نفوذها على قوات الأمن المليئة برجال فتح الذين يدينون بالولاء لقادتهم السابقين ويرغبون في رؤية حماس تفشل. وتفاقمت التوترات بسبب عدم قدرة حماس على دفع رواتب قوات الأمن أو غيرهم من العاملين بالحكومة نتيجة مقاطعة مالية من جانب إسرائيل والدول الغربية على أمل دفع حماس للاعتراف بالدولة اليهودية ونبذ العنف. وتصاعدت مخاطر وقوع المزيد من المواجهات عندما نشرت حماس قوة أمن جديدة قوامها ثلاثة آلاف في غزة الأسبوع الماضي مما دفع عباس إلى نشر قوات الشرطة هناك ايضا. ولم يمض يوم واحد حتى وقع الاشتباك.

كما أن محاولتي اغتيال فيما يبدو استهدفتا اثنين من قادة عباس في مطلع الأسبوع أحدهما أصيب بجروح خطيرة أثارتا المزيد من القلق على الرغم من أن حماس أنكرت مسؤوليتها عنهما. وقتل مسلحون مجهولون أحد نشطاء فتح الأحد الماضي. وأمس الأول الإثنين اشتبكت قوة حماس المشكلة حديثا مع مسلحين من قوات امن تسيطر عليها فتح قرب مبنى البرلمان الفلسطيني في غزة في اشتباكات اسفرت عن مقتل سائق دبلوماسي اردني.

واصيب ستة من المارة بجروح اثناء تبادل القوات المتنافسة النار من فوق الاسطح ومن خلف المباني وفي شارع رئيسي في مدينة غزة في احدث اقتتال بين الفصيلين.

والتقى مسؤولون من حركتي حماس وفتح أمس في محاولة لتخفيف حدة التوتر وعقب الاجتماع الذي رعاه وسطاء مصريون ندد زعماء حماس وفتح بمقتل السائق وبعثوا بالتعازي الى الشعب الاردني والملك عبد الله الثاني عاهل الاردن.

وقال المحلل السياسي هاني حبيب "نحن نقترب يوما بعد يوم من حرب أهلية... سياسة الاحلال التي تتبعها حماس جعلت فتح تشعر بانها في مشكلة حقيقية. مسألة الصراع للبقاء تجعل فتح مضطرة لمواجهتها." واعتبارا من هذا الأسبوع تنضم فتح وحماس الى "حوار وطني" يهدف إلى تخفيف حدة التوترات لكن لا يعلق الكثيرون الآمال على نجاحه ويخشى بعض الفلسطينيين من ان تبادل الاتهامات القاسية في هذا الحوار قد يزيد من حدة التوترات.

ووافق الجانبان على عقد اجتماعات يومية في محاولة لتهدئة التوترات وبعثوا برسالة الى مسلحيهم بأنهم لن يسبغوا عليهم حمايتهم اذا انتهكوا النظام العام.

والصراع مرتبط بالمصالح الشخصية قدر ارتباطه باختلاف المواقف السياسية بين فتح التي تريد اجراء محادثات مع إسرائيل بشأن اقامة دولة فلسطينية وحماس التي ينص دستورها على تدمير إسرائيل لكنها التزمت بهدنة بدأت قبل عام.

وقال حمدي شقورة من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان "الحل في أن يقوم الجميع بتخفيف مظاهر العسكرة في الشوارع." وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى أن المتطوعين الملتحين من أنصار حماس أو الشرطة وأنصار فتح سيتراجعون. فقد هددت ميليشيات فتح بأن تنشر رجالها إذا ظل رجال حماس في الشوارع.

وفي حين مازال عدد القتلى ضئيلا إلا انه في كل مرة يقتل فيها شخص فإن ذلك يعني أن جنازة أخرى ستتحول لمنبر للمزيد من التوعدات بالانتقام في حلقة مفرغة تشبه ما كان يحدث في سنوات القتال مع إسرائيل.

وأي صراع سيتركز في قطاع غزة حيث قاعدة حماس. كما ان وجود الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية لا يترك مجالا للمناورة للجماعات الفلسطينية.

وعلى الرغم من أن انصار فتح يتفوقون من حيث العدد فإن مقاتلي حماس عادة ما يكونون أفضل تسليحا وأعلى تدريبا. فحماس لديها مصادرها التمويلية التي قد تساعدها ليس فقط في دعم قوتها بل ربما أيضا على جلب مقاتلين من فصائل متشددة أخرى تغير ولاءاتها.

ويحظى عباس بتأييد قوي من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لتحويل حرسه الرئاسي إلى قوة قد تعادل قوة حماس. والمساندة الخارجية قد تعني تقديم التمويل كذلك. ووجود متشددين آخرين يعقد الأمور وهناك إشارات متزايدة على أن إسلاميين متشددين يحصلون على موطئ قدم في الأراضي الفلسطينية. فقالت جماعة تزعم صلاتها بتنظيم القاعدة إنها حاولت قتل رئيس المخابرات العامة الفلسطينية طارق ابو رجب حليف عباس الذي أصيب بجروح خطيرة بعد انفجار في مصعد بمقره في قطاع غزة. لكن ليس هناك تأكيد لذلك.

وحتى إذا تمكنت قوات عباس من قمع مقاتلي حماس عسكريا فإن حماس مازالت هي التي تسيطر على المجلس التشريعي بعد فوزها في الانتخابات.

والفائزون الحقيقيون قد يكونون الاسرائيليين الذين يرغبون في إظهار انه ليس هناك شريك فلسطيني لعملية السلام وأن الدولة اليهودية يتعين عليها نتيجة لذلك تفعيل خطة الفصل لترسيم الحدود من جانب واحد.

رويترز...شارك في التغطية محمد السعدي في رام الله

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى