بينما الحكومات العربية تلزم الصمت بشأن جوانتانامو .. محام جزائري .. إنهم صامتون لأنهم هم أنفسهم لا يحترمون حقوق الإنسان ولديهم معتقلات مماثلة

> بيروت «الأيام» اليستر ليون:

> يبدو الزعماء العرب صامتين بشكل غريب بشأن جوانتانامو حتى بعد ان اثارت وفاة ثلاثة من العرب في المعتقل الامريكي الغضب في شتى انحاء العالم.

ويقول منتقدون ان بعضهم يخشى مضايقة الولايات المتحدة وان آخرين سعداء بحبس مثيري المتاعب المحتملين وكلهم يعرفون ان معاملتهم للسجناء لا تصمد لاي تد قيق او تمحيص.

وربما يطالب الاتحاد الاوروبي الرئيس الامريكي جورج بوش في القمة الاوروبية الامريكية اليوم الاربعاء بإغلاق المعسكر لكن لم تأت اي دعوات مماثلة من الحكومات العربية التي يمثل مواطنوها اغلبية المعتقلين المحتجزين هناك دون محاكمة او اتصال بمحامين ويبلغ عددهم 460 سجينا.

وقال سعد جبار وهو محام دولي جزائري مقيم في لندن "انهم صامتون لأنهم هم انفسهم لا يحترمون حقوق الانسان. ولديهم معتقلات مماثلة لجوانتانامو." واضاف ان الدول العربية "الاستبدادية" لا يمكنها ان تهاجم الاساليب التي تتبعها هي نفسها في الاحتجاز دون محاكمة. وتابع "انها تعامل الاشخاص الذين يعتبرون خطرا على الأمن القومي بنفس الطريقة." وصرح بوش أخيرا بانه يود إغلاق معتقل جوانتانامو قائلا انه اعطى البعض ذريعة لاتهام الولايات المتحدة بعدم الالتزام بالمعايير التي تحددها للآخرين.

لكن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قالت انه ليس من السهل التفاوض على اعادة من وصفتهم "بأشخاص بالغي الخطورة" الى بلدانهم مع الحصول على وعد منها بألا يتعرضوا لاضطهاد وألا يطلق سراحهم ولم يكن لدى والد سجين يمني قال الامريكيون انه انتحر في جونتانامو مع اثنين من السعوديين هذا الشهر سوى السخرية من المسؤولين العرب.

وقال على عبدالله السلمي لرويترز في صنعاء "الزعماء العرب تخلوا عن مواطنيهم ويخشون الولايات المتحدة. ولهذا لا يجرؤون على الدعوة لإغلاق جوانتانامو." وقامت دول عربية حليفة لواشنطن مثل السعودية والكويت والبحرين بمساع هادئة لاستعادة سجنائها الا ان ذلك كان في كثير من الحالات لتقديمهم الى العدالة محليا وليس لاطلاق سراحهم.

وفي مايو عاد 15 سعوديا من جوانتانامو. وكلهم الآن في السجن ريثما تقرر السلطات السعودية ما إن كانت ستحاكمهم.

وقال مسؤول سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن نفضل العمل في تكتم من خلال قنواتنا الخاصة." واضاف ان هذا افضل من مواجهة واشنطن "بتصريحات مثيرة" بشأن 103 سعوديين لا يزالون يرزحون في ذلك المعتقل.

وقال مصلح القحطاني نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بالسعودية التي تحظى بمباركة رسمية ان من الصحيح ان سجل الدول العربية في مجال حقوق الانسان معيب "لكن اليست الولايات المتحدة المسماة بالمدافعة عن حقوق الانسان تفعل ما هو اسوأ.." وتنفي واشنطن اتهامات سجناء سابقين ومحامين وجماعات لحقوق الانسان بخصوص حدوث تعذيب في جوانتانامو حيث وقعت 41 محاولة انتحار قام بها 23 سجينا قبل وفاة الثلاثة هذا الشهر.

وتقول المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية نيكول شويري ان المساعي الدبلوماسية التي تتم في تكتم لاستعادة سجناء جوانتانامو لها عيوبها. واضافت "الافراج عن السجناء ينبغي الا يتوقف على وجود علاقات طيبة بين بعض الحكومات والولايات المتحدة." وتابعت "كل المحتجزين ينبغي ان يتمتعوا بحد ادنى من الضمانات. وهناك التزام على الولايات المتحدة بألا تعيدهم الى دول قد يتعرضون فيها للتعذيب ومن بينها دول عربية." وقالت شويري ان جوانتانامو قد يكون "قمة جبل الجليد"

مشيرة الى شبكة من مراكز الاحتجاز السرية يعتقد ان الولايات المتحدة تديرها في شتى انحاء العالم وتضم اشخاصا يشتبه في انتمائهم الى القاعدة.

واردفت "الامر المثير للقلق هو تواطؤ حكومات عربية وغيرها في الحرب الامريكية على الارهاب." وقال هشام قاسم رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان مشاعر العداء للولايات المتحدة التي أججها معتقل جوانتانامو كانت مفيدة لبعض الحكومات العربية التي شعرت بانها مهددة بسبب ضغوط ادارة بوش من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان.

وقال خالد العنسي وهو محام يمني وداعية لحقوق الانسان ان بعض الدول العربية تعتقد ان اساءة المعاملة في السجون الامريكية توفر لها الشرعية لقمع شعوبها.

واضاف "حولوا بلادهم الى سجون لخدمة الادارة الامريكية."

ولم تطالب مصر علنا بإعادة بضعة مصريين من جوانتانامو افرج عن احدهم.

وقال حسام الحملاوي وهو صحفي مصري وباحث لمنظمة هيومن رايتس ووتش ان القاهرة لم تشعر بضغوط محلية او بان ثمة حوافز فيما يتعلق بالمعلومات كي تسعى لإعادة رجال يحتمل ان يكون قد سمح لشرطتها باستجوابهم.

(شارك في التغطية محمد صدام في صنعاء وجوناثان رايت في القاهرة وسهيل كرم في الرياض وتوم فايفر في الرباط وسول هدسون في واشنطن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى