مربع (غير معروف)

> محمد عمر باجنيد:

>
محمد عمر باجنيد
محمد عمر باجنيد
في مطار عربي، تحديداً في مطار إحدى البلدان العربية الشقيقة حتى لا يطير الخيال بعيداً ظناً أنه مطار أحمد مطر شاعر (اللافتات) العراقي الشهير الذي وقف يوماً في مطار أجنبي (غير عربي) قائلاً:

في مطار أجنبي

حدق الشرطي بي

قبل أن يطلب أوراقي

ولما لم يجد عندي لساناً أو شفه

زمّ عينيه وأبدى أسفه

قائلاً أهلاً وسهلاً: بصديقي العربي

أما في المطار العربي فالمسافرون كانوا يحدقون في لوحة الإرشادات (وهي خدمة تفتقر إليها جل مطاراتنا الدولية مثل مطار المكلا الدولي).

في المطار العربي مثل كل المطارات الدولية توجد لوحة إرشادات عليها مجموعة من المربعات توضح لمرتادي المطار من مسافرين ومستقبلين اسم شركة الطيران الدولية.. ومعلوم أن أكثر مطارات بلادنا - الدولية - محرومة من هبوط شركات الطيران .. الدولية.. ورغم ذلك لا تزال تهمة (الدولية) عالقة بها وهي بريئة من خدمات المطارات الدولية.

ويظهر على اللوحة الإرشادية أيضاً مربعات مثل رقم الرحلة ومكان اتجاهها وموعد المغادرة ثم موعد الوصول وأخيراً مربع الملاحظات.

يمثل مربع الملاحظات خلاصة حال الرحلة مثل التأكيد على الموعد الفعلي للإقلاع أو الوصول.. الخ مما يوفر على الراكب من جهة وعلى موظف شركة الطيران الوقت في الحصول على المعلومة.

وفي المربع المخصص للخطوط اليمنية كان كل شيء واضحاً وجميلاً: رقم الرحلة وموعد مغادرتها ومكان اتجاهها، لكن مربع الملاحظات كان كالعادة متميزاً ومختلفاً عن كل الملاحظات المعنية بها شركات الطيران الأخرى، إذ لا بد من التميز اليمني وبروز الحالة اليمنية في كل موقع يصل إليه اليمانيون إذ ظهر على مربع الملاحظات هذه العبارة (غير معروف).

وهذه العبارة بتميزها تعني أشياء جمة منها أن موعد المغادرة أو الوصول لا يعرفه أحد من موظفي الخطوط اليمنية، ولذا فإن الموظف على استعداد للإجابة عن كل أسئلة الركاب مهما كان عددهم أو مجموع أسئلتهم دون أن يمل أو يشعر بالتعب طالما أن الوقت أحد أبرز أصدقاء أهل اليمن!! ألسنا اليمانيين أكثر شعوب العالم احتفاء بالوقت، كما تؤكد ذلك الساعات الطوال للجلسات اليومية بصحبة القات؟! ليس ذلك فحسب بل إن الأمر سيؤدي إلى منظر لجموع غفيرة من اليمنيين فكهين وهم (يحدقون) في موظف اليمنية يسألون ويتندرون مرددين المقولة اليمنية المعاصرة (ابتسم أنت في اليمن).

ويخيل للناظر لهذا التجمع عند موقع (اليمنية) داخل المطار العربي أنه أمام تجمع آكلي القات على أرصفة شوارع المكلا من ظهيرة كل يوم.

ولعل الخطوط اليمنية أحسنت صنعاً بذلك، إذ بدت وكأنها تقدم لركابها- وهم في الغالب من اليمنيين وقلة من غير اليمنيين- مقبلات من الصبر على المعاناة والفوضى قبل الوجبة الرئيسة التي تنتظرهم عند وصولهم إلى محطة القدوم.

هذه حكاية من حكايات ركاب الخطوط اليمنية لأنها شركة كان قدر اليمنيين أن لا يكون لهم سواها وأن لا يشاهدوا على مطاراتهم شركات طيران أخرى كي يلمسوا الفرق ويتلذذوا بمتعة الفوارق. وهناك (حكاية) أخرى بدأت مع مطلع مايو حينما اتخذت اليمنية قراراً بوقف السفر من مطار المكلا الدولي (جميلة كلمة الدولي)!! مباشرة إلى كل من جدة والرياض إلا عبر مطار صنعاء وكذا العودة، في الوقت الذي فيه كان المسافرون ينتظرون فتح الأجواء أمام شركات الطيران الدولية ويشاهدون الخطوط اليمنية في ميدان واسع من المنافسة، فإما أن تكون شركة ذات مكانة بين شركات الطيران العالمية وتعمل بمهنية في استقطاب الركاب أو أن تبقى على مكانتها داخل مربع (غير معروف).

اليمنية بحكم أنها الوحيدة التي تعمل داخل مطارات اليمن وعميلها الأبرز هو المواطن كان جديراً بها أن ترفع كفاءة خدماتها بزيادة حجم التسهيلات أمام عميلها. في الوقت الذي تحد من شهوة الراكب المتزايدة في البحث عن بديل آخر حتى ولو كان الخط البري فيما إذا وجدت اليمنية متعة في (تسفير) عملائها الوحيدين من مطار المكلا غير الدولي- والمحلي عملياً -إلى جدة والرياض عبر مطار صنعاء.

ومن يعلم فقد تحتفل اليمنية في مايو القادم بتسيير رحلة أبوظبي من مطار المكلا المحلي عبر مطار صنعاء.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى