بوفون الأسطورة.. وليمان التعيس

> المانيا «الأيام الرياضي» وكالات :

>
صرخة انتصار وتألق وبطولة أصبحت ملازمة للحارس بوفون
صرخة انتصار وتألق وبطولة أصبحت ملازمة للحارس بوفون
يقولون حارس المرمى يساوي نصف الفريق للاختبارات المتعددة التي يواجهها وكخط دفاعي أخير.. وفي أحيان كثيرة يكون الحارس بمثابة فريق بأكمله عندما تضعه الظروف في محك صعب والتصدي لضربات الترجيح لترجيح كفة فريق على آخر لتعادل الكفتين في أمور كثيرة .. وفي بطولة كأس العالم الأخيرة قاد أربعة حراس منتخباتهم للدور قبل النهائي وأبلوا بلاءً حسناً في مواقف صعبة أمام عمالقة العالم، خاصة الحارس الأسطوري جانلويجي بوفون حارس المنتخب الإيطالي والبرتغالي الكسندر ريكاردو والألماني ينزليمان والفرنسي فابيان بارتيز .. بوفون .. لم تهتز شباكه سوى مرة واحدة خلال مشوار نهائيات كأس العالم ـ قبل لقاء فرنسا في النهائي، وفي ستة لقاءات هامة حتى إن الهدف الوحيد جاء من خلال نيران صديقة أحرزه المدافع الإيطالي كريستيان زاكاردو في مرماه في مباراة الولايات المتحدة في الدور الأول والتي انتهت بالتعادل 1/1 وهي الوحيدة لإيطاليا التي لم تحسم للطليان، حيث فازوا على غانا في اللقاء الأول في الدور الأول بهدفين نظيفين لأندريا بيرلو وفتتشينزولاكونيتا والتعادل مع أمريكا 1/1 أحرز للطليان البيرتو جيلاردينو وعلى التشيك 2/صفر أحرزهما ماركو ماتيراتزي وفيليبو إينزاجي.. وفي دور الـ 16 فازت إيطاليا علي استراليا بهدف من ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة لفرانشيسكو توتي ثم على أوكرانيا 3/صفر لجيانلوكو زامبروتا وهدفين للوكا توني وعلى ألمانيا 2/صفر سجلهما فابيو جروسو وأليساندرو ديل بييرو في نصف النهائي. ولم يكن تفوق بوفون عائداً لعدم اهتزاز مرماه سوى مرة واحدة فقط بقدر حنكة الحارس وثباته في المواقف الصعبة وقدرته علي إنقاذ مرماه من فرص مؤكدة، مما أعطى للاعبيه ثقة وانعكس على أداء زملائه المدافعين وجعل اثنين منهم يسجلان هدفين حاسمين : زامبروتا هدف السبق في أوكرانيا وكان له فضل في فرض الثقة على الفريق الإيطالي وسحق المنافس بثلاثية نظيفة والهدف الأغلى لجروسو في مرمى ألمانيا قبل أن يسجل ديل بييرو في الدقيقة الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي .. وكان بوفون هو رجل المباراة الأول في معظم مباريات فريقه، خاصة أمام استراليا، حيث تصدى لهجمات متعددة وحافظ على شباكه نظيفة رغم النقص العددي لفريقه في الشوط الثاني لدرجة جعلت الفين كورينال عضو اللجنة الفنية بالفيفا يقول: يستحق الحارس الإيطالي الفوز بجائزة أفضل لاعب في هذه المباراة لتصديه لثلاثة أهداف محققة للاستراليين وفريقه عشرة لاعبين فقط ونجح في توجيه دفاعاته وبالتالي تنظيم الفريق لدرجة جعلتنا لا نشعر بوجود نقص عددي بل وكأن المنافس يعاني نقصاً .. ويعد بوفون حارس يوفنتوس الإيطالي أغلى حارس مرمى في العالم والأفضل أيضاً بدون منازع عالمياً ووصل سعره في بورصة اللاعبين إلى 50 مليون دولار.

ولم يكن الحارس الإيطالي ليدخل في منافسة محتدمة في البطولة الأخيرة للفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في كأس العالم مع زين الدين زيدان وتييري هنري وباتريك فييرا وفابيو كانافارو وزامبروتا وأندريا بيرلو وتونامنيتش وكلوسا والتي كان الحارس الألماني أوليفركان قد فاز بهذه الجائزة في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية 2002م..وكان حارس يوفنتوس «بوفون» قد تعرض لإصابة في العام الماضي أبعدته عن الملاعب فترة طويلة وعاد في ديسمبر الماضي وكان أول لقاء له مع فريقه ضد فيورنتينا في بطولة كأس إيطاليا.وينتهي عقده مع يوفنتوس في عام 2008 وبدأ معه قبل خمس سنوات.. وكانت الشائعات التي ترددت في العام الماضي حول انتقاله لريال مدريد وراء تهديد كاسياس حارس مرمى الريال والمنتخب الإسباني بالرحيل من فريقه في حالة التعاقد مع بوفون، ووجه وقتها الأخير رسالة إلى كاسياس تقرر بأن النجومية في كثير من الأحيان لا تقف عند بزوغ النجم وتفوقه في عمله فقط بل في أخلاقياته، حيث قال لكاسياس : « شيء غريب أن تكون قائمة الريال بدون حارس مرمى عملاق مثل كاسياس فهو حارس ممتاز ومذهل وأنا معجب به كثيراً وسأبقى في إيطاليا لأنني أريد أن أستمر مع يوفنتوس حتى نهاية عقدي في 2008»..وإذا كان الحارس الفرنسي بارتيز قد كلل جهوده وأمامه الدفاع الحديدي في الوصول للمباراة النهائية ، وكما أن الحارس البرتغالي ريكاردو حقق ومعه أفراد فريقه أعلى سقف في طموحاتهم باللعب علي المركز الثالث والفوز بالبرونزية فإن الحارس الألماني ينزليمان رغم تألقه ودوره البارز في الوصول بفريقه لهذه المرحلة من الأدوار النهائية فإنه لم يحقق كل طموحاته بل يعيش ليمان فترة من أتعس فتراته الكروية، حيث مازالت مرارة الفشل في الوصول لنهائي البطولة عالقة في حلقه، وهو بريء من أسباب هذا الفشل بعد أن تصدى ومعه القائم والعارضة لأكثر من محاولة هجومية للطليان قبل أن يسجل لاعباهم هدفي الضربة القاضية مع إسدال ستار اللقاء التاريخي وجاء الهدفان من خطأين دفاعيين وشبه انفراد كامل خاصة الهدف الذي أحرزه ديل بييرو حتى هدف جروسو كان في زاوية صعبة وخداع أندريا بيرلو صاحب التمريرة القاتلة لجروسو لخط الدفاع..ويعترف «ليمان» بهذه المرارة، حيث يقول الهزيمة أمام الطليان باتت جارحة مما كانت عليه عقب المباراة مباشرة وبعد أن شاهدنا لقاء فرنسا والبرتغال وتأكد له ـ كما يقول ـ إننا أهدرنا الفرصة فقد اقتربنا أمام الطليان من ركلات الترجيح وكنا الأقرب لحسمها وبعد الهزيمة بهدفين بدأنا نسأل أنفسنا لماذا لم تنته المواجهة مبكراً!!. وعانى ليمان كثيراً حتى يحرس عرين ألمانيا في ظل المنافسة القوية لأوليفر كان، وتحقق له ما تمناه بعد طول انتظار في البطولة الأخيرة، ورغم رهانه على هذه البطولة فقد نجح في كسب الرهان لا سيما مع نجاحه في التصدي لضربتي ترجيح أمام الأرجنتين في دور الثمانية صعدت بالفريق لدور الأربعة.

ليمان صار صديقا للنحس في البطولات
ليمان صار صديقا للنحس في البطولات
ورغم أن شباك ليمان اهتزت خمس مرات: الفوز علي كوستاريكا 4/2 وبولندا 1/صفر والإكوادور 3/صفر والسويد 2/صفر في دور الـ 16 ومع الأرجنتين 1/1 ثم الفوز بركلات الترجيح 4/2 في دور الثمانية والهزيمة أمام إيطاليا صفر/2 في الدور قبل النهائي، فإنه ليس من المبالغة إذا تم تبرئة الحارس من تهمة المسئولية عن الأهداف الخمسة وأن يسأل عن هدف أو اثنين على الأكثر من الخمسة، حيث جاء هدفا كوستاريكا للمهاجم باولو واتشوب من انفراد كامل أحدهما من تسلل واضح، وقد يكون الهدف الوحيد الذي يتحمل مسئوليته في مباراة الأرجنتين وأحرزه المدافع روبيرتو أيالا بضربة رأس رغم مشاركة الدفاع في المسئولية، خاصة المهاجم «كلوسا» الذي ارتد لمساندة الدفاع وأحرز أيالا في حراسة كلوسا .. ومرارة ليمان متعددة فهي لا تقتصر على أن الفرصة كانت سانحة للوصول للنهائي وتحقيق الحلم الأكبر في أول فرصة له أو ضياع تألقه وسط أمواج الحزن المتلاطمة بل لأنها الفرصة الأخيرة له في الغالب لحراسة المرمى الألماني بعد أن تخطى الـ 36 عاماً، كما أن «النحس» يلازمه لتألقه في الموسم الماضي مع ناديه الأرسنال الإنجليزي وانتهى بخيبة أمل أيضاً ليتكرر نفس السيناريو مع المنتخب لعدم حصول فريقه علي أي لقب محلي وهزيمته في مواجهة برشلونة الإسباني في نهائي دوري أبطال أوروبا .. وكما تألق ليمان مع ألمانيا في المونديال برع ودافع باستماتة عن مرمى فريقه الأرسنال في دوري أبطال أوروبا، حيث تصدى أيضاً في الدور قبل النهائي لضربة جزاء سددها نجم فياريال الأرجنتيني خوان ريكيلمي وفي المباراة النهائية أمام برشلونة طرد ليمان مبكراً ولعب الأرسنال بعشرة لاعبين .. ومع صراع ليمان وأوليفر كان لحراسة المرمى الألماني اشتعلت حرب خفية ومعلنة بينهما لتهدأ ثورة هذه الحرب الضروس مع إسدال الستار لمشوار ألمانيا في المونديال ولم يتوقع أوليفر أن يخرج ليمان من مخبئه ليقفز ويحتل مكانه وهو الذي كان بديلاً له في مونديال 2002 ولأندرياس كويكن في مونديال 98 بفرنسا.

ولم يتوقع « ينزليمان» هذا الحب الجارف من الجماهير الألمانية رغم غيابه عن أعين الألمان في الملاعب الألمانية لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث كان أوليفر هو الحارس الأوحد وقد يضاعف من هذه المرارة شعوره بأنه لم يحقق لهذه الجماهير آمالها في أول ظهور له مع منتخب بلاده وهي التي احتضنته وتوقعت أن يكون الفارس الذي سيشق طريقه لاحتضان الكأس وراهنت عليه بعد مباراة الأرجنتين لاستعادة المجد الغائب عن السماء الألمانية طيلة 16 عاماً، حيث كانت آخر بطولة للألمان عام 90 بإيطاليا وهي نفس المدة التي غابت عنها الكأس عن الألمان بعد الفوز بها عام 74 في البطولة التي أقيمت بملاعبها، وهو ما يعني أن السؤال الذي يبحث عن إجابة واحدة سواء للثنائي ليمان أو أوليفر أو للجماهير الألمانية.. فالحارسان يتساءلان: هل طويت صفحتهما بالفعل للاستمرار في حراسة المرمى في مونديال 2010. والجماهير تتساءل أيضاً: هل غابت شمس الفوز بكأس العالم عن الأرض الألمانية؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى