التغيير بين الواقعية والأحلام

> «الأيام» محمد حسن السقاف / شبوة

> التغيير سنة الكون وديدن الحياة الإنسانية، مطلب المجتمعات وغاية الشعوب، وكل تغيير لا بد أن تقابله وتقف في طريقه عقبات تحاول عرقلة مسيرته، ومعوقات تعيق تقدمه، والشواهد التاريخية دلت أن التغيير لم يتأتْ لأي من المجتمعات على طبق من ذهب أو استجابة لأمانٍ تمنوها، كما أن مراحل التغيير لم تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم وتطور في أهداف التغيير أو في تعدد الطرق والوسائل وتحمل المشاق الكثيرة من إرهاب وتهديد وسجن وترحيل و..و.. وقائمة طويلة من الأساليب والوسائل التي يستخدمها أعداء التغيير الذين مازالوا هم أنفسهم منذ الأزل وبعقلياتهم الضيقة يحاولون يائسين الوقوف أمام كل متسع يلوح في الأفق.

وعندنا هنا في وطننا اليمني المهدود والمنكود بالفساد الرهيب وبالوضع المخيف، يحلم هؤلاء المكدودون بالخلاص من وضعهم هذا وتغييره وتحسين حالهم، بل ويرون أن التغيير أصبح ضرورة، لكنهم مع إدراكهم أهمية هذا التغيير وضرورته لانتشالهم مما هم فيه لا يقومون بأي خطوة إيجابية ولا يقدمون أي جهد أو تضحية من أجل إحداث هذا التغيير.. نعم، هم يريدون التغيير وينشدونه ولكنهم غير مستعدين لدفع أي ضريبة لتحقيق هذا التغيير لذا تراهم يقعدون عاجزين أمام وضعهم ووضعيتهم يدفعون ضريبة خنوعهم .

ومن لا يدفع ضريبة العزة مرة يدفع ضريبة الذل مرات، وتراهم يوأدون بتراب الفساد المتعفن وهم يضحكون في وجه صانعي الفساد، يدسون رؤوسهم في التراب راضين أو قل مرتضين العيش كنعامة يقتاتون القات ويحلمون بوطن يمني أزهى وأفضل، ولكن هيهات هيهات أن تتحقق أحلام للموتى!

وما نيل المطالب بالتمني ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى