> تراجعت أمس الثلاثاء احتمالات تحول العاصفة المدارية البرتو لتصبح اول إعصار لعام 2006 عند زحفها صوب فلوريدا وأدت لسقوط امطار غزيرة على الساحل المهجور,وكان مركز العاصفة لا يزال فوق خليج المكسيك في الساعة الخامسة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (09:00 بتوقيت جرينتش) غير أن رياحا شديدة وأمطارا غزيرة اجتاحت فلوريدا حيث أصدر مسؤولون اوامرهم لآلاف السكان بإخلاء الجزر وسهول الفيضانات والمخيمات.

وقال مركز الأعاصير الوطني بالولايات المتحدة إنه في الخامسة صباحا كان مركز العاصفة البرتو على بعد نحو 95 كيلومترا جنوب شرقي ابالاتشيكولا بفلوريدا وكانت تتحرك الى الشمال الشرقي بسرعة تبلغ حوالي 15 كيلومترا في الساعة.

وتباطأت سرعة رياح البرتو لتصل الى نحو 100 كيلومتر في الساعة اي أقل من 119 كيلومترا في الساعة وهي السرعة التي تتحول عندها العواصف المدارية الى أعاصير.

وقال مركز الأعاصير "رغم أنه ما زال هناك احتمال بأن تشتد (العاصفة المدارية) فإن احتمال تحول البرتو الى إعصار قبل وصوله الى الأرض يتراجع."

وحذر مدير مركز الاعاصير الوطني الامريكي ماكس مايفيلد بأن البرتو ما زالت قادرة على التسبب في أضرار كبيرة وأضاف قائلا لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الامريكية ان البرتو لا تزال قوية بدرجة يمكن أن تسبب بعض الأضرار الكبيرة "لا نريد أن نضخم من شأن الأمر لكننا بالتأكيد لا نريد أن نقلل من شأنه ايضا."

وأعلن جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا حالة الطواريء بالرغم من أن عدد السكان بالمنطقة التي يرجح أن تكون المحطة الأولى للعاصفة ضئيل كما أنها عبارة عن منطقة ريفية زراعية ولا توجد بها مدن كبرى مثل نيو اورلينز التي دمرها الإعصار كاترينا في اغسطس آب.

وقال مسؤولون بفلوريدا إن 26 مركزا للإيواء في 16 مقاطعة فتحت ابوابها لمن تم إجلاؤهم من السكان.

وقال بوش "هذه عاصفة خطيرة ونحن نتعامل معها بجدية... لا نتعامل مع عدد كبير من الناس لكن مع وضع اشتداد العاصفة الذي نتوقعه في الاعتبار وبالنظر الى سرعة هذه الرياح فإنني آمل الا يتصرف الناس بتحد."

وتأثر نحو 21 الفا باوامر الإجلاء. وذهب مسؤول الطواريء في مقاطعة سيتروس الريفية للناس في منازلهم أمس الأول الإثنين ليحثهم على التوجه الى مناطق اكثر ارتفاعا.

وقال تجار في قطاع الطاقة إن مسار العاصفة البرتو سوف يأخذها أكثر باتجاه الشرق بحيث لا تؤدي الى تعطيل وتضرر منصات النفط والغاز الواقعة قبالة الساحل والتي تضررت خلال موسم الأعاصير بالمحيط الأطلسي الذي حطم الأرقام القياسية العام الماضي,وخلال الموسم الذي بدأ في يونيو حزيران واستمر حتى نوفمبر تشرين الثاني 2005 وقعت 28 عاصفة مدارية تحول 15 منها الى أعاصير.

وقال مركز الأعاصير إن من المحتمل سقوط امطار يتراوح مستواها بين عشرة و20 سنتيمترا خلال اليوم في أجزاء من فلوريدا وجورجيا.

وفي الوقت الذي لا تمثل فيه العواصف المدارية تهديدا يذكر للدول المتقدمة فإن القلق في المناطق الساحلية بالولايات المتحدة ازداد بعد الإعصار كاترينا اكبر كارثة طبيعية تشهدها الولايات المتحدة من حيث الخسائر المادية وعدد القتلى.

وقتل الإعصار كاترينا اكثر من 1300 وخلف أضرارا قيمتها 80 مليار دولار وأدى لهبوط شديد في شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش بسبب سوء معالجة هذه الحالة الطارئة كما شرد كاترينا عشرات الآلاف وساعد في رفع اسعار النفط الى مستويات قياسية.

وتكونت العاصفة البرتو قبالة كوبا التي شهدت فيضانا طفيفا دون سقوط قتلى. رويترز