المجموعة الثالثة إثبات الذات وكبح جموح الوافدين وهولندا كرة جميلة وإنجازات غائبة والارجنتين واستعادة الهيبة الغائبة وصربيا مونتينيغرو إسم جديد في كاس العالم

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> تعتبر هولندا دائما من الفرق التي ترشح للمنافسة في كل البطولات التي تتواجد فيها ومنها كاس العالم وطبع المهاجم الدولي السابق ماركو فان باستن منتخب بلاده ببصماته عندما استلم ادارته الفنية خلفا لمواطنه ديك ادفوكات الذي استقال من منصبه بعد خروج هولندا من الدور نصف النهائي لبطولة امم اوروبا في البرتغال عام 2004 بعد الخسارة امام البلد المضيف 1-2.

لجأ الاتحاد الهولندي لكرة القدم الى الاسطورة يوهان كرويف ليس لقيادة المنتخب البرتقالي ولكن لاستشارته بخصوص المدرب الكفء القادر على تدريب هولندا وقيادتها الى مونديال المانيا 2006. واقترح كرويف اسم( فان باستن) صاحب الكرة الذهبية الاوروبية 3 مرات برغم انه لا يملك خبرة كبيرة في ميدان التدريب لانه كان يشغل وقتها منصب مساعد مدرب الفريق الرديف لاياكس يون فانت شيب.

وأكد كرويف كما درجت العادة ثقته بالمدربين صاحبي الخبرة الكروية كلاعبين ولم يتردد في اقتراح فان باستن الذي بات مدربا للمنتخب الهولندي بمساعدة فانت شيب. ويملك المنتخب الهولندي عناصر رائعة تلعب كرة قدم ساحرة وحديثة بإمكانها تحقيق ما عجز عنه منتخبا الاحلام: الاول عامي 1974 و1978 بقيادة كرويف وكرول ونيسكنز واري هان ورنزنبريك وريب وفان دي كيركهوف، والثاني اواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات بقيادة الثلاثي الشهير فان باستن ورود خوليت وفرانك رايكارد الى جانب رونالد كومان ودينيس برغكامب وفرانك فيرلات والشقيقين فرانك ورونالد دي بوير. ويضم المنتخب الهولندي تشكيلة متجانسة ومتكاملة من حراسة المرمى مرورا بخطي الدفاع والوسط وصولا الى خط الهجوم.

ويمنح حارس مرمى مانشستر يونايتد المتألق (ادوين فان در سار) ثقة كبيرة لخط الدفاع بفضل تدخلاته الرائعة وسيطرته على منطقة العمليات خلف المخضرمين العملاق ياب ستام (ميلان الايطالي) وفيليب كوكو (ايندهوفن).

ويشكل الثنائي ستام وكوكو قوة ضاربة في خط الدفاع الى جانب نايجل دي يونغ (اياكس) وجيوفاني فان برونكهورست (برشلونة الاسباني) وفيلفريد بوما (استون فيلا الانكليزي) وبولحروز.

ولا يختلف خط الوسط عن خط الدفاع ويقوده المتألق وصانع العاب هامبورغ الالماني رافايل فان در فارت الى جانب ويسلي شنايدر (اياكس) ودينيس لاندتسات (الكمار)، فيما يتكفل جورج بواتنغ (ميدلزبره الانكليزي) وادغار دافيدز بالمهام الدفاعية.

وتكمن قوة المنتخب الهولندي في خط هجومه الذي يضم أكثر من نجم ابرزهم الثلاثي الانكليزي مهاجم تشلسي اريين روبن ومهاجم ارسنال روبي فان بيرسي وهداف مانشستر يونايتد الى جانب ديرك كويت (فيينورد) وراين بابل (اياكس) ويان فينيغور اوف هيسيلينك (ايندهوفن).وسيكون الهولنديون على موعد لفك النحس الذي يلازمهم في نهائيات كأس العالم رغم ضمهم افضل اللاعبين في جميع الخطوط، لان هولندا اذا لم تلد كل عام لاعبا من طينة يوهان كرويف نجم اوروبا في السبعينات الذي ترك مع المدرب رينوس ميكلز بصمات باهرة لا تمحى، فإنها ضمت في كل مرة جنودا جيدين.

من جهته، قال كوكو:"انها أصعب قرعة يمكن تخيلها، فالارجنتين بين المرشحين للقب، وساحل العاج في نظري هو افضل منتخب في افريقيا، ومنتخب صربيا ومونتنيغرو من الصعب الفوز عليه فهو حل اولا امام اسبانيا في التصفيات، لكن مواجهة الارجنتين في الجولة الثالثة الاخيرة سيكون امتيازا بالنسبة لنا شريطة حصد نقاط في المباراتين الاوليين".

صنف المنتخب الارجنتيني في النهائيات الاخيرة بين المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب العالمي شأنه في ذلك شأن منتخبات البرازيل والمانيا وايطاليا، لكنه خيب الامال في النهائيات الثلاث الاخيرة حيث خرج من ثمن النهائي عام 1994 على يد رومانيا 2-3 في الولايات المتحدة، ومن ربع النهائي امام هولندا 1-2 في فرنسا 1998، ومن الدور الاول في كوريا الجنوبية واليابان معا عام 2002.

ولن تختلف حال المنتخب الارجنتيني في مونديال المانيا برغم انه بين المنتخبات المرشحة للقب وذلك كونه في اطار انتخاب اغلب عناصره من اللاعبين الشباب في مقدمتهم كارلوس تيفيز وخوان رومان ريكيلمي وماكسيميليانو غونزاليز بالاضافة الى الجيل المخضرم بقيادة هرنان كريسبو وخافيير زانيتي وخوان بابلو سورين.

وتتضح حالة عدم الاستقرار الفني للمنتخب الارجنتيني في ظاهرة تغيير المدربين وآخرها الاستقالة المفاجئة لمارتشيلو بيلسا على الرغم من قيادته الارجنتين الى نهائي كأس الامم الاميركية الجنوبية في يوليو 2004 والى احراز ذهبية دورة الالعاب الاولمبي في اثينا في العام ذاته.وعرض الاتحاد الارجنتيني المنصب اولا على مدرب بوكا جونيورز السابق كارلوس بيانكي لكن الطرفين لم يتوصلا الى اتفاق، فاختير خوسيه بيكرمان للمنصب.

وكانت الارجنتين، حاملة اللقب عامي 1978 و1986 ووصيفة بطلة عامي 1930 و1990، اول المنتخبات المتأهلة الى المونديال في اميركا الجنوبية..وتسعى الارجنتين الى استعادة هيبتها العالمية التي فرضتها في اواخر السبعينيات وطيلة الثمانينيات بقيادة جيلها الذهبي الاول بزعامة باساريللا وكامبس والذي احرز اللقب العالمي عام 1978 في الارجنتين، والثاني بقيادة الاسطورة و"الولد المدلل" دييغو ارماندو مارادونا وكلاوديو كانيجيا وبوروتشاغا الذين ساهموا في احراز اللقب عام 1986 في المكسيك، وبلوغ النهائي عام 1990 قبل الخسارة امام المانيا صفر-1 من ركلة جزاء قاسية في المباراة النهائية سجلها اندرياس بريمه حيث كانت قد بدات البطوله بالفوز على كوتفوار .

وتعقد الارجنتين آمالا كبيرة على صانع العابها ريكيلمي لفك التكتلات الدفاعية للمنتخبات المنافسة ومد المهاجمين بالكرات الحاسمة، خصوصا ان ريكيلمي يطمح بدوره الى خطف النجومية وتأكيد اختيار بيكرمان له على حساب فيرون.

وسيكون مهاجم تشلسي الانكليزي هرنان كريسبو على موعد لفرض الذات وهو الذي عاش فترة عصيبة مع منتخب بلاده في الاعوام السابقة حيث لازم مقاعد الاحتياط بسبب تواجد الهداف المتألق غابريال عمر باتيستوتا بيد ان اعتزال الاخير فسح المجال امام كريسبو لفرض نفسه اساسيا في التشكيلة.

بيد ان المركز الاساسي في هجوم الارجنتين لن يكون في متناول كريسبو بسهولة لتواجد مهاجمين من الطراز الرفيع هما كارلوس تيفيز الذي اختير افضل لاعب في الدوري البرازيلي مع فريقه كورينثيانز الذي احرز اللقب، ومهاجم فياريال الاسباني لوتشيانو فيغيروا الصاعد بقوة نحو النجومية.

ولن تكون مهمة الارجنتين سهلة في المونديال لان القرعة لم ترحمها وأوقعتها في مجموعة قوية هي الثالثة الى جانب هولندا المرشحة لاحراز اللقب والتي عبرت منتخبات عدة عن املها في عدم اللعب معها في مجموعة واحدة، بالاضافة الى صربيا التي حجزت بطاقتها امام اسبانيا، وساحل العاج الضيف الجديد على النهائيات والساعي الى تحقيق المفاجأة على غرار السنغال عندما أسقطت فرنسا حاملة اللقب في المباراة الافتتاحية لمونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002... وتشكل المنتخبات الافريقية عقدة للارجنتين التي تتذكر جيدا ما حصل لها في المباراة الافتتاحية لمونديال ايطاليا عام 1990 عندما خسرت امام الكاميرون بهدف وحيد.

حتى العام 1993 كان المنتخب الصربي يخوض المنافسات الدولية تحت جناح يوغسلافيا قبل تفتت الجمهورية الاتحادية ليوغسلافيا عام 1991، لذلك فإن وصول صربيا مونتينيغرو الى نهائيات كاس العالم 2006 في المانيا هو الاول لهذه الدولة مع العلم ان يوغسلافيا سبق وتأهلت لكاس العالم 7 مرات اعوام 1930 و1950 و1958 و1962 و1974 و1990 و1998 وابدعت في مشاركتها الاولى.

ومع فشل المنتخب الصربي في بلوغ كاس اوروبا وتعرض المنتخب الاولمبي لهزائم ثقيلة في دورة الالعاب الاولمبية في اثينا بخسارته امام الارجنتين صفر-6 واستراليا 2-5، وتونس 2-3، ابدى الصربيون تعطشهم لرؤية منتخب بلادهم يحقق انجازا يمحو الخيبات السابقة فاعتبر المدرب بتكوفيتش تصفيات كاس العالم بمثابة التحدي له وأخذها على عاتقه منذ البداية على امل تحقيق الحلم لاول مرة. صربيا التي خسرت لقاءها الاول امام الطاحونة الهولندية مازالت تعقد الأماني في تحقيق نتائج جيدة في المباراتين المتبقيتين لها ضد كوتفوار والارجنتين .

واعتبر المدرب بتكوفيتش ان المنتخب الصربي استحق التاهل لانه تطور تدريجيا لكنه قال ان البعض يضع علامات استفهام على ما سنقدمه في المانيا لكنني اقول ان بإمكاننا اللعب على نفس المنوال كما فعلنا في التصفيات، لدي لاعبين يلعبون جيدا مع فرقهم، وببساطة فريقنا يستطيع تغيير النتائج بسهولة، لدينا بعض الضعف لكننا قادرون على حله قبل بدء المباريات".

وأشار الى ان التاهل للمونديال نجاح للجميع لا سيما الجماهير الصربية التي تحقق بعد 15 عاما من الانفصال انجازا سجل بإسم هذا الوطن. ولا يبدي بتكوفتش قلقا على مستقبل صربيا لان الجيل الجديد تحت 17 و19 عاما موجود لكنه رأى ان المشكلة "تكمن في ان اغلب اللاعبين الصغار يتجهون للعب بسن مبكرة في الخارج وهذا يعني اننا نفتقد لدوري قوي".

ولا شك ان التجربة ستكون مفيدة لصربيا في المونديال ومن غير المستبعد ان تسير على النهج اليوغسلافي بالعبور للدور الثاني كما في آخر مشاركة في مونديال 1998 في فرنسا.

ساحل العاج
وأخيرا، يمكن لساحل العاج أن تفخر بشيء آخر في كرة القدم عدا إنجاز رفاق جويل تيهي وآلان غواميني الفائزين بكأس إفريقيا 1992 أمام غانا، وهو آخر ظهور قوي لهذا البلد في القارة الإفريقية.

وتكمن اهمية الإنجاز العاجي كونه من صنع عددا من اللاعبين المغتربين والذين يلعبون في اوروبا في وقت تجرى المنافسات المحلية أمام مدرجات فارغة، ودون لاعبين على المستوى الكبير.

وفي الوقت الذي تشتد فيه الأزمة السياسية ويتوجه البلد نحو الانقسام، نجح منتخب "الفيلة" في التأهل لنهائيات كأس العالم في المانيا للمرة الاولى في تاريخه ولكاس امم إفريقيا في مصر، ورغم الصفعة الكبيرة التي وجهتها الكاميرون في الرابع من شهر سبتمبر الماضي بفوزها (3-2) في أبيدجان، وأدت لفقدانه الصدارة الا ان منتخب ساحل العاج عرف كيف يسترجع المبادرة ومع ذلك لابد هنا من رسالة شكر نوجهها للاعب المصري محمد شوقي والذي سجل هدف التعادل في مرمى الكاميرون ساهم بخروج الاخيرة وتاهل ساحل العاج.

وحاول العاجيون 7 مرات على امل تحقيق الحلم الا انهم في كل مرة كانوا يصطدمون بعمالقة افريقيا اما الكاميرون او نيجيريا، لكن المحاولة نجحت اخيرا على يد المدرب الفرنسي هنري ميشال احد اكثر المدربين تواجدا في نهائيات كأس العالم مع منتخبات مختلفة كما هي الحال مع الصربي بورا ميلوتينوفيتش.

ورقص العاجيون فرحا بالانتصار الذي طال انتظاره واستقبل الرئيس العاجي المنتخب ومنح لاعبيه ارفع الاوسمة..

ويبدو ان القائمين على منتخب ساحل العاج لايريدون فقط من كاس العالم المشاركة انما ترك بصمة على غرار ما فعلت الكاميرون ونيجيريا والسنغال سابقا ومن اجل ذلك وضع هنري ميشال خطة طموحة تتمثل باللعب مع منتخبات عريقة.

ويعتبر دروغبا الذي قال عنه حارس بايرن ميونخ ومنتخب المانيا اوليفركان انه افضل لاعب رآه في حياته يسدد بالرأس بعدما سجل الهدف الرابع لتشلسي في مرمى بايرن ميرنخ وانتهت المباراة بفوز تشلسي 4-2 ضمن دوري ابطال اوروبا في ابريل 2005. .

عموما ورغم الخساره من الارجنتين فما زال بإمكان كتيبة الفيلة ان تغامر في ماتبقى من مباريات لاسيما وان معظم اللاعبين متعودون على اللعب في الاجواء الاوروبية فهل نرى مفاجأة عاجية تكون امتداد لما سبقها من الدول كالكاميرون ونيجيريا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى