إطلاق سراح نحو 600 سجين في العراق

> بغداد «الأيام» عمر العبادي وفريدريك دال :

>
مسؤول عراقي يقوم بتقديم المساعدات المالية للمفرج عنهم
مسؤول عراقي يقوم بتقديم المساعدات المالية للمفرج عنهم
أطلق أمس الأربعاء في العراق سراح الدفعة الأولى من جملة 2500 سجين من المقرر الإفراج عنهم في إطار جهود لتضميد الجراح التي خلفتها الصراعات العرقية والطائفية ووقف أعمال العنف.

وقال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو قيادي من السنة العرب إن 562 معتقلا أفرج عنهم من "سجون الاحتلال الامريكي" بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء الجديد نوري المالكي عن هذه الخطوة لتعزيز المصالحة الوطنية.

وتعتبر هذه من اكبر عمليات الافراج عن سجناء محتجزين في سجون عراقية او امريكية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قبل ثلاث سنواب للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

ويعتقد أن كثيرا من المعتقلين الذين يقدر عددهم باكثر من 28 الفا محتجزين للاشتباه في ضلوعهم في عمليات مسلحة ينفذها السنة ضد الحكومة التي يقودها الشيعة وتدعمها الولايات المتحدة

ويبدو ان هذه الخطوة من جانب المالكي تهدف الى تعزيز سلطته في الوقت الذي يشهد فيه الائتلاف الشيعي الحاكم انقسامات داخلية القت بظلالها على قدرة المالكي على ادارة البلاد.

وروى بعض الذين افرج عنهم في بغداد ويبلغ عددهم نحو 100 بدا عليهم الإجهاد كيف أمضوا عدة شهور وفي بعض الاحيان اكثر من سنة في السجن دون ان يوجه اليهم اتهام رسمي.

وقال رعد طلال حكمت وهو من شيوخ القبائل العربية السنية بمحافظة الانبار الصحراوية الغربية معقل المسلحين "اعتقلت لنحو سبعة اشهر لان الجيش الامريكي اتهمني باطلاق صواريخ على قواته",واضاف "كنا نعاني من سوء الطعام والمرض."

وجلبت ثلاث حافلات السجناء الى محطة الحافلات الرئيسية ببغداد تحت حراسة امنية عراقية وامريكية مكثفة.

وعندما خرجوا بكى بعضهم بينما ابتسم اخرون ولوحوا لاسرهم التي كانت تنتظرهم.

وقال يوسف خضر (38 عاما) "امضيت 16 شهرا في السجن دون سبب واضح. استجوبوني مرة واحدة فقط واتهموني بتمويل الارهاب."

وذكر ان القوات العراقية هي التي اعتقلته ثم سلمته الى سجن ابو غريب الخاضع للادارة الامريكية.

وقال المالكي الذي يقع تحت ضغط هائل لإنهاء العنف أمس الأول الثلاثاء إن الإفراج عن السجناء سيشمل من لا توجد أدلة واضحة ضدهم أو من اعتقلوا بطريق الخطأ.

غير أن المالكي قال إن "الصداميين" و"الارهابيين" سيظلون في السجن,ولم يتضح عدد الذين سيفرج عنهم ممن كانوا محتجزين في السجون العراقية وعدد من سيفرج عنهم من سجون الجيش الامريكي.

وكان المالكي قد ذكر الإفراج عن المسجونين دون سبب عادل كأحد اولوياته حين تولى مهام منصبه في مايو ايار.

وهذه الاعتقالات التي تنفذها قوات الأمن العراقية والقوات الامريكية سبب رئيسي للاستياء الشعبي.

وقال حميد جاسم محمد وهو محاسب من بغداد (39 عاما) إنه أمضى في السجن تسعة اشهر دون أن يعرف السبب.

وأضاف "استجوبوني لخمس دقائق وسألوني إن كنت أعرف إرهابيين ثم تركوني في السجن حتى اليوم."

وجاء قرار المالكي بالافراج عن مسجونين في الوقت الذي يعرقل فيه انقسام ائتلافه الشيعي الموحد جهوده لاختيار وزيري الداخلية والدفاع الجديدين اللذين يأمل في أن يمضيا قدما في مواجهة المسلحين والعنف الطائفي.

وظل المنصبان شاغران حيث فشلت حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها التي تولت مهامها في 20 مايو في الاتفاق على اسماء.

وقال المالكي هذا الأسبوع إنه سيطرح اسماء مرشحيه في الجلسة القادمة للبرلمان. وقال نائب رئيس البرلمان في وقت لاحق إن الجلسة ستعقد اليوم الخميس.

واستمر العنف في التفاقم في شتى أنحاء العراق منذ تولي ائتلاف المالكي الذي يضم الأغلبية من الشيعة والأقلية من السنة والاكراد الحكم قبل اقل من ثلاثة اسابيع.

وقالت الشرطة إنه في بغداد جرى العثور على 13 من جملة 50 عاملا عراقيا بشركات نقل خطفوا هذا الأسبوع احياء غير أن بعضهم بدت عليهم آثار التعذيب وكانوا مصابين بأعيرة نارية في أقدامهم.

وقتل ستة من رجال الشرطة بينهم مقدم ومساعد له في العاصمة بغداد في انفجار قنبلة زرعت على جانب احد الطرق وحادث اطلاق نيران منفصل.

وذكرت الشرطة أنه في مدينة الموصل بشمال العراق قتل مسلحون بالرصاص ثلاثة طلاب جامعيين في هجوم هو الاحدث فيما يبدو ضمن سلسلة من الهجمات ضد طلاب عراقيين.

وقالت الولايات المتحدة إنها لن تسحب قواتها وقوامها 133 الفا الى أن تتمكن القوات العراقية من تولي المسؤولية الأمنية بمفردها. لكن ايطاليا شريكة واشنطن في الائتلاف لديها خطط أخرى.

وقال وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما الذي يزور العراق إنه يعتقد أن قوات بلاده ستعود الى وطنها بنهاية العام الحالي.

وتعهد رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي تولى رئاسة الحكومة الشهر الماضي بالوفاء بوعده بسحب قوات بلاده وقوامها 2600 بسرعة,ووصف حرب العراق بأنها "خطأ جسيم".

وقال داليما في مؤتمر صحفي "نعتقد انه بحلول نهاية هذا العام ستنتهي المهمة العسكرية الايطالية في العراق."

(شارك في التغطية مايكل جورجي واحمد رشيد وايبون فيليلابيتيا ومريم قرعوني في بغداد) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى