نجوم خالدة في تاريخ المونديال

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> يوهان كرويف .. في احد المنازل المجاورة لملعب لومير الخاص بنادي اياكس امستردام الهولندي كان هناك صبي لا يتجاوز الثامنة من عمره يتسلق جدار الملعب المواجه لبيته على الرغم من تحذيرات والده الذي كان يعمل بقالا وذلك لمشاهدة تمارين فريقه المفضل اياكس امستردام متمنيا ان يرتدي الوانه في احد الايام..هذا الصغير لم يكن سوى يوهان كرويف الهولندي الطائر وهو كالكثير من الذين خلفوه تخرج من اياكس الذي اصبح بالفعل مشتلا للنجوم.

وسيبقى الرقم 14 الذي حمله طوال مسيرته رمزا لفن كرويف الذي كان يملك انطلاقة سريعة وذكاء حادا في التعامل مع الكرة حتى أطلق عليه لقب "بيليه الابيض". ويقينا لو قدر لكرويف ان يحرز كأس العالم ولو مرة واحدة لنافس بلا شك الملك بيليه على لقب افضل لاعب في العالم ، وتدرج كرويف في صفوف صغار اياكس ثم الناشئين قبل ان يعطيه المدرب الشهير رينوس ميكلز فرصته بين الكبار للمرة الاولى ضد ليفربول الانكليزي وكان في الثامنة عشرة من عمره عام 1967 اقيمت المباراة في امستردام ضمن الدور الثاني من مسابقة كأس ابطال اندية اوروبا في امستردام وسط ضباب كثيف لم يكن ليحجب الانجاز الذي حققه "المبتدىء" حيث قاد فريقه الى فوز كبير 5-2. ثم ساهم كرويف في بلوغ فريقه نهائي المسابقة ذاتها عام 1969 لكنه مني بهزيمة ثقيلة امام ميلان الايطالي 1-4.

ولم تنل الخسارة من كرويف وزملائه فبعد سنتين كان اياكس قد اصبح رائد الكرة الحديثة في ما عرف آنذاك بالكرة الشاملة التي تعتمد على دفاع المنطقة وضغط متواصل على الخصم وتكامل بين خطوطه الثلاثة أي ان الكل يهاجم والكل يدافع في آن واحد.

وتربع اياكس بقيادة كرويف على العرش الاوروبي ثلاث سنوات متتالية في 1971 و72 و73، كما نجح في قيادة منتخب بلاده الى نهائي مونديال 1974 في المانيا وخسر امام الدولة المضيفة مع انه قدم عروضا افضل.

ويملك كرويف سجلا ناصعا مع اياكس حيث فاز معه ببطولة هولندا تسع مرات وبالكأس المحلية 4 مرات وسجل في صفوفه 215 هدفا في 307 مباريات قبل ان ينتقل الى برشلونة الاسباني مقابل مبلغ خيالي في 25 اكتوبر عام 1973.

وكان برشلونة يحتل مركزا وسطا في الترتيب ويبحث عن لقب غاب عن خزائنه طويلا. وخاض كرويف اول مباراة له ضد غرناطة وسجل هدفين قبل ان يقود فريقه بعد سبعة اشهر الى اللقب الغالي بعد غياب 14 عاما ليصبح معبود الجماهير.

وقال رئيس نادي برشلونة آنذاك ريبا: "لقد كلفني كرويف كثيرا للتعاقد معه لكنه اثبت انه من طينة اللاعبين الكبار بقيادته الفريق الى احراز اللقب".

وللدلالة على شعبيته، فإن 60 الفا من انصار النادي نزلوا الى الشارع للتعبير عن غضبهم بالمطالبة بإقالة المدرب الالماني هانس فايسمولر الذي تجرأ على اخراج كرويف من احدى المباريات ضد اشبيلية في فبراير عام 1976.

وقال كرويف الذي يتهمه البعض بأنه متعجرف ومغرور :"انا لا أتلقى الاوامر من احد، قد يعتبر المدرب نفسه نجما لكن النجم المطلق للفريق هو أنا".

ولعب كرويف في صفوف برشلونة من 1973 الى 1978 وسجل له 48 هدفا في 140 مباراة، وانتقل في نهاية مسيرته الى فريق واشنطن ديبلوماتس في الدوري الاميركي الشمالي لكرة القدم وسجل في صفوفه 25 هدفا في 53 مباراة في مدى سنة ونصف السنة.

وعاد كرويف الى اياكس عام 1981 وتوقع البعض ان يكون خسر الكثير من فنه في الملاعب لكن المشجعين تدفقوا لمشاهدة المباراة الاولى لإبن النادي البار وصانع امجاده، فلم يخيب أمله وسجل هدفا تاريخيا قلما سجله لاعب آخر. وبقي مع اياكس حتى عام 1983 انتقل بعدها الى فيينورد وفاز معه في موسم ببطولة الدوري والكأس. لكن قصة الحب مع اياكس لم تنته فصولها فقد استعان به لتدريب الفريق وكان جوابه الطبيعي الموافقة. واحرز في اول موسم معه كأس هولندا فكان ذلك جواز سفره للمشاركة في كأس الكؤوس الاوروبية فتوج بطلا لها على حساب لوكوموتيف لايبزيغ الالماني الشرقي سابقا بهدف سجله خليفته ماركو فان باستن.

وفي العام 1988 انتهت قصة كرويف مع برشلونة بعد عرض خيالي لتدريب برشلونة.وفي صفوف برشلونة بنى كرويف فريقا رائعا ضم البرازيلي روماريو والبلغاري خريستو ستويتشكوف ونجح في الفوز ببطولة اسبانيا خمسة مواسم متتالية، لكنه بلغ ذروة المجد عندما قاد الفريق الى احراز لقب كأس ابطال الاندية الاوروبية للمرة الاولى في تاريخه عام 1992 على ملعب ويمبلي الشهير بفوزه على سمبدوريا الايطالي بعد التمديد بهدف سجله مدافعه الهولندي رونالدو كومان بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة.

ولم ينقص سجل كرويف الحائز على جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في البطولات الاوروبية ثلاث مرات (رقم قياسي بالتساوي مع مواطنه ماركو فان باستن والفرنسي ميشال بلاتيني) الا احراز كأس العالم، وقد سجل كرويف 33 هدفا في 48 مباراة دولية حمل فيها شارة القائد 33 مرة ايضا.

بوبي تشارلتون

عندما كانت بريطانيا تبكي بعض افراد فريق مانشستر يونايتد الذين قضوا في حادث الطائرة المأساوي وهي تهم بالاقلاع من مطار ميونيخ في السادس فبراير 1958، شاء القدر ان ينجو من بين الركاب الـ39 ثمانية عشر شخصا احدهم بوبي تشارلتون الذي صار فيما بعد احد نجوم انكلترا وصانعي امجادها.

حياة تشارلتون شبيهة برواية مثيرة، بدأت بميلاده في 11 اكتوبر 1937 في أحد أحياء عمال المناجم شمال انكلترا حيث كان ابوه يعمل هناك وبرغم ان جميع افراد العائلة كانوا يمارسون هذه المهنة، الا ان بوبي لم ينزل يوما الى النفق لان والده كان يراه ضعيفا وصغيرا ولا يصلح للعمل، أما اخوه الاكبر جاكي فكان قوي البنية.ويروى ان جاك كان يمقت اللعب مع بوبي الخجول، حيث شبه اسلوب لعبه بأسلوب "الفتيات". وكان تشارلتون الاب مولعا برياضة الملاكمة أما زوجته اليزابيت عمة مهاجم نيوكاسل الشهير آنذاك جاكي ميلبورن فكانت تهوى كرة القدم، وكان حلمها ان ترى اولادها الخمسة جاكي وبوبي وجورج وجيمي وستان كلهم على البساط الاخضر.

واذا كان جيم وجورج لعبا في فريق ليدز ضمن اندية الدرجة الاولى، وجاكي صار مهاجما لامعا في فريق نيوكاسل وانضم الى المنتخب الوطني فيما بعد، فإن الوحيد الذي لمع نجمه وصار احد رموز الكرة الانكليزية وحقق حلم أمه كان بوبي الذي صار في السادسة عشرة من عمره لاعبا دوليا في صفوف المنتخب المدرسي.

عندها بدأت العروض تنهال عليه. وكانت 8 أندية ترغب في ضم الشاب بوبي الى صفوفها، ووصلت قيمة احد العروض الى 800 جنيه استرليني، الا ان أم بوبي فضلت الـ50 جنيه استرليني التي عرضها مات بازبي مدرب احد اعرق الاندية الانكليزية وهو مانشستر يونايتد ، وانضم تشارلتون الى فريق الهواة في يوليو 1953، وكان يعمل ايضا كميكانيكي للسيارات، قبل أن يبدأ مشواره الاحترافي في 6 اكتوبر عام 1956، وفي اول لقاء له تمكن من تسجيل هدفين في مرمى تشارلتون، وشارك زملاءه بفعالية في نيل لقب الدوري الانجليزي الممتاز عام 1957، فكان ضمن الفريق الاحتياطي الذي سيشارك في كاس اندية ابطال اوروبا. وتمكن فريق «الشياطين الحمر» وهو لقب مانشستر يونايتد من اقصاء النجم الاحمر اليوغوسلافي بفوزه عليه 2-1 على ملعب "اولد ترافورد" وكان تشارلتون مسجل احد الهدفين، ثم تعادل الفريقان 3-3 في مباراة الاياب في بلغراد، وتمكن من تسجيل هدفين ايضا.

وعندما كان طاقم فريق مانشستر يونايتد يحتفل بتأهله الى الدور نصف النهائي كانت الاقدار تخبيء احداثا مؤلمة في مسيرة هذا الفريق العملاق الذي ابهر اوروبا، ففي السادس من فبراير1958 وفي رحلة العودة الى مانشستر توقفت الطائرة البريطانية في مطار ميونيخ، غير أنها عندما عاودت الاقلاع سقطت على المدرج فكانت الحصيلة 21 قتيلا ونجا 18 شخصا بينهم تشارلتون الذي بقي بين الحياة والموت لمدة شهر كامل قبل ان تكتب له الحياة من جديد الى جانب المدرب بازبي، وسجل اول عودة له الى الملاعب في الاول من مارس ، واعتبارا من هذا العام صار تشارلتون قائد الفريق وأحد رموزه، فحمل برفقة مجموعة من الشباب لواء التحدي تحت اشراف المدرب بازبي لاستعادة الذكريات الجميلة والامجاد، وفاءا لارواح الراحلين من نجوم الفريق .

تشارلتون الذي جمع بين اللمسات الفنية اللاتينية الرائعة، والقوة البدنية التي تميز الكرة البريطانية صار ظاهرة بكل ما للكلمة من معنى، وقاد فريقه الى الفوز بلقب الدوري عامي 1965 و1967.وكم كان المشهد مؤثرا عندما قاد تشارلتون فريقه الى احراز كأس ابطال الاندية الاوروبية بفوزه على بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد على استاد "ويمبلي" الشهير في لندن.

واهم شيء ميز حياة تشارلتون الكروية اضافة الى ابداعاته فوق البساط الاخضر، وفاءه لناديه الذي لم يغادره منذ بدايته الاولى عام 1956 الى آخر مباراة في حياته الاحترافية ضد تشلسي وتحديدا في 28 ابريل 1973، ليقترن بذلك اسم تشارلتون بالزي الاحمر للشياطين الحمر. وقد لعب بوبي تشارلتون 604 مباريات مع مانشستر في الدوري سجل خلالها 198 هدفا، وشارك 78 مرة في مباريات الكأس سجل فيها 20 هدفا، كما شارك في كأس رابطة الاندية المحترفة 24 مرة، وسجل 6 اهداف ولعب 45 مباراة في المنافسات الاوروبية للاندية سجل خلالها22 هدفا، اي 751 مباراة رسمية خاضها تشارلتون حقق فيها 246 هدفا.

تشارلتون والمنتخب

اما قصة تشارلتون مع منتخب بلاده فتلخصها مشاركاته الـ 106، فبدأت في 19 ابريل 1958 في غلاسكو امام المنتخب الاسكتلندي، غير انه وبالرغم من تمكنه من تسجيل هدف في هذه المباراة، وتسجيله لهدفين في مباراة البرتغال يوم 7 مايو 1958 في ويمبلي الا ان الاصابة منعته من المشاركة مع المنتخب الانكليزي في نهائيات كأس العالم 1958 التي اقيمت في السويد. بعدها صار تشارلتون احد اعمدة المنتخب الانجليزي، وقاده في نهائيات 1966 التي اقيمت في انكلترا للفوز باللقب العالمي، فصار بذلك نجم بلده الاول بفضل الدور الذي لعبه في تتويج منتخبه.

وفي هذا المونديال تحول تشارلتون من الهجوم الى الدفاع فكان الحاجز التي تتكسر عليه كل هجومات المنتخبات المنافسة، ليكتسب زملاؤه في الهجوم الثقة اللازمة ويهدون انجلترا اول لقب عالمي في تاريخها بل وتمكن من تسجيل هدف حاسم في مرمى المكسيك أهل منتخبه الى الدور الثاني. وفي الدور نصف النهائي كان تشارلتون النجم الاول من دون منازع حيث تمكن من تسجيل هدفين ضد البرتغال مقابل هدف واحد وفي نفس العام توج بالكرة الذهبية فكانت الفرحة فرحتين.

وبعد ان حقق حلم انكلترا في مونديال 1966، كان تشارلتون يرغب في ختام مشواره الرياضي بلقب عالمي ثاني في المكسيك 1970، حيث كان مايسترو الفريق،الا ان لاعبي منتخب المانيا الغربية سابقا ارادوا غير ذلك فأقصوا زملاء تشارلتون من الدور نصف النهائي بعد ان كان الانكليز متقدمين بهدفين فانهزموا 2-3. يذكر ان تشارلتون يحمل الرقم القياسي المحلي من حيث عدد الاهداف مع منتخب بلاده اذ سجل 49 هدفا بفارق هدف واحد عن غاري لينيكر.

بطاقة فنية

ولد في 25 ابريل 1947 في امستردام (هولندا)

الجنسية: هولندي

الوزن 68 كلغ الطول 78ر1 سم

شغل مركز مهاجم الفريق عندما كان لاعبا

دافع عن الوان اياكس امسترادم (1957-1973) وبرشلونة الاسباني (1973-1978) ولوس انجليس الاميركي (1979) وواشنطن ديبلوماتس الاميركي (1980-1981) ولوفانت (1981) واياكس امستردام (1981- 1983) وفيينورد روتردام (1983-1955)

قاد منتخب بلاده الى المباراة النهائية لكأس العالم عام 1974، واحرز كأس ابطال الاندية الاوروبية ثلاث مرات مع اياكس في الاعوام 1971 و1972 و1973 وقاده الى المباراة النهائية عام 1969 واحرز معه كأس السوبر الاوروبية عام 1972

احرز تسع مرات بطولة هولندا مع اياكس في الاعوام 1966 و1967 و1968 و1970 و1972 و1973 و1982 و1983 ومع فيينورد عام 1984

قاد برشلونة الاسباني الى الفوز ببطولة الدوري المحلي عام 1974

فاز خمس مرات بكأس هولندا اعوام 1967 و1971 و1972 و1983 (اياكس) و1984 (فيينورد)

احرز كأس اسبانيا مع برشلونة عام 1978

فاز بجائزة الكرة الذهبية الاوروبية ثلاث مرات اعوام 1971 و1973 و1974

اختير افضل لاعب في الولايات المتحدة عامي 1979 و1980

خاض 48 مباراة دولية وسجل خلالها 33 هدفا

درب اياكس امستردام وبرشلونة الاسباني

قاد برشلونة الاسباني عندما كان مدربه الى الفوز بكأس الاندية الاوروبية عام 1992 والى المباراة النهائية عام 1994 ، وقاد اياكس الى الفوز بكأس الكؤوس الاوروبية عام 1987 وبرشلونة عام 1989

قاد برشلونة الى الفوز بكأس السوبر الاوروبية عام 1992

قاد برشلونة الى الفوز ببطولة الدوري الاسباني اربع مرات في الاعوام 1991 و1992 و1993 و1994

قاد اياكس الى الفوز بكأس هولندا مرتين عامي 1985 و1986

قاد برشلونة الى الفوز بكأس اسبانيا عام 1990 وبكأس السوبر الاسبانية مرتين عامي 1991 و1992 .

بطاقة فنية

الاسم: بوبي تشارلتون

تاريخ الميلاد: 11 اكتوبر1937 في اشينغتون

القابه:

1957: بطل انكلترا

1963: كأس انكلترا

9196: بطل انكلترا

1966: بطل العالم

الكرة الذهبية الاوروبية

1967: بطل انكلترا

1968: بطل اوروبا للاندية ابطال الدوري

خاض 106 مباريات دولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى