حقول .. ماذا حدث لقيس لبنى؟؟

> «الأيام» د. صلاح بامحرز:

> روي عن قيس ابن ذريح أنه نزل بخيام كعب بن خزاعة يستسقي ماءً فصادف أن رأى خلف تلك الخيام فتاة حلوة المنظر، مديدة القوام تدعى لبنى، وقعت في قلبه فخطبها لنفسه وتزوجها، وازداد حبه للبنى بعد زواجهما وشغلته عن كل شيء حتى خشي أبواه على ضياع ماله فأقسما عليه أن يطلقها أو أن يهجرانه فمازالا يرددان عليه ذلك حتى طلقها، فلما فعل ذلك تذكر لبنى وحالها معه فجعل يتأسف ويبكي أشد البكاء وأخذ ينشد قائلاً:

إذا عبتها شبهتها البدر طالعاً

وحسبك من عيب لها.. شبهة البدر

لقد فضلت لبنى على الناس مثل ما

على ألف شهر فضلت ليلة القدر

وليس ذلك فحسب بل أصبح يخرج كل صباح للبحث عن لبنى ولا يعود إلا نهاية اليوم، حتى سمع أحد الأيام أنها تسكن بجوار منزل امرأة يقال لها بريكة، فرحل حتى جاء دار بريكة وسألها حاجته في أن يرى لبنى فاستجابت بريكة لطلبه ودعت لبنى لزيارتها دون إخبارها بوجود قيس، وحينما حان موعد اللقاء المنتظر حصل ما لم يكن بالحسبان.

أما لبنى فقد حضرت بـ أزهى حللها، وأما قيس فما أن رأى لبنى حتى سقط مغشياً عليه ولم يفق إلا بعد حين طبعاً بعد مغادرة لبنى. والغريب في الأمر أن حالة الإغماء التي راودت قيس وقعت دون سابق إنذار مما جعل الناس حينها ينقسمون إلى فريقين، فريق يعتقد إصابة قيس بالمس وآخر يرجئ إغماءه إلى تصدع كبده من حب لبنى، أما اليوم فقد أصبح واضحاً أن ما حصل لقيس لا يتعدى إصابته بحالة مرضية شهيرة تدعى الصدمة العصبية وهي حالة تحدث للأشخاص عند تعرضهم لمواقف عصبية شديدة سواء على شكل موقف عاطفي، أو حدث عنيف أو حتى عند سماع أخبار مزعجة، حينها ينقطع عمل الجهاز العصبي السمبتاوي لدى الشخص فيقل الواصل من الدم لدماغه ويحصل الإغماء.

أما ما يحتاجه الشخص في هذه الحالة لا يتعدى إلا أن يتمدد على ظهره ورفع رجليه للأعلى ثم إبعاده عن مكان الصدمة ليستعيد وعيه مباشرة. وإذا أمكن إبعاده عن لبنى!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى