هل نستفيد من فرق التحصين العاملة في حملات التحصين لاستئصال شلل الأطفال؟

> د. محمد أحمد إبراهيم:

> الأدوار التي تؤديها فرق مكافحة شلل الأطفال..في نيجيريا تتركز الجهود لإنهاء المعركة الأخيرة لاستئصال شلل الأطفال من العالم وسجلت أولى حالات إصابة للدواجن بانفلونزا الطيور في شهر فبراير الماضي، جاءت الاستجابات النيجيرية لانفلونزا الطيور بمكافحتها عن طريق معاركها الحالية ضد عدوى مرض آخر مختلف كلياً عنه - معركة استئصال شلل الأطفال من منزل إلى منزل. فمن خلال الآلاف من عاملي التحصين وضباط الترصد الوبائي المزودين بخرائط موضح فيها جميع المنازل في كل القرى، والمتدربين على أخذ عينات تشخيصية من المصابين بشلل الأطفال ونقلها بشكل سليم إلى المختبرات الخاصة، استطاعت نيجيريا تحريك هذه البنية الصحية الهائلة لمكافحة أنفلونزا الطيور. ومن خلال الأيام الأربعة لحملة التحصين ضد شلل الأطفال التي استهدفت تحصين أربعين ملايين طفل بلقاح شلل الأطفال الفموي، قامت هذه الحشود من عاملي التحصين بإيصال رسالة واحدة - كخطوة أولية - إلى الآلاف من قيادات وأعيان وأولياء الأمور في جميع قرى نيجيريا «على الجميع تجنب لمس أو أكل أية دجاج مريض»، هذا المثل يوضح كيف أصبح عامل الشلل مقاتل أنفلونزا الطيور في نيجيريا. فبعد أسبوع واحد من اكتشاف فيروس انفلونزا الطيور (H5N1) أصبحت الخطط تستدعي استخدام آلاف عاملي التحصين الجاهزين للذهاب من منزل إلى منزل للتطعيم بلقاح الشلل الفموي للقيام بإيصال الرسالة إلى جميع المنازل«على الجميع تجنب لمس أو أكل أية دجاج مريض».

ومع أن هذه الخطة لقيت رفضاً بسبب تخوف بعض قيادات الصحة بنيجيريا من عدم قدرة عاملي التحصين على الإجابة على تساؤلات المواطنين عن انفلونزا الطيور، مع ذلك قام مدراء التحصين ومشرفو الحملة في الميدان بتسليم الرسالة لقيادات وأعيان ومشايخ القرى في كافة أنحاء نيجيريا وترك لهم قرار اختيار الطريق الأنسب في إيصالها.

وفي شهر ديسمبر في دولة النيجر المجاورة لنيجيريا تم استخدام نفس قالب الشلل للمساعدة في أنشطة مكافحة الملاريا، فبعد تطعيم الأطفال في كل منزل، تم تسليم الأم شبكة مشبعة بمبيد قاتل للناموس (ناموسية). ولهذا الغرض ومن خلال حملة التحصين ضد الشلل تم استحداث مواقع إمداد الناموسيات على بعد لا يزيد عن ثلاثة أميال عن فرق التحصين. خلال حملة الشلل هذه تم تحصين ثلاثة ملايين طفل وتوزيع مليوني ناموسية (التي خفضت معدل وفيات الأطفال من خلال استخدامها أثناء نومهم)مع لقاح شلل الأطفال الفموي، قامت العديد من الدول خلال حملات الشلل بإعطاء فيتامين (أ) الذي خفض من خطورة وفاة الأطفال جراء الإصابة بالعديد من الأمراض ومنها الحصبة، وفي العديد من الدول الافريقية يقوم ضباط ترصد الشلل الرخوي بجمع البيانات الخاصة بحالات الكوليرا، الحمى الصفراء والتهاب السحايا خلال حملات الشلل.

ولا يقتصر دور فرق الشلل فقط خلال حملات التحصين، ففي أكتوبر الماضي 2005م قامت فرق تحصين الشلل بدور كبير في كارثة الزلازل التي ضربت باكستان، وفي خلال ساعتين تم استدعاء 15 فريقا من عاملي الشلل مع عدد من الأطباء وتم نقلهم في عربات مزودة بمواد إسعافية وطبية وبأجهزة اتصالات لا سلكية لإنقاذ المصابين في المناطق النائية المنكوبة على حدود أفغانستان.

وخلال ثلاثة أسابيع عملت فرق الشلل مع الأطباء المرافقين في إسعاف وعلاج المصابين ونقلهم، واستطاعوا تحديد هويات وأعداد الموتى. ويعود سبب نجاح مهمة هذه الفرق إلى توفر الخرائط التفصيلية المستخدمة لتحديد القرى والمنازل وكذا إلى خطط تقدير الاحتياجات من اللقاحات المطلوبة في حملات التحصين. هذه الخرائط تم رسمها يدوياً من قبل فرق التحصين، توضح فيها مواقع التجمعات والمنازل وعدد الأطفال الساكنين فيها.

ولعل بلدنا واحد من دول العالم التي استطاعت القيام بتنفيذ حملات ناجحة بكافة المقاييس فنياً وإدارياً وذلك بشهادات خبراء ومنظمات دولية خلال الفترة من العام 1996م وحتى العام الجاري 2006م.

وأتت حملات العام الماضي والحالي بتميزها عن سابقاتها في كونها من منزل إلى منزل وأصبحت فرق التحصين تزود بخرائط توضيحية للقرى والحارات، الأمر الذي يجعل هذه الفرق على دراية كافية بالمناطق التي تعمل بها. ومن خلال عملي في البرنامج الوطني للتحصين الموسع ودرايتي بكفاءة وقدرة عامل التحصين ضد الشلل أضع سؤالاً أمام زملاء المهنة في البرامج الوقائية كالملاريا والترصد والإيدز والتغذية والصحة الإنجابية وغيرها.. لماذا لا يتم الاستفادة من هذه الحشود من فرق التحصين العاملة في الحملات في إيصال الخدمات الصحية والتوعوية للمواطنين، لأن حملات التحصين هي الوحيدة القادرة على الوصول الى كل قرية ومنزل في بلادنا، خاصة والأمر لا يتطلب سوى تدريب هذه الفرق على المهام الإضافية المطلوب تنفيذها وتزويدها بالمواد اللازم إيصالها خلال الحملة وهذا يمكن تحقيقه من خلال تخصيص وقت بسيط من برنامج تدريب فرق التحصين أثناء الحملات الوطنية؟ سؤال يضع نفسه أمامنا وتجارب الآخرين خير دليل. فهل نستفيد؟

منسق أنشطة القضاء على الكزاز بالبرنامج الوطني للتحصين الصحي الموسع EPI خبير التحصين بمشروع الشركاء لإصلاح القطاع الصحي PHR plus

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى