سجن غوانتانامو تحت الأضواء مجددا ًبعد انتحار ثلاثة معتقلين

> ميامي «الأيام» ا.ف. ب:

>
سجن غوانتانامو
سجن غوانتانامو
عادت قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا إلى الواجهة مع تجدد الانتقادات للادارة الاميركية بعد يومين على انتحار ثلاثة سجناء اعتقلوا في اطار "الحرب على الارهاب".

وانتقد عضو مجلس شيوخ جمهوري بارز سياسة احتجاز مئات المشتبهين بتورطهم في اعمال ارهابية لفترة طويلة في هذه القاعدة البحرية الاميركية الواقعة جنوب شرق كوبا، دون محاكمتهم. واعتبر ارلين سبكتر رئيس لجنة العدل في مجلس الشيوخ انه "يجب محاكمة هؤلاء الاشخاص".

وقال "هناك محاكم...وحين نملك ادلة (ضد هؤلاء الاشخاص)، يجب ان تتم محاكمتهم، وإذا ثبتت التهم ضدهم، يتوجب اصدار الاحكام بحقهم"، مذكرا بأن بعض السجناء اعتقلوا استنادا الى "شائعات".

من جهته دعا جاك ريد العضو الديموقراطي البارز في مجلس الشيوخ الى اغلاق السجن الى الابد. وقال هذا المتخصص في الشؤون العسكرية "عليهم اغلاق هذه القاعدة في اسرع وقت ممكن". واضاف "علينا ايجاد (...) توازن بين ضرورة عدم ترك هؤلاء الاشخاص يذهبون حيث يشاؤون والحاجة الى معرفة من هو الارهابي، وهذا ما لم تفعله الادارة حتى الآن".

ويشكل انتحار السجناء الثلاثة تحديا جديدا لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التي كانت تخضع اصلا لضغوط شديدة من الامم المتحدة ومنظمات دولية للدفاع عن حقوق الانسان والحكومات الاوروبية.

وهذه المرة الاولى التي ينتحر فيها سجناء في هذه القاعدة بعد محاولات عدة ومتكررة. وأمس الاثنين، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان المعتقلين الثلاثة حاولوا بكل الوسائل تجنب لفت انظار حراسهم.

وأعلن الضابط روبرت دوران للصحيفة ان "احد المعتقلين شنق نفسه وراء غسيل كان معلقا في السقف وأعد سريره بطريقة توحي بانه كان لا يزال نائما".

وأضاف ان السجينين الآخرين سعيا ايضا لمنع الحراس من التنبه الى انهما ربطا حبلين حول عنقيهما.

واكدت الصحيفة ان "الحيل" التي لجأ اليها المعتقلون تطرح مسألة الوقت الذي مر قبل ان ينتبه الحراس الى انتحارهم علما ان القواعد السارية في غوانتانامو تقضي "بالتحقق من السجناء كل دقيقتين".

وافادت الصحيفة بأن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) كشفت هوية المنتحرين الثلاثة وهم السعوديان مانع العتيبي (19 سنة) وياسر الزهراني (22 سنة) واليمني علي عبد الله احمد (33 سنة).

واضافت ان مسؤولي البيت الابيض اعتبروا المنتحرين الثلاثة ارهابيين وأن العسكريين أكدوا ان اللجنة العسكرية لم تحل اي من المعتقلين الثلاثة إلى القضاء.

ووصف قائد قاعدة غوانتانامو الادميرال هاريس انتحار المعقتلين الثلاثة بانه "عمل حربي". وقال "انهم خطيرون ويتمتعون بالقدرة على الابتكار والتصميم. انهم لا يقيمون اي اعتبار للحياة، سواء لحياتهم او لحياتنا وأعتقد ان انتحارهم ليس عملا ناجما عن اليأس بل هو عمل حربي غير متوازن ضدنا".

وحتى الآن شهد المعتقل 41 محاولة انتحار من قبل 25 سجينا على الاقل، لكن في كل مرة، استطاع الفريق الطبي الاميركي انقاذهم، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية.

وشكك وكيل اسر المعتقلين السعوديين في غوانتانامو كاتب الشمري في الرواية الاميركية بشأن انتحار المعتقلين الثلاثة.

وقال الشمري الاحد لوكالة فرانس برس ان "الرواية الاميركية التي اعتبرت وفاة المعتقلين الثلاثة نتيجة عملية انتحار تعتبر موضع شك كبير لدينا، خاصة ان الوفاة حصلت في ظروف اعتقال غير عادية تمارس خلالها السلطات الاميركية رقابة لصيقة ومستمرة على المعتقلين سواء من خلال المراقبة الفردية او من خلال كاميرات المراقبة التي تعمل 24 ساعة في اليوم".

وأضاف المحامي السعودي انه اتصل بأهالي المعتقلين السعوديين مانع العتيبي وياسر الزهراني بعد ورود انباء وفاتهما ووجد "ان اهاليهما لا يصدقون انهما انتحرا وأنهم يعتبرونهما شهيدين".

واعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن "قلقه العميق" اثر تبلغه نبأ الانتحار، على ما افاد البيت الابيض السبت.

وكان الرئيس الاميركي قال الجمعة انه يأمل "باخلاء" غوانتانامو من خلال اعادة بعض المعتقلين الى ديارهم ومحاكمة اخطرهم في الولايات المتحدة.

ويبلغ عدد المعتقلين في السجن نحو 460 شخصا. وتم توجيه التهم لعشرة معتقلين فقط منذ افتتاح القاعدة في مطلع 2002 . وكررت منظمة العفو الدولية الاحد دعوتها الولايات المتحدة الى اغلاق معتقل غوانتانامو، داعية الى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة "حول كل اوجه سياسات وممارسات الاحتجاز والاستجواب لدى الولايات المتحدة" في حربها ضد الارهاب.

واعتبرت مجموعات الدفاع عن حقوق الانسان ان انتحار المعتقلين الثلاثة يظهر انهم كانوا يعيشون حالة يأس بسبب جهلهم لمدة اعتقالهم.

وقالت اليسا ماسيمينو مديرة منظمة "هيومن رايتس فيرست" في واشنطن، ان احتجاز "اشخاص لمدة غير محددة دون السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم وفي غياب عملية قانونية منتظمة او عناية طبية مستقلة كلها عوامل تؤدي الى كارثة".

وفي هذا الاطار، عبر محامي ديفيد هيكس وهو الاسترالي الوحيد المعتقل في غوانتانامو، عن قلقه بشان صحة موكله اثر انتحار السجناء الثلاثة.

وقال مايكل موري لاذاعة "اي بي سي" ان هيكس، الملقب بـ"الطالبان الاسترالي" والمحتجز منذ اربع سنوات "بحاجة يائسة الى الاتصال بالبشر" وأن حالته الصحية متدهورة جدا.

ويأتي حدث الانتحار وسط اضراب عن الطعام كان ينفذه بعض المعتقلين. وفي الرابع من يونيو، قال المسؤولون عن قاعدة غوانتانامو ان عدد المضربين عن الطعام تراجع الى 18 بعد أن كانوا 89 شخصا في الاول من هذا الشهر.

وكان الناشطون في حقوق الانسان وصفوا الاساليب التي اتبعها العسكريون الاميركيون لإطعام السجناء بالقوة بأنها وحشية، في حين اعتبر الاطباء الذين يشرفون على هذا الإجراء انه ينتهك الاخلاقيات الطبية.

واعتبر مقرر الامم المتحدة الخاص لقضايا التعذيب النمسوي مانفرد نوفاك، الاحد ان على الاتحاد الاوروبي مطالبة واشنطن بإغلاق المعتقل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى