إدارة بوش ترفض التخلي عن المحاكمات العسكرية لمعتقلي جوانتانامو .. محامي اليمني حمدان:قرار المحكمة العليا عدم قانونية المحاكمات انتصار وعودة إلى القيم الجوهرية

> واشنطن «الأيام» ستيفن كولينسون:

>
المدعي العام نيل كاتل (يسار) والمحامي العسكري لسالم حمدان تشارلز سويفت يتحدثان الخميس خارج المحكمة العليا الأميركية بعد حكمها بعدم قانونية المحاكمات العسكرية لمعتقلي جوانتانامو
المدعي العام نيل كاتل (يسار) والمحامي العسكري لسالم حمدان تشارلز سويفت يتحدثان الخميس خارج المحكمة العليا الأميركية بعد حكمها بعدم قانونية المحاكمات العسكرية لمعتقلي جوانتانامو
رفضت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش التخلي عن المحاكمات العسكرية لمعتقلي جوانتانامو على الرغم من قرار المحكمة العليا الاميركية الذي قضى بعدم قانونية هذه المحاكمات، وهو الحكم الذي اعتبرته كبرى الصحف الاميركية انتصارا للقانون.

ففي صفعة للاستراتيجية القانونية التي اتبعتها الادارة الاميركية في اعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، اصدرت المحكمة العليا الخميس قرارا مفاده ان الرئيس تجاوز صلاحياته بإصدار اوامر بإجراء مثل هذه المحاكمات لانها تتعارض مع اتفاقيات جنيف.

وفي القرار الذي صدر بأغلبية خمسة اصوات مقابل ثلاثة، قالت المحكمة العليا ان الادارة الاميركية لا تملك "صلاحيات مطلقة" لاتخاذ قرار حول كيفية محاكمة الارهابيين المشتبه بهم والغت حكما اصدرته محكمة الاستئناف بحق سالم احمد حمدان سائق زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

الا ان البيت الابيض ومسؤولين آخرين سارعوا الى الاعلان عن انهم سيجرون مشاورات مع الكونجرس لتحسين القواعد التي تحكم مثل هذه المحاكمات بما يتماشى مع قرار المحكمة العليا.

كما اكد المسؤولون على ان قرار المحكمة لا يعني ان معتقل جوانتانامو سيغلق في وقت قريب. وصرح توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض "لن يحصل احد على بطاقة +اخرج من السجن حرا+".

واشادت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" أمس الجمعة بقرار المحكمة بوصفه "انتصارا للقانون"، فيما ادانت صحيفة "واشنطن تايمز" المحافظة القرار واعتبرته بمثابة قيد خطير على سلطات الرئيس.

وكانت اولى المحاكمات بدأت في يونيو 2004,وقال مسؤولون أمس الأول الخميس انه يحق لما بين 40 و50 من معتقلي جوانتانامو المثول امام محاكم جرائم حرب.

ولم تعلن سوى اسماء 14 من هؤلاء ولم توجه التهم الا الى عشرة منهم من بينهم حمدان.

من ناحية اخرى، قالت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ انها ستعقد سلسلة من جلسات الاستماع لتحديد الخطوات التالية والتمهيد لاحتمال اصدار قانون في سبتمبر المقبل.

وصرح السناتور جون وارنر رئيس لجنة الدفاع ان الكونغرس سينكب في اسرع وقت ممكن على دراسة مسألة الاطار القانوني الذي يمكن اعتماده في مكافحة الارهاب مع احترام القانون الاميركي والقانون الدولي.

صور نشرها مسؤولو الجيش الأميركي الثلاثاء لثلاثة من معتقلي جوانتانامو في إحدى الزنزانات
صور نشرها مسؤولو الجيش الأميركي الثلاثاء لثلاثة من معتقلي جوانتانامو في إحدى الزنزانات
وقال عدد من القضاة انه "ليس هناك ما يمنع الرئيس من العودة الى الكونجرس لطلب الصلاحيات التي يراها ضرورية".

وذكر مسؤول بارز في وقت متاخر أمس الأول الخميس ان المحكمة "ركزت على ان هذه المشاكل يمكن ان تحل ودعت الرئيس والكونجرس الى القيام بذلك".

وقالت المحكمة العليا ان المحاكم التي انشأها بوش تتعارض مع القانون الاميركي. ورفضت مزاعم الادارة بان الكونجرس خولها انشاء هذه المحاكمات بعد ان منح بوش سلطات واسعة عقب هجمات 11 سبتمبر.

واشارت المحكمة في قرارها الى ان النظام الحالي الخاص بالمحاكم غير مطابق لمعايير العدالة المنصوص عليها في معاهدة جنيف حول اسرى الحرب وكذلك احكام القضاء العسكري الاميركي وعلى الاخص في مجال حقوق الدفاع.

وقالت المحكمة "سواء وجهت الحكومة لحمدان تهمة تتعلق بمخالفة ضد قانون الحرب ام لا (...)، فإن المحاكم العسكرية ليس لديها السلطة" لمحاكمته.

وقال القضاة ان قرارهم لا يقوض "الحرب على الارهاب".

وجاء في القرار "لقد استند قرار المحكمة بشكل تام على اساس واحد: الكونجرس لم يمنح السلطة التنفيذية تفويضا مطلقا".

واكد ان "الكونجرس حرم الرئيس من السلطات التشريعية لانشاء محاكم عسكرية كالمحاكم المعنية بهذا القرار".

وصورة أخرى لإحدى الزنزانات من الداخل
وصورة أخرى لإحدى الزنزانات من الداخل
الا ان القاضي المحافظ كلارنس ثوماس حذر من ان القرار الذي اتخذ بالاغلبية يعني انه يجب الامساك ب"الارهابيين متلبسين" حتى يكون بالامكان محاكمتهم بموجب قوانين الحرب.

وكتب يقول "ان ذلك سيقيد قدرات الرئيس على مواجهة عدو شرس والحاق الهزيمة به".

ورأى تشارلز سويفت المحامي العسكري لسالم حمدان السائق السابق لاسامة بن لادن ان الحكم يعني ان موكله سيحصل الآن على محاكمة عادلة.

ووصف القرار بانه "صفعة" للاجراءات المعتمدة و"انتصار" و"عودة الى القيم الجوهرية". وقال انطوني روميرو المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية الاميركية، ان الحكم يظهر ان ادارة بوش لا يمكنها تخطي النظام القانوني في البلاد.

وتركزت القضية على حمدان الذي اعتقل في افغانستان في نوفمبر من العام 2001 ووجهت اليه محكمة عسكرية استثنائية رسميا تهمة التآمر في يوليو 2003. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى