ناقوس الخطر يدق قبل وقوع الكارثة في الشعيب

> «الأيام» محمد الحيمدي:

>
صخرة كبيرة متشققة آيلة للسقوط فوق مجموعة من المنازل والطريق العام وآبار المياه
صخرة كبيرة متشققة آيلة للسقوط فوق مجموعة من المنازل والطريق العام وآبار المياه
مديرية الشعيب بمحافظة الضالع لا تختلف كثيراً عن معظم مناطق اليمن من حيث الطبيعة الجغرافية (الطبوغرافية) ولذلك نجد أن النسبة الكبيرة من عدد السكان إن لم يكن كلهم يعيشون في منازل بنوها على قمم الجبال والهضاب وأسفل المنحدرات وفي خاصرتها (وسطها)، وهي الأماكن ذات العلاقة بظاهرة التصدعات والانزلاقات الصخرية التي تهدد حياتهم وأمنهم واستقرارهم وممتلكاتهم، لا سيما في الشهور الأخيرة حيث شهدت معظم قرى المديرية عدداً من هذه الظواهر، التي أصبحت هماً يومياً يؤرق حياتهم وكادت تحولها إلى جحيم لا يطاق، خاصة بعد أن رأوا بأم أعينهم أحداث قرية الظفير المأساوية، واستشعاراً منهم بهذا الخطر القاتل بل الكارثة الإنسانية المحدقة بهم، لاسيما وأنهم يشاهدون بوادرها وعلاماتها كل يوم وذلك في مدى التغيير الذي يحدث في هذه الجبال والهضاب والمنحدرات حيث أنها تشهد وبوتيرة سريعة تشققات وتصدعات وانزلاقات متكررة لصخورها، فقد تلقت «الأيام» الكثير من الاتصالات الهاتفية والخطابات المكتوبة والشفهية من قبل المواطنين في قرى المديرية خاصة من أهالي القرى الأكثر عرضة لمخاطر هذه الظواهر، بل إنهم قد تعرضوا لها فعلاً .. يطالبون فيها الصحيفة بالنزول إلى هذه القرى لنقل وعرض هذا الموضوع (الشبح) بل القضية الكارثة على صدر صفحاتها لعل وعسى أن تحرك الجهات المختصة والمسؤولة ساكناً لإيحاد حل مناسب وناجع لانقاذهم من شبح هذه الظاهرة التي تهدد حياتهم والاخضر واليابس بعد أن ملوا من كثرة مناشدة هذه الجهات .. وكدأبها «الأيام» لبت النداء والاستغاثة متجشمة عناء الرحلة وتسلق الجبال لتنقل حقيقة هذه الظاهرة كما هي بالكلمة والصورة بكل موضوعية وشفافية ومصداقية .. وهاكم الحصيلة .

كانت البداية من مدينة العوابل عاصمة مديرية الشعيب حيث أن اعداداً كبيرة من منازلها وبعض المنشآت الحكومية والأهلية المهمة مثل مبنى الاتصالات وثانوية العبادي ومعظم آبار مياه الشرب تقع مباشرة تحت جبل العوابل ولصيقة به، وهو أحد أكبر جبال محافظة الضالع، حيث شهد هذا الجبل قبل عدة سنوات انزلاقات صخرية ولولا لطف الله لكانت الضحايا كبيرة في الأرواح.

تلاميذ يقضون إجازتهم الصيفية في رعي الأغنام فوق جبل العوابل، تحت حرارة الشمس والمخاطر العديدة
تلاميذ يقضون إجازتهم الصيفية في رعي الأغنام فوق جبل العوابل، تحت حرارة الشمس والمخاطر العديدة
وقد كانت الخسائر في الممتلكات، حيث اسفرت هذه الانزلاقات عن ردم عدد من آبار مياه الشرب وأضرار جسيمة في كثير من الحقول الزراعية (المدرجات) التي كانت اثناء ذلك مثمرة وجاهزة للجني والحصاد، وكانت ابرز محاصيل هذه الحقول البن والحبوب بأنواعها المختلفة والقات، وكذا تعرض الطريق المار تحت هذا الجبل الذي يتفرع إلى عدد من قرى المديرية لأضرار بالغة مازالت أثارها ماثلة حتى اللحظة، وبعض الصخور المنزلقة مازالت معلقة على حافة الجبل ووسطه ومعرضة بين لحظة وأخرى للسقوط فوق المنازل والمزارع والطرق والبشر وكثير من الممتلكات، وقد افاد عدد من الأهالي بأنهم يسمعون أاصوات تشققات بعض اجزاء من الجبل وكذا مشاهدة انزلاقات بعض الصخور خاصة اثناء الامطار والرياح، بل إنهم خلال مراقبتهم اليومية لبعض اجزاء الجبل وجدوا أن هذه التشققات والتصدعات تزداد حجماً وعدداً يوماً عن يوم، الأمر الذي جعلها تميل منحدرة فوق منازلهم وممتلكاتهم الزراعية والحيوانية وفوق آبار المياه التي تقع تحت الجبل، وقد لاحظنا اثناء نزولنا أن هناك صخوراً ضخمة آيلة للسقوط والانزلاق ما إذا تعرضت لابسط احتكاك، ما بالكم ونحن قادمون على مواسم تكثر فيها الامطار الغزيرة المستمرة لعدة أيام والرياح العاتية.. الأهالي متوجسون خائفون لا يعرفون ماذا يعملون بعد أن خذلتهم كل الجهات التي لم تعر مطالبهم وصرخاتهم المكلومة أدنى اهتمام، وقد لاحظنا وجوههم وقد كستها الكثير من الاسئلة الحائرة القلقة التي تبحث عن اجابة وحلول من قبل هذه الجهات، فهم يتساءلون هل يرحلون ويتركون منازلهم.. ولكن إلى اين الرحيل؟ أم يمكثون لمصيرهم المحتوم وهو الموت ولا سواه تحت انقاض هذه الصخور.. كما يتساءلون من هو المسؤول الذي سيحاسب على إهماله إذا حدث لهم مكروه (كارثة إنسانية)؟ وقبل هذه السؤال يتساءلون من هو المسؤول أو الجهات التي من واجبها انقاذهم من هذا الخطر طالما وأن كل الجهات التي ناشدوها قد صدت في وجوههم الأبواب.

ونفس سيناريو الخطر يتكرر في قرى(القهرة والصلئة والرحبة وبخال وقتد والمضو) التي تقع أسفل الجبل من الناحية الخلفية، حيث شهدت قبل عدة شهور انزلاق العديد من الصخور أسفر عنه تدمير وتخريب بعض اجزاء من طرق السيارات والمارة ونفوق عدد من المواشي وطمرت بعض آبار مياه الشرب والسدود والحواجز المائية بالصخور والاتربة وكذا تعرضت بعض المنازل والحقول الزراعية لأضرار متفاوتة حسب قربها أو بعدها من مكان الانزلاقات، كما لمسنا وتأكدنا من خلال نزولنا وبحثنا في هذا الموضوع أن هناك قرى قد تعرضت للانزلاقات الصخرية وتكبدت خسائر مادية جسيمة وبعض الضحايا في الأرواح (قتلى وجرحى).

انغلاق صخري يكبر ويزداد حجم تشققه يوما عن يوم يطل على مدينة العوابل ويشكل خطرا كبيراً
انغلاق صخري يكبر ويزداد حجم تشققه يوما عن يوم يطل على مدينة العوابل ويشكل خطرا كبيراً
وبعض قرى بل معظم قرى مديرية الشعيب معرضة في المستقبل القريب لمخاطر هذه الظاهرة الكارثية وذلك بحكم الموقع الجغرافي لهذه القرى كما اسلفنا القول، وتزداد حدة هذه المخاطر اثناء مواسم الامطار والسيول التي تجرف التربة من هذه الجبال والهضاب، مما يجعلها مضطربة وغير متماسكة وهشة في ظل عدم وجود حواجز وسدود دفاعية للتخفيف من شدة وحدة الامطار والسيول وتأثيرها على الجبال والهضاب لا سيما تلك التي بنيت فوقها المنازل أو تحتها.

واخيراً نكون في «الأيام» قد دققنا ناقوس الخطر قبل وقوعه تاركين الكرة في ملعب الجهات المختصة لإنقاذ أهالي هذه القرى من حدوث كارثة إنسانية لا تقل بشاعة ومأساوية عن كارثة الظفير بصنعاء لا سمح الله.

اللهم إننا قد بلغنا.. اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى