«الأيام» ترصد أوضاع النظافة في كرش والمسيمير .. بحيرات من مياه المجاري الراكدة وأكوام القمامة تغطي الشوارع

> «الأيام» أنيس منصور:

>
مياه المجاري متجمعة أمام محلات الباعة بسوق كرش
مياه المجاري متجمعة أمام محلات الباعة بسوق كرش
تزايدت شكاوى الاهالي سكان منطقة (كرش) مركز مديرية القبيطة ومنطقة (السوق) بمديرية المسيمير في محافظة لحج من عدم الاهتمام بالنظافة في هاتين المنطقتين مما أدى الى تراكم أكوام القمامة والمخلفات في الشوارع والاسواق وبالقرب من المنازل اضافة الى طفح مياه الصرف الصحي وتكوين بحيرات من مياه المجاري الراكدة المسببة لتوالد وانتشار البعوض الناقل للملاريا حيث أثر كل ذلك على الوضع الصحي والبيئي وأثار خوف وقلق السكان بهذه المناطق وزاد من معاناتهم وأثقل كاهلهم بأعباء ومتاعب لا طائل لها نتيجة تدهور أوضاع النظافة بل وانعدامها.

«الأيام» تجولت بالمنطقتين ورصدت واقع وأوضاع النظافة هناك بالصورة كما التقت بمواطنين ومسؤولين واستمعت الى أقوالهم حول هذا الوضع الموبوء الذي يهدد بكارثة وخرجت بالحصيلة التالية:

كرش وضع مزر وواقع مخز
بدأت جولتنا من كرش التي يطلق عليها مجازا (مدينة) بينما هي عبارة عن سوق شعبي ومكاتب حكومية ومساكن ودكاكين تختلف من حيث نوع البناء بعضها بني بالبلوك (البردين) والبعض الآخر مجرد أكواخ خشبية وفي وسط السوق تشاهد بحيرة من مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة والمخلفات المنتشرة في كل مكان.

< وأثناء جولتنا كان أول من التقيناه المواطن محمد أحمد أدام، الذي قال:«لا توجد في كرش نظافة ولا يحزنون، وكلما تراكمت القمامة والمخلفات قرب المحلات نقوم نحن أصحاب المحلات بإحراقها والجهات المعنية لا تحرك ساكنا ولا تقوم بدورها رغم اننا ندقع رسوم نظافة وتحسين ولا ندري أين تذهب؟ ولا نشاهد مقابل ماندفعه أي وجود لعمال النظافة بل نشاهد المحصلين وهم يقومون بجباية الرسوم من المحلات والمطاعم وبائعي المواشي وأصحاب العربيات والمفرشين على الارض».

< كما تحدث المواطن عماد أحمد غانم حيث قال:«وضع النظافة في كرش مزر ومتدهور ومخز والسلطة تتحمل مسؤولية هذا الوضع والاخطار وكل ما يسبب من أخطار وأضرار على المواطنين، وأنا أسأل أين صندوق النظافة والتحسين وماهو دوره أين تذهب الايرادات؟ لقد كنا نشاهد في السابق عمال نظافة في السوق لكنهم الآن اختفوا ولاندري ما السبب، المسؤولون يعرفون بمعاناة ومتاعب المواطن من تدهور النظافة لكنهم صامتون ويتجاهلون شكوانا».

< أما المواطن جميل صالح علي فقال: «من يمر في سوق كرش يصيبه الغثيان بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات الاسماك ومستنقعات المجاري والقمامة المتراكمة وسط الشوارع وقرب المحلات، وضع النظافة متدهور والخطر البيئي قادم ما لم تقم الجهات المعنية بوضع المعالجات السريعة وتخصيص ايرادات صندوق النظافة والتحسين للحفاظ على نظافة المنطقة».

في مكتب الاشغال لم نجد مديراً!
< في ختام جولتنا بمنطقة كرش توجهنا الى مكتب الاشغال للالتقاء بالمدير وإطلاعه على شكاوى وهموم المواطنين من جراء تدور أوضاع النظافة ومعرفة ما يقوم به المكتب وصندوق النظافة من اجراءات وخطوات عملية لمعالجة هذا الوضع والتخفيف من معاناة الاهالي لكن لم نجده وعندما حاولنا جمع أحاديث وآراء بعض الموظفين بالمكتب اعتذروا عن الحديث تحت مبرر أن حديثهم لـ «الأيام» سيعرضهم لمشاكل ومساءلة هم في غنى عنها.

عجائب وغرائب في المسيمير
< وعند انتقالنا الى منطقة (السوق) بمديرية المسيمير وجدنا ان أوضاع النظافة فيها لا يختلف عن حال وواقع منطقة (كرش) فيما يتعلق بتراكم القمامة وانتشار أكياس النايلون والعلب الفارغة ووجود مستنقعات مياه المجاري، غير أن وضع المسيمير يفوق قليلاً من حيث الخطورة بسبب مشكلة اختلاط مياه المجاري في (الحافة العليا) بمياه الشرب التي تضخ من البئر، وكذا وجود البيارات وما تشكله من خطر يهدد حياة الاطفال.

< أول المتحدثين عن الوضع المتدهور للنظافة في المسيمير كان المواطن فاروق أحمد الحميدي، رئيس جمعية المياه والصرف الصحي الذي قال:«الوضع البيئي خطير، ومستوى النظافة تحت الصفر ويتم تصريف مياه المجاري وسط الشوارع والازقة وبعض المساكن توجد بها بيارات لكنها مكشوفة وتهدد حياة المارة وخاصة الاطفال كما ان شبكة مياه الشرب قديمة وتالفة وأصحبت غير محمية من التلوث بسبب تسرب مياه المجاري اليها».

وأضاف:«هناك مشروع للصرف الصحي بتمويل من هيئة التنمية الدولية، والمواطنون ساهموا في المشروع بدفع مبالغ مالية وقد قام فريق فني بالنزول الى المنطقة وأجرى عملية المسح وأخذ البيانات والمعلومات اللازمة للمشروع ونتوقع ان يتم تنفيذه قريباً».

< أما الاخ أحمد محمد علي، صاحب محل تجاري فقال:«النظافة غير موجودة ولم تصل الى منطقتنا، نحن نقوم كل شهرين بإحضار عمال النظافة من الراهدة على حسابنا الخاص رغم اننا ندفع رسوم النظافة والتحسين ولا ندري أين تذهب ولمن؟ معاناة المواطنين تزداد بسبب سوء النظافة وصحف الحكومة والاعلام الرسمي يتحدث عن المنجزات وغيرها ولم نجد منه أي اهتمام بالمسيمير حتى في لقطة أو في مقال عابر».

صورة لشارع مدينة المسيمير
صورة لشارع مدينة المسيمير
< كما تحدث المواطن عبدالله محمد عرابي فقال:«حالة الناس ومعاناتهم زادت بسبب اهمال وتقصير مكتب الاشغال لمسألة النظافة وازالة المخلفات التي تنتشر في كل مكان.

هناك مشروع لبناء سوق للسمك تم اعتماده وأنزلت المناقصة ولكنه لم ينفذ حتى الآن، انتشار الذباب والبعوض والحشرات والزواحف أصبح شيئا مألوفا عند أهالي المسيمير وكثرت شكاوانا لكن المجلس المحلي لم يولها الاهتمام اللازم ويا فصيح لمن تصيح».

< أما المواطن صادق أحمد طلحة فقال:«الوضع خطير بسبب عدم الاهتمام بالنظافة، أولادنا تهددهم البيارات والامراض والاوبئة لا يسلم منها أحد، والمطلوب أن تكون الجهات المعنية عند مستوى المسؤولية ويعملوا على سرعة معالجة هذا الوضع.

وأدعو المجلس المحلي للقيام بدوره وتقديم الدعم لمشروع المياه والصرف الصحي بالمديرية، حتى يرى النور ويتم البدء بتنفيذه».

يرمون القمامة خلف مكتب الأشغال
<ختاما لجولتنا بمديرية المسيمير قررنا التوجه إلى مكتب الأشغال ومعنا ما جمعناه من أحاديث وهموم ومشاكل الاهالي لمناقشتها مع المعنيين بالمكتب لفت نظرنا أشياء غريبة مبنية من البلوك (البردين) التشققات واضحة على جدرانها وكذا خطوط الأرضة وبجوار المكتب كوم من القمامة التي اضطر الناس الى رميها هناك ولسان حالهم يقول :«هذه مسؤوليتكم وعليكم معالجتها».

دحلنا المكتب حيث التقينا الاخ علي أحمد عوض، نائب مدير مكتب الاشغال الذي رد على ما طرحناه من ملاحظات حول أوضاع النظافة بقوله :«وضعنا صعب للغاية وتقدمنا بعدة مقترحات للمجلس المحلي ولم نجد أي اهتمام أو تجاوب وعمليا لا يوجد لدينا صندوق فعلي للنظافة بل نقوم بجهود ذاتية خارجة عن نطاق عملنا ومهماتنا مثل جلب عمال النظافة من الراهدة».

وأضاف :«نحن نواجه صعوبات عديدة فهذا المبنى آيل للسقوط ولا يوجد به سوى كرسي وعدد الموظفين 13 موظفا والوثائق والسندات نحملها معنا في الحقائب وعند نزول الامطار يتحول المبنى الى بحيرة، كما لا يوجد لدينا سيارة لجمع القمامة وكما تلاحظون ان مقلب القمامة ملتصق بالمكتب تماما».

< في الاخير لن نضيف شيئا الى ما ذكره نائب مدير الاشغال بالمسيمير عن ما وصلت اليه النظافة من وضع متدهور فالمعالجة والحلول ليست بيده بل لدى جهات أخرى لا ندري متى ستلتفت الى هذه المناطق التي تعتبر جزءاً من اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى