نجوم عرب تركوا بصمة في مشاركاتهم بكأس العالم

> «الأيام الرياضي» خاص:

>
المغربي عزيز أبو دربالة في احدى مباريات كأس العالم ضد بولندا
المغربي عزيز أبو دربالة في احدى مباريات كأس العالم ضد بولندا
الجزائري رابح ماجر .. ثلاث دقائق كانت كافية لشاب جزائري قادم من احد احياء العاصمة الفقيرة هو رابح ماجر لدخول تاريخ كرة القدم من بابه الواسع، وتخليد اسمه بين عمالقة ومشاهير اللعبة في العالم. ففي 27 مايو 1987، في فيينا كان بايرن ميونيخ الالماني متقدما 1-صفر على بورتو البرتغالي في المباراة النهائية لكأس ابطال اوروبا، وفي الدقيقة 77 مرر لاعب بورتو البرازيلي جواري كرة عرضية لمسها حارس بايرن، البلجيكي جان ماري بفاف، فوصلت الى ماجر الذي كان المرمى خلفه، وفي ظرف ثوان قليلة وبلمسة سحرية بالكعب أدرك التعادل لفريقه. وبعد ثلاث دقائق، عاد فنان شوارع حي حسين داي في العاصمة الجزائرية الملقب بـ"مصطفى" وراوغ دفاع الفريق الالماني وبجهد خارق مرر كرة عرضية على طبق من ذهب باتجاه جواري الذي أسكنها شباك مرمى بايرن. وفاز بورتو باللقب الاوروبي الاغلى ومعه توج ماجر "ملك هذا النهائي"، وصار "مصطفى" اول لاعب عربي وافريقي طبع قبلاته على كأس ابطال اوروبا، بل وكان له الفضل الاكبر في فوز فريقه بها. ولم يكتف ماجر بذلك فجدد الموعد مع الشباك بعد ثلاثة اشهر في مسابقة الكأس القارية (انتركونتينانتال) في طوكيو عندما سجل هدف الفوز لفريقه على بينارول الاوروغوياني.

وبرغم انتمائه الى جيل يعتبر من افضل ما أنجبت الملاعب الجزائرية، الا ان ماجر كان الوحيد دون زملائه الذي نجح في خطف الاضواء والبقاء ضمن نخبة لاعبي كرة القدم الدوليين ، وبدأ ماجر مشواره ككل اترابه في شوارع احد احياء العاصمة الجزائرية "حسين داي" الشعبي ومنه تعلم بطل الجزائر لاحقا فنون اللعبة وأجاد في المراوغة.

وبدأ "مصطفى" مشواره في الدوري الجزائري مع نادي ديوان الحليب ثم انتقل الى ملاحة حسين وهو النادي الذي حقق معه الشهرة على الصعيد المحلي، لأن للنادي شعبية كبيرة في الجزائر ويلعب دائما الادوار الاولى في البطولة، ونال معه كأس الجزائر مرتين.

وبعدما رسخ ماجر قدميه في الجزائر استدعي الى المنتخب وبرز معه في تصفيات افريقيا المؤهلة الى كأس العالم 1982 في اسبانيا، وظهر في هذه الفترة جيل جديد من اللاعبين الذين مر جميعهم عبر منتخب الشباب، امثال الاخضر بلومي وصالح عصاد، وزاد قوة المنتخب في تلك الفترة تجربة المخضرمين من امثال مصطفى دحلب وعلي فرقاني.

وتمكن المنتخب الجزائري من تحقيق حلم طال انتظاره وهو التأهل الى نهائيات كأس العالم على حساب نيجيريا التي فاز عليها ذهابا (2-صفر) في لاغوس و(2-1) في قسنطينة.

وشد المنتخب الجزائري الرحال الى اسبانيا للمشاركة في النهائيات لاول مرة في تاريخه، وشاءت القرعة ان تكون اول مواجهة "للخضر" امام العملاق الالماني في مباراة صبت كل التقديرات فيها لمصلحة زملاء اللاعب الكبير كارل هاينتس رومينغه، ودخل أشبال المدرب خالف محي الدين هذه المباراة من دون أي عقدة وتمكن ماجر من تسجيل هدف جميل في مرمى الحارس شوماخر مهد به الطريق الى فوز منتخب بلاده (2-1)، وهو الفوز التاريخي الذي لا يزال يفتخر به الجزائريون حتى الآن.

المغربي عزيز بودربالة
يعتبر عزيز بودربالة احد مشاهير كرة القدم المغربية والافريقية خلال الثمانينات وهي حقيقة لا تقبل الجدل .. تخرج من مدرسة فريق الوداد البيضاوي أحد قطبي كرة القدم المغربية وعندما نجح في فرض اسمه على الساحة المحلية دخل عالم الاحتراف من أوسع الابواب وكان لديه من المواهب ما يكفي ليجعل الملاعب تتحدث عنه طويلا.

وبودربالة الفنان على الملاعب الخضراء فنان بهوايته خارجها، فهو موسيقي كبير يعزف بإتقان على العود ومقطوعاته الموسيقية بلغت درجة العالمية.

ويملك بودربالة العديد من نقاط القوة والارتكاز، كثير الركض والحركة، يجيد مداعبة الكرة بالقدمين وبذكاء كبير، مراوغ مخيف ولاعب مبدع فنان لا يعرف الخصوم ماذا سيفعل بالكرة ولا كيف سيتحرك بها، مواهبه تتدفق دائما عطاء وتحركاته مشتعلة وتوغلاته مرعبة وتمركزاته قاهرة .. بات وجوده ضروريا في صفوف المنتخب منذ الكبوة الكبيرة والكارثية في الدار البيضاء عام 1979 عندما سقط المغرب امام الجزائر 1-5، وعلى الفور وضع اسمه على لائحة الطوارىء وبات مطلوبا بإلحاح لضخ دماء جديدة في شرايين المنتخب المغربي، ومن يومها صار لاعبا دوليا أساسيا ورسميا لاكثر من 12 عاما.

ارتفعت أسهم بودربالة بسرعة في بورصة النجوم حتى قبل أن يسرق الاضواء، وسجل حضوره القوي في مونديال المكسيك عام 1986، وفجر مواهبه بالعديد من الملاعب الاوروبية في فرنسا (ماترا راسينغ) وسويسرا (سيون) عندما دخل عالم الاحتراف.

لعب العديد من المباريات الدولية مع "اسود الاطلس" وشارك في 4 نهائيات لكأس الامم الافريقية اعوام 1980 في لاغوس و1986 في مصر و1988 في المغرب و1992 في السنغال عـنـدمـا احـرز لـقـب أفضل لاعب. وكان بودربالة دائما يترك صدى طيبا يشيد به الجميع، ويعتبر اللاعب المغربي الوحيد الذي بحوزته الرقم القياسي في عدد المباريات في نهائيات كأس الامم الافريقية (15 مباراة) في 4 دورات.

ولم يكن بودربالة محظوظا البتة، فقد كان يحدوه طموح عارم لاحراز لقب افريقي مع اسود الاطلس لكنه ومع ذلك يشعر بسعادة عارمة للجهد الكبير الذي بذله في الملاعب الافريقية دفاعا عن الالوان الوطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى