الوحدة أو الموت يا أبناء الهاشمي

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> قديماً قالوا: (الصدفة خير من ألف ميعاد)، كما غنى مطربنا الكبير أبوبكر سالم بلفقيه: صدفة ويا محلى الصدف .. وما ذكرناه ماهي إلا مقدمة لموضوعنا الأهم .. فإلى الموضوع :

> المكان يا سادة هو ملعب الشهيد جواس.. والزمان هو الجمعة أحد أيام شهر أبريل الماضي.. أما المناسبة فهي دوري الدرجة الثانية لكرة القدم.. والفريقان هما سلام الغرفة ووحدة عدن.. أما (الصدفة) فهو واحد من ألمع نجوم الوحدة في العصر الذهبي، وهو الكابتن القدير شكري هاشم نجم خط الوسط، صاحب الصولات والجولات في ملاعبنا سابقاً، غير أنه هذه المرة جاء الى سيئون مدرباً، وليس لاعباً بعد 14 عاماً، ولكن الجماهير لاتزال تتذكره الى اليوم، وهي التي كانت تهتف بإسمه كنجم فنان، وبإسم فريقه (الوحدة) وهو الاسم الجميل والمعنى السامي لكلمة تسعد وتطرب كل من يسمعها، لأنها الشجرة الوارفة التي يستظل بظلها اكثر من 20 مليون من أبناء السعيدة بعد الفرقة والشتات.

شكري هاشم الصعيدي .. الاسم الذي لم تنسه جماهير الوحدة العدني، لأنه من جيل ذهبي ومن أيام العز الكروي الذي كان فيه الوحدة يقدم الكرة الجميلة ويلهب المدرجات أيام الكباتنة الكبار.. الكل يعرفهم، ولن ينساهم أمثال الوزير عفارة والملك الأحمدي، والنحلة وجدان شاذلي، والعملاق محمود عبده، والظهير الطائر ياسين محمود، وفضل الأوبلي الهداف، والغراب صمام الأمان، وقائمة طويلة صنعت مجد الوحدة، وجعلت من الفريق فرقة أوركسترا شهيرة تعزف أحلى فنون الكرة حملت من المعاني والدلالات الشيء الكثير.. فكانت كاللحن الخالد على كل لسان ..

نعود إلى شكري هاشم الصعيدي الذي عاد هذه المرة بعد غياب طويل مدرباً لفريق يحمل اسم الوحدة، ولكنه ليس كالفريق الذهبي الذي عرفناه، ولهذا رأينا شكري يسارع إلى لملمة أوراقه ويذهب كبقية أسلافه الذين دربوه قبله.. فالوحدة اليوم لا يقوى على مقارعة خصومه، فنراه يترنح هنا ويسقط هناك، وتستقبل شباكه الخضراء أهدافاً كالمطر.. نعم ليس هذا هو الفريق الذي كان القطب الثاني للكرة اليمنية في ثغر اليمن الباسم (عدن) الذي كان لا يعرف الا الفوز، ولا يزرع إلا البسمة على وجوه محبيه وليس الدمعة والحزن كما هو حاصل اليوم.. فريق كان لا يرضى أن يطوي الموسم أوراقه من دون أن ينتزع الورقة الأهم.. فريق يجبر الناخب الوطني على التنزه في بستان الوحدة ليقطف اكثر من زهرة تزين منتخباتنا الوطنية.. فريق كان يستلهم حاضره من ماضيه ليرسم مستقبله بكل ثقله.

هذا هو الوحدة الذي تكالبت عليه الظروف كما تتكالب الأكلة على قصعتها، فأصبح فريق الوحدة الذي نعرفه بلا طعم ولا لون ولا رائحة ولم يعد يحسب أحد له أي حساب، فأصبح فقط يشارك في مسابقات دوري المظاليم من باب الحضور والتواجد وإسقاط الواجب، ولا حول ولا قوة الا بالله.. فهل يعقل يا سادتي أن يصل الحال بالوحدة الى هذا الحد؟

أيعقل حقاً أن يطمس التاريخ المشرف لهذا النادي من دون أن يهتز (أصغر شنب) في الشيخ عثمان معقل النادي العريق، لعن الله السياسة، التي جعلت من فريق الوحدة سفينة تغرق في عرض البحر تتقاذفها الأمواج من دون نجدة ولا مدد ولا مساعدة، مع أنك تسمع أصواتاً من هنا وهناك تنادي وتستغيث غير أن أحدا لا يبالي، ليبلغ اليأس مداه لنرى فريق الوحدة يسير من سيء الى أسوأ دون أن يحرك أحد ساكناً ..

وهنا يجب ألا نلوم اللاعبين الشباب وألا تثقل كاهلهم الأمانة الكبرى التي يتحملونها، وننصحهم بأن يقدموا أفضل ما عندهم وأن يوفوا قيمة القميص الأخضر حقه، ونقول لهم :« انتبهوا أن يجركم تيار المصالح والشللية، أو ان تجعلوا اسم الوحدة عرضة للمساومة ببضعة ملاليم أو بتصرف أعوج.. ونناشدكم أن تجعلوا (الوحدة) هدفكم، والذي هو هدفنا جميعاً، فأنتم قادرون على أن تعيدوا ايام الوحدة المجيدة الغابرة وتعيدوه إلى الدرجة الأولى فلا تكترثوا بما يحصل اليوم من تصرفات لمسؤولي الوحدة الذين لم يعرفوا الوحدة بعد، فتركوه يغرق ولا مغيث، ويا محبي وعشاق فريق الوحدة العدني وجماهيره علينا بالصبر ومنكم الوفاء وليكن شعارنا الوحدة أو الموت، كما قالها باني نهضة اليمن الحديث وقائدها المغوار الرئيس علي عبدالله صالح -حفظه الله، فهيا لبوا النداء وتقدموا الصفوف فالوحدة يناديكم وهو عائد وقادم إن شاء الله بكم ليكتب مجداً جديداً، فافسحوا المجال للنسور الخضر..

إنهم قادمون.. و الله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى