رجال في ذاكرة التاريخ .. 6 شخصيات في صورة واحدة

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
من اليمين: (1) وديع سالم حميدان (2) عبدالله الأصنج (3) محمود صديق (4) رشاد شيباني(5) أبوبكر سالم عقبة(6) علي سالم علي عبده
من اليمين: (1) وديع سالم حميدان (2) عبدالله الأصنج (3) محمود صديق (4) رشاد شيباني(5) أبوبكر سالم عقبة(6) علي سالم علي عبده
1- وديع سالم حميدان .. أورد الراحل الكبير محمد علي لقمان المحامي في ذكرياته أسماء عدد من الأسر البارزة في مدينة كريتر بحسب أحيائها، ومن أبرزها «حافة حسين» العريقة، منها الحاج محبوب فرحات وريحان فرحات وعلي شماخ والحاج عبدالله خليفة وأبناؤه حسن وصالح وطالب وعثمان وسعيد وحامد ومحمود ومنصور ومحمد عوض محيرز والحاج أحمد أغبري ومحمد عمر جرجرة وأحمد حميدان وإخوانه محمد وسالم وعلي وأولادهم.

تأسيساً على خلفية ما ذكرنا فوديع سالم حميدان، من أسرة حميدان العريقة ومن مواليد حافة حسين العريقة في 13 نوفمبر 1926م وتلقى مراحل تعليمه في مدارس عدن وخرج إلى ميدان العمل في 13 سبتمبر 1946م والتحق في بداية مشواره مع الوظيفة في إدارة المعتمد البريطاني في محمية عدن ضابطاً سياسياً ثم انتقل إلى إدارة الهجرة ضابط هجرة immigration officer ثم استقر به المقام في إدارة السكرتارية (مجلس وزراء مصغر شكل حينئذ أرقى نظام إداري عرفته عدن).

وديع حميدان رجل إدارة وفن
نشأت في عدن عدة أشكال للحراك الاجتماعي في إطار المجتمع المدني ومن تلك الأشكال «المبارز» مجالس القات، منها مبرز محمد عبدالله باخبيرة، الذي انطلقت منه فكرة تأسيس «الندوة العدنية» في أكتوبر 1948م والتي تألفت من: خليل محمد خليل وعلي سالم علي عبده والسيد محمد عبده غانم وعبده أحمد ميسري وعبدالله حامد خليفة ووديع سالم حميدان وياسين عبده شوالة وعبدالله بلال.

تم تكليف السيد محمد عبده غانم (دكتور لاحقاً) بكتابة نصوص الأغاني للندوة، ويقوم بتلحينها خليل محمد خليل وعبده أحمد ميسري بالعزف على آلة الكمان وعبدالله حامد خليفة بالعزف على العود حيناً وضرب الدف حيناً، وياسين شوالة ووديع حميدان ضاربي إيقاع، كما ساهم الأستاذ يحيى مكي بالعزف على آلة الكلارينت .. (خالد صوري: الفنان الرائد خليل محمد خليل ص 148 و149).

يتضح من خلال ما تقدم أن وديع حميدان كان -رحمه الله - من رجال الإدارة والفن وشخصية اجتماعية عاشت حياتها بالطول والعرض، إلا أن البلاد مرت بمنعطفات أخذت معها بالأخضر واليابس وكان وديع حميدان أحد المتضررين من تلك العواصف المدمرة.

المحافظات الشمالية ملاذه ووفاته
نزح وديع حميدان بعد استقلال المحافظات الجنوبية إلى المحافظات الشمالية وعاش هناك حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي وتوفي في مستشفى الثورة بصنعاء وخلف ولداً واحداً اسمه رياض وبنتاً واحدة.

2- عبدالله عبدالمجيد الأصنج
ورد في الكتاب السنوي( (Middle East & North Africa 1965/66 الصادر عن مؤسسة Europa Publications LTD أن عبدالله عبدالمجيد الأصنج من مواليد عام 1933م وأنه من قيادة مؤتمر عدن للنقابات ATUC وسياسي أيضاً وأنه عمل ضابط حجز أول في خطوط عدن الجوية Aden Airways في الفترة من 1951م بعد عامين من تأسيس الشركة حتى عام 1962م وأنه الأمين العام لحزب الشعب الاشتراكي Peopleصs Socialist Party.

الأصنج يرث المجد كابراً عن كابر
برزت النزعة الوطنية والقومية عند عبدالله عبدالمجيد الأصنج في سن مبكرة عندما تزعم المظاهرات وهو في المرحلة الثانوية احتجاجاً على المؤامرة التي حبكت ضد شعبنا العربي الفلسطيني، ولم تكن مواقف الأصنج نابعة من فراغ، لأنه جاء من أسرة معروفة في الساحة فجده محمد سعيد الأصنج كان تاجر أسماك وعقارات ووالده عبدالمجيد الأصنج عميد دار الأدب العربي في الشيخ عثمان وكان شاعراً ومصلحاً اجتماعياً وعمه أحمد الأصنج، أحد أبرز رواد النهضة والإصلاح ومنحه تلك الشهادة الراحل الكبير أحمد محمد الشامي في كتابه (رياح التغيير في اليمن).

من الصعوبة بمكان اختزال سيرة هذا القائد الوطني في وريقات، لكني سأبذل جهدي في عمل ذلك، برزت بصمات عبدالله الأصنج عند كل منعطف من منعطفات تاريخ الحركة الوطنية والاجتماعية والنقابية.

برز اسم عبدالله الأصنج في الصدارة عند تأسيس الجبهة الوطنية المتحدة عام 1955م وبرز اسمه في نفس الموقع عند تأسيس مؤتمر عدن للنقابات عام 1956م وبرز اسمه في الموقع ذاته عند تأسيس حزب الشعب الاشتراكي عام 1962م وتألق اسمه عند تأسيس منظمة التحرير عام 1965م ونال ذات الحظ عند تحقيق الدمج بين منظمة التحرير والجبهة القومية والإعلان عن جبهة التحرير عام 1966م ولمع نجمه في مجلس وزراء المحافظات الشمالية في وزارتي الخارجية والاقتصاد وهو الصانع الحقيقي لشركة الطيران اليمنية برأسمال مال سعودي - يمني مشترك عام 1978م.

الزعيم الأصنج في ذاكرة الرائد خليل
ورد في ذكريات الرجل الكبير خليل محمد خليل - أطال الله عمره ومتعه بالصحة - قائمة طويلة بأسماء المناصرين والمشجعين للندوة الموسيقية العدنية منهم عبدالله إبراهيم صعيدي وعلي محمد لقمان ومحمد علي باشراحيل ومحمد سالم باسندوة وعبدالله سالم باسندوة ومحمد سالم علي عبده وإدريس حنبلة وعبدالرحمن جرجرة وأمين قاسم سلطان وحسن بيومي وحسين بيومي وعبدالله عبدالمجيد الأصنج.

الأستاذ عبدالله الأصنج لا يزال محافظاً على مكانته، لأن المعدن النفيس لا يتأثر بتقادم الزمن فلم تنقطع سلسلة كتاباته وآرائه الناضجة.

الأستاذ الأصنج متزوج من كريمة المغفور له حسن إسماعيل خذابخش، السياسي ورجل الأعمال والشخصية الاجتماعية المعروفة قبل استقلال المحافظات الجنوبية وأنجبت منه :1- محمد، 2- مازن، 3- د. منال، 4- د. ميرفت.

3- محمود صديق
محمود محمد صديق من مواليد كريتر (عدن) في سبتمبر 1931م، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الإقامةResidency School (مدرسة السيلة لاحقاً والمتحف الحربي حالياً) انتقل بعد ذلك إلى مدرسة القديس يوسف العالية (البادري) وأكمل دراسته في المعهد التجاري العدني (المدراسي).

التحق محمود صديق بأكبر شركة تجارية حينئذ وهي شركة البس ( (A.Bess co.وكان صاحب أياد بيضاء على عدن، حيث عمل محمود صديق في القسم الملاحي في الشركة، كما نشط في الحركة النقابية وتحمل مسؤولية في إطار نقابته.

محمود صديق ناشطاً سياسياً
كان محمود صديق واحداً من الذين ارتبطوا بالشخصية الوطنية والنقابية البارزة عبدالله عبدالمجيد الأصنج، حيث كان من الناشطين في إطار حزب الشعب الاشتراكي وتحمل مسؤولية أمانة المال في الحزب الذي تأسس في يوليو 1962م ونشط أيضاً في إطار جبهة التحرير.

محمود صديق في ذاكرة الرائد خليل
استكمالاً لقائمة من توافد إلى الندوة الموسيقية العدنية مناصراً أو مشجعاًَ والتي جاءت بها ذاكرة الرائد خليل محمد خليل، فقد وردت أسماء أخرى منها: سعيد علي باشرين(والد الشخصية الوطنية والنقابية المعروفة محمد سعيد باشرين) ومحمود صديق ومحسن شيباني وعثمان غانم وعبدالكريم طه خليل وعبدالحميد غانم وحسن معدي ويحيى مكي ولطفي أمان ومن الفنانين الصاعدين أحمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي وسالم بامدهف وياسين فارع وأبوبكر فارع وجميل غانم وعلي خليل وخالد صوري.

محمود صديق مهاجراً في الكويت
فرضت الظروف السياسية نفسها على محمود صديق مغادرة أرض الوطن بعد تسلم الجبهة القومية مقاليد الأمور، فنزح إلى مصر وأقام فيها حتى عام 1972م ثم انتقل إلى الكويت وأقام فيها خلال الفترة 1972/1990م، وفُرضت ظروف احتلال العراق للكويت في 2 أغسطس 1990م من قبل نظام صدام حسين.

عاد محمود صديق إلى أرض الوطن مع أفراد أسرته من الكويت وعمل مستشاراً لطيران اليمنية بصنعاء.

محمود صديق متزوج وله سبعة أولاد هم:1- فتحية، 2- فاطمة، 3- جمال، 4- محمد، 5- فايزة، 6- رأفت، 7- منال.

4- رشاد شيباني
رشاد شيباني من الشخصيات الاجتماعية المعروفة في عدن، التي نشأ وترعرع فيها. هاجر رشاد شيباني إلى بريطانيا في فترة الخمسينات من القرن الماضي طموحاً في تأسيس مستقبل له، إلا أنه عاد إلى نقطة انطلاقه عدن وفتح ورشة نجارة مكنه عائدها من الاستقرار.

بعد نيل المحافظات الجنوبية استقلالها في 30 نوفمبر 1967م كان رشاد شيباني من ضمن النازحين إلى المحافظات الشمالية وعمل هناك مع طيران اليمنية وتقاعد عن الخدمة.

يعيش حالياً مع أفراد أسرته في القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية، متزوج وله ولد واحد وهو «جلال» و(4) بنات.

5- الأستاذ أبوبكر عقبة
من شبام حضرموت قدم عمر عقبة إلى عدن في بداية القرن العشرين وسكن بعد وصوله إلى عدن في منزل مجاور لمسجد الخوجة في طريق العيدروس بكريتر، وانتقل بعد ذلك إلى منزل أكبر في شارع السبيل بعد توسع أسرته.

من أفراد آل عقبة: محمد أحمد عقبة وكيل سابق لوزارة المالية وأحمد سالم عقبة، قيادي سابق في وزارة الأشغال العامة ومحمد عمر عقبة، من كوادر شركة البس ووهبي عقبة (والد مأمور مديرية صيرة حالياً خالد وهبي) كادر قيادي سابق في وزارة المالية وعبدالله علي عقبة، وزير أسبق في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ود. خالد علي عقبة، أول مدير عام للتربية والتعليم بعدن بعد الاستقلال. وشخصية هذه الحلقة الأستاذ أبوبكر سالم عقبة.

الأستاذ أبوبكر سالم عقبة من مواليد كريتر (عدن) في 13 سبتمبر 1930م وتلقى مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في عدن، والتحق بسلك التعليم في الفاتح من يناير 1949م وهو العام نفسه الذي شهد التحاق كوكبة من التربويين الأجلاء: 1- لطفي جعفر أمان، 2- أحمد عبده رمزو، 3- جابر محمد سعيد عقربي، 4- الست شفيقة خليل، 5- الست صفية حميدان.

ارتقى الأستاذ أبوبكر عقبة درجات السلم الوظيفي في سلك التربية والتعليم وحظي بعدد من الدورات التأهيلية في الداخل والخارج منها التحاقه بمركز تدريب المعلمين بالطويلة أحد أحياء مدينة كريتر، كما خبر الأستاذ ابوبكر عقبة العمل في مختلف أقسام ودوائر التربية منها: الإدارة المدرسية والتوجيه الفني والتوجيه الإداري (كان التوجيه يسمى تفتيشاً) والتخطيط التربوي وغيرها.

امتاز الأستاذ أبوبكر عقبة بخاصية حسن إدارة التعامل البشري، ولذلك فقد ندر أن انتقل مدرس من المدرسة التي كان يديرها، لأن نقل المدرس من المدرسة كان يتم بناء على طلب مدير المدرسة وكانت زيادة حالات النقل محسوبة على المدير في التقييم السنوي للإدارات المدرسية ولذلك اعتبر الأستاذ أبوبكر عقبة من الإداريين الموهوبين الذين صقلتهم التجربة والتأهيل.

كما تميز الأستاذ أبوبكر عقبة بدماثة خلقه ومرونته في التعامل وارتباطه الدائم بالغليون Pipe الذي كان يرافقه دائماً مع ابتسامته التي لا تفارق شفتيه.

التحق الأستاذ أبوبكر عقبة بمؤسسة خدمات الأخوان للنقل الجوي (باسكو) بعد تقاعده وهي مؤسسة أسسها المغفور له بإذن الله حسن عبده باهارون وكانت عبارة عن مكتب خدمات سياحي.

الأستاذ أبوبكر عقبة متزوج من أسرة باجرش المعروفة في الوسطين التجاري والاجتماعي وله ولد واحد وهو عمرو.

6- علي سالم علي عبده
ارتبطت شهرة رجل الأعمال المعروف المغفور له سالم علي عبده بأسطول الباصات الذي كان يشغله في مدينة عدن وأصبح فيما بعد صاحب شركة الباصات العدنية، واتسعت شهرة الأسرة بنجلي سالم علي عبده: علي سالم علي ومحمد سالم علي.

علي سالم علي من مواليد كريتر (عدن) عام 1931م وتلقى كل مراحل دراسته في عدن وعمل مع والده في تجارته، ثم عمل بصفة مستقلة. وعلي سالم علي من قلائل التجار الذين ربطوا مالهم بقضايا التكافل الاجتماعي وتبني قضايا العلم والإبداع، حيث أنفق على عدد من الطلاب للدراسة العليا في الخارج، كما كان يدفع مبالغ خلو رجل key money (حق المفتاح) للمثقفين الفقراء من أصدقائه، كما روى لي الفنان الكبير محمد مرشد ناجي.

ماذا قال (توم ليتل) وخليل محمد خليل في علي سالم علي؟
قال الكابتن البريطاني البارز توم ليتل (صاحب كتاب «ناصر العرب») في كتابه South Atra bia Arena in Confligt في توصيفه لعلي سالم علي بأنه سياسي مستقل ويساري معتدل، فقد شغل علي سالم علي وزارة البريد والإعلام في حكومة حسن بيومي وقدم استقالته مرتين في أكتوبر 1961م وأكتوبر 1962م، ثم شغل وزارة العمل في حكومة السيد زين عبده باهارون، إلا أنه قدم استقالته بعد حادثة انفجار قنبلة المطار في ديسمبر 1963م والكلام سيطول في ذلك. (للتفاصيل راجع ما كتبته في «الأيام» عنه في العدد الصادر بتاريخ 21 فبراير 2001م) .

أما الرائد خليل محمد خليل (مرجع سابق ص 148 و149)، فقد قدم شهادته للتاريخ بأن علي سالم علي كان من مؤسسي ندوة الموسيقى العدنية في أكتوبر 1948م وورد في الشهادة: «الأخ الكريم علي سالم علي عبده قد تفضل بتوفير مقر للندوة مع جميع أثاثها بما في ذلك التلفون والماء والكهرباء.وكان مقرها في شارع الميدان بكريتر بجانب فندق إحسان الله القريب من سجن عدن المركزي سابقاً. وبالنسبة للآلات الموسيقية فقد تفضل بتوفيرها الأخ علي سالم علي عبده والأخ أمين قاسم شميري والأخ علي عبده جاوي وأحد الأصدقاء من جيبوتي».

علي سالم علي في ذمة التاريخ
نزح علي سالم علي إلى المحافظات الشمالية بعد استقلال المحافظات الجنوبية في 30 نوفمبر 1967م ومارس نشاطه التجاري هناك وغلب عليه الاستقرار في العاصمة المصرية القاهرة، حيث فاضت روحه الطاهرة فيها في يوم مبارك وهو الجمعة الموافق 31 مارس 2006م وشيع جثمانه الطاهر في عدن عصر الأحد 2 أبريل 2006م.

للراحل الكبير ولدان هما: 1- محمد ، 2- بسام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى