المكلا.. عرش الملك تحتكره خيوط العنكبوت .. إدارة مستقيلة وجمهور ينتظر .. وصبية يمثلون الأمل في كرة السلة

> «الأيام» صلاح العماري :

> ماذا جرى لنادي المكلا؟.. فبعد أن كان ملكاً معتلي العرش.. ها هي العنكبوت تنسج خيوطها في أروقة أخضر المكلا العريق الذي لم يعد له أي ذكر هذه الأيام.. لماذا؟ .. وما الذي يجري لأندية حضرموت: أهلي الغيل.. التضامن.. سمعون.. والمكلا.. وآخر المطاف كان ناديا المكلا والتضامن المتواجدان من خلال الدرجة الثانية (الأولى سابقاً)، ولو أن هذه الدرجة ليست من مستواهما.. ولكنهما كانا متواجدين.. واليوم لا ذكر البتة لأندية ساحل حضرموت في إطار حتى دوري الدرجة الثانية، فالكل بات في غياهب الجب لعل يلتقطهم بعض(السيارة).. ولكن أين أنتم يا رجال الأمس ويا مخلصي الأمس لتروا حصاد اليوم.

المشكلة في شكلها العام يتم تداولها في المقاهي والجلسات الرياضية، لكن الحلول غائبة.. الحلول الفعلية.. وقبل ذلك البحث عن أسباب الخلل.. ولا نريد أن نقفز على الواقع، أو نبالغ في الحديث، ذلك أن المشكلة عويصة وهي موجودة في أندية عدن العريقة، التي غدت بعضها أطلالاً، كما هو الحال بأندية حضرموت .. تاريخ موجود شاهد على حضارة مضت.. على حقبة من الزمن كانت تسمى بالحقبة الذهبية، أو العصر الذهبي ، كما يحلو لقدامى اللاعبين أن يطلقوا عليه.. لكن أين ذهب الذهب اليوم؟.. لقد ضاع في بورصة الصرف وارتفاع الأسعار، فلم يعد يقتنيه إلا الأثرياء من الذين منَّ الله تعالى عليهم بالمال،أو الفسدة الذين يسرقون المال العام بدون خوف أو وجل من الخالق جل وعلا، وما أكثرهم اليوم.

المشكلة في مضمونها تتعلق بعصر اختلف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فاتسعت رقعة الحياة وطموحات البشر وغلاء المعيشة، وفقاً للانفتاح الحاصل في أرجاء المعمورة.. ولأننا جزء منها، كان لا بد أن يحدث ذلك التغيير.. بمعنى أنك لن تجد اليوم الإداري المتواجد يومياً في النادي (مجاناً) أو اللاعب الذي يشتري حذاءه الرياضي، لأن كل الأمور أصبحت مرتبطة بالمال وهو حق مشروع لا يمكن تجاهله، فالعائلة والأطفال يريدون، والطلبات اتسعت باتساع المباني والبشر.. لكن هل يعني ذلك أن تظل الأمور خامدة.. جامدة؟!

> الموسم الماضي هبط المكلا والتضامن إلى الدرجة الثالثة وهبطت معهما آمال وطموحات أبناء المكلا والشرج، وإن كان الجمهور يمثل الحالة الأفضل في حلقات الموضوع.. ذلك أنك ما زلت إلى اليوم تسمع مشجعاً يقول: (الأخضر حتى الموت).. وآخر يقول: ( الأزرق حتى الموت).. رغم كل ما حدث من ضربات لهذا الجمهور المسكين..

والعبارة هنا (حتى الموت) كناية عن العشق للنادي، ذلك العشق البعيد عن التعصب، الذي تنبذه الرياضة وتذمه وبالتالي تصبح (حتى الموت) عشقاً في إطار المسموح به في الرياضة، لأن الموت في سبيل الله والتعصب من أجله هي الحالة الخالدة والناجعة في الدنيا والآخرة.

التضامن.. وإن هبط فإن حاله أفضل نوعاً ما إذا ما اعتبرنا أن له إدارة منتخبة لا يحق لأحد التدخل في أمورها.. صحيح أنها تعالج تركة كبيرة خلفتها لها الأيام في ظل وضع صعب، وإمكانيات يعلمها الجميع.. لكن على الأقل لها إدارة.. أما المكلا فكيف يستعد لتصفيات المحافظات في ظل غياب الإدارة منذ أن قدمت الإدارة السابقة استقالتها، ولم يعد أحد يدير النادي.. كيف سيستعد فريق كرة القدم للتصفيات النهائية للدرجة الثانية التي ستنطلق مطلع شهر يونيو القادم، فالكل يتفرج والأمور تقترب من نقطة الصفر.. ليس الهبوط آخر المطاف ولا عنوان العجز والنهاية، ولكن لكل حصان كبوة، وإذا لم نتفاءل لن نعيش، فالتفاؤل أمل الحياة والعودة للصواب فضيلة.. ما حصل حصل.. ولن يرمي أحد بالتهم لجهة بذاتها.. ولا يحق إغفال دور الآخرين، ولكن ليس من الصواب أن يظل النادي الكبير ذو التاريخ المجيد بدون إدارة.. ومن غير الصواب أن لا تتحرك المشاعر لنادٍ أنجب الملك الراحل طاهر باسعد -رحمه الله.. وعمر سويد وسعيد الناخبي و.. والقائمة تطول..يجب أن يستشعر الجميع المسؤولية ويعملوا على تحريك المياه الراكدة، وإزالة خيوط العنكبوت التي نسجت في معظم الألعاب.. عدا كرة السلة التي يديرها شاب طموح مخلص اسمه (سيف الدين بشير) هو المدرب وهو الأب وهو كل شيء بالنسبة لشباب أخلصوا لكرة السلة وأطاعوا مدربهم.

> لا بد أن تشمر السواعد ويتوحد الكل للحفاظ على ما بقي في الإناء من ماء لحفظ ماء الوجه.. أم أن الفرق الشعبية غدت اليوم أندية وحلت محلها في الملاعب الرسمية والمسابقات المنظمة والحوافز المغرية، وأصبح لاعب الفريق الشعبي الذي يحرز بطولة دوري الفرق الشعبية، وكأنه أحرز كأس الرئيس أو كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى