بطولة 1966 هي أكثر بطولات كأس العالم إثارة للجدل والاستفسارات

> «الأيام الرياضي» وكالات:

> ستظل بطولة كأس العالم لكرة القدم 1966 محفورة دائما في الذاكرة على أنها الحدث الاكثر "إثارة للجدل والاستفسارات" في تاريخ كرة القدم. وقد صدرت هذه الكلمات المعبرة من المهاجم الانجليزي السابق جيوف هورست الذي أثار بنفسه هذا الجدل والذي تشكلت حياته بهذا الجدل منذ هذه البطولة.وكان هورست من الوجوه الجديدة في المنتخب الانجليزي قبل هذه البطولة ولكنه سجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في المباراة النهائية للبطولة والتي تغلب فيها المنتخب الانجليزي على منتخب ألمانيا الغربية 4/2 على استاد ويمبلي. ورغم تسجيل اللاعب ثلاثة أهداف في المباراة كان هدفه الثاني وهو الثالث للمنتخب الانجليزي الهدف الذي أزعج المنتخب الالماني و"كسر قلب" الماكينات الالمانية. وكان حامل الراية السوفييتي توفيق باخراموف قد أشار بأن الكرة قد تجاوزت خط المرمى بعد أن ارتطمت بالجانب السفلي من العارضة.وتساءل هورست مهاجم ويستهام الانجليزي سابقا في كتابه "1966 " قائلا "هل كان ذلك هدفا؟ وهل تجاوزت الكرة خط المرمى؟" وأضاف :"شغلني السؤالان معظم فترة شبابي.. إنني لا أعرف الاجابة ولا أعتقد أن بإمكاني معرفتها". وأوضح :"بعد الاستماع لما دار من جدل على مدار السنوات الطويلة الماضية منذ إقامة البطولة ومشاهدة الاعادة المصورة للمباراة في التلفزيون، أعترف بأنه يبدو لي أن الكرة لم تتجاوز الخط.. ولكن حتى يثبت شخص ما أمرا آخر سأظل سعيدا بما احتسبه الحكم جوتفريد داينست والحكم المساعد باخراموف".

ودائما ما تتعلق أبرز الاعمال البطولية والانجازات في الحياة بأرفع الخيوط وأكثر الصدف حظا. والدليل على ذلك أن أبرز إنجازات المنتخب الانجليزي وهو الفوز بلقب كأس العالم للمرة الوحيدة في تاريخ كأس العالم جاء في بطولة عام 1966 عندما اعتمد الفريق على مدير فني لم يكن هو المرشح الاول لتدريب الفريق استعدادا لهذه البطولة والاعتماد على خطط لم توضع إلا قبل قليل من بداية البطولة وعلى مهاجم بدأ البطولة على مقاعد البدلاء. وكانت النظرة إلى المنتخب الانجليزي رغم قدرته على المنافسة وصعوبة التغلب عليه ودخوله ضمن المرشحين الاقوياء للفوز بلقب البطولة هي أنه "فعال أكثر منه موهوب".

وكان المتابعون للبطولة يرون في منتخبات الارجنتين والبرازيل بقيادة بيليه وألمانيا بقيادة أوفي سيلر والبرتغال بقيادة إيزيبيو فرقا أكثر كفاءة. وكان أكثر من نصف لاعبي المنتخب الانجليزي آنذاك ضمن فئة النجوم العالميين مثل حارس المرمى جوردون بانكس ولاعب الارتكاز في وسط الملعب بوبي مور وقلب الدفاع راي ويلسون ولاعب خط الوسط المهاجم بوبي شارلتون والمهاجم جيمي جريفز. وقد سقط المنتخب الانجليزي في فخ التعادل السلبي الفاتر أمام منتخب أوروجواي في أول مبارياته بالبطولة ولكن سرعان ما حقق الفريق الفوز في مباراتيه التاليتين بنتيجة واحدة هي 2/صفر على المكسيك وأسبانيا ولكن لم يكن أداء الفريق الانجليزي مقنعا في المباريات الثلاث حيث واصل المدير الفني للفريق آلف رامسي في سياسة التغييرات المستمرة في صفوف الفريق. وفي نفس الوقت نجح المنتخب البرتغالي في جذب الانظار إليه وفاز في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الاول للبطولة كما أطاح بالمنتخب البرازيلي حامل اللقب في البطولتين السابقتين 1958 و.1962 أما منتخب كوريا الشمالية فقد تفرغ لتوجيه الصدمات حيث تغلب على المنتخب الايطالي في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ كرة القدم. وكان دور الثمانية في البطولة حاسما بالنسبة للمنتخب الانجليزي حيث واجه فيه المنتخب الارجنتيني الاسطوري. وقرر رامسي التوقف عن استخدام لاعبي الجانبين وبذلك أصبح الفريق معروفا بأنه "بدون جناحين" وبدلا من الجناحين اعتمد رامسي على مارتن بيترز وآلان بول لاعبي خط الوسط في التمرير إلى المهاجمين. ودفع رامسي كذلك بالمهاجم هورست أمام الارجنتين للمرة الاولى في البطولة حيث لعب هورست بدلا من جريفز المصاب ليقدم الفريقان إحدى أبرز المباريات في البطولة.

وشهدت المباراة سلسلة من الانذارات طرد على إثرها أنطونيو راتين قائد المنتخب الارجنتيني بسبب الاعتراض. ورفض راتين الخروج مباشرة من الملعب بعد أن طرد من المباراة حيث دخل في نقاش مع الحكم الالماني رودولف كرايتلين الذي أدار اللقاء. وخطف المنتخب الانجليزي المباراة قبل نهايتها بقليل حيث استغل هورست تمريرة بيترز وسجل الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 78 ثم تدخلت الشرطة لحماية الحكم من لاعبي المنتخب الارجنتيني في نهاية اللقاء.. وفي نفس الوقت رفض رامسي السماح للاعبيه بتبادل قمصان اللعب مع لاعبي الارجنتين حيث صنف لاعبي الفريق المنافس بأنهم "حيوانات".. وأضاف هورست :"أراد جميع لاعبي المنتخب الارجنتيني الاشتباك معنا بعد المباراة وألقوا بأحد المقاعد في حجرة خلع الملابس الخاصة بفريقي".

وكان فوز المنتخب الانجليزي على نظيره البرتغالي 2/1 وألمانيا على الاتحاد السوفيتي بنفس النتيجة في مباراتي الدور قبل النهائي قضية أخرى..وقال هورست حول ذكرياته عن مباراة الدور قبل النهائي أمام المنتخب البرتغالي :"لم يرتكب الفريقان أي خطأ للخشونة حتى الدقيقة 23 من المباراة".. وجاء فوز المنتخب الانجليزي على نظيره البرتغالي ليضع أصحاب الارض في نهائي درامي مع المنتخب الالماني. ومرة أخرى اتخذ رامسي الذي تنبأ لدى توليه مسئولية الفريق في عام 1963 بفوز المنتخب الانجليزي بكأس العالم خطوة جريئة عندما أصر على استمرار الدفع بالمهاجم هورست في التشكيل الاساسي بدلا من إعادة المهاجم الاصلي جريفز الذي تماثل للشفاء من الاصابة واستعاد لياقته قبل هذه المباراة. ويرى هورست أن السبب الرئيسي في فوز المنتخب الانجليزي باللقب عام 1966 لم يكن الاهداف الثلاثة التي سجلها في المباراة النهائية وإنما كانت عبقرية المدير الفني رامسي الذي نجح في خلق وحدة وتقارب بين اللاعبين الذين ظلوا مرتبطين بصداقة حميمة بعد البطولة. وقال هورست "استدعاء قلب الدفاع الخشن جاك شارلتون للمشاركة مع المنتخب الانجليزي في البطولة بعد أن خاض شارلتون مباراته الدولية الاولى في عام 1965 وهو في الثلاثين من عمره كان أحد الامثلة على طريقة تفكير رامسي.. وكان شارلتون نفسه يعرف أن مستواه لا يرقى لمستوى زميله في قلب الدفاع بوبي مور.

وقد سأل شارلتون رامسي عن السبب في استدعائه للفريق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى